4 طرق للتنبؤ بالموت

death

نعاني في أواخر العشرينيات من أعمارنا من صعوبة في الحركة وآلام في المفاصل وفي ظهورنا، آلام تَسبَّبَت فيها كدمات ورضوض أُصِبنا بها أثناء فترة مراهقتِنا بدت وكأنها قد شُفيت من الخارج، بل إن بعضنا يذهب بهذا بعيدًا ويظن أنه سيموت قريبًا. وعلى الرغم من أنه من الأفضل ألّا نقلق من هذه التغيرات، فإن بعض العلماء قد وضعوا بعض الطرق للتنبؤ بالموت والشيخوخة.

حاسة الشم

يحتاج الشخص إلى تجدد خلوي مستمر لخلايا أنفه ليُحافظ على قدرته على الشم. خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتلك الروائح المُمَيزَة. ولكن مع تقدم العمر تبدأ خلايانا في فقدان القدرة على التجدد وذلك بسبب تغيرات تحدث مع تقدم العمر في الخلايا الجذعية الخاصة بالأنسجة و ذلك تبعًا لدراسة أُجرِيَت عام 2005 . لذا كان من المنطقي أن تبدأ أنوفنا في فقدان القدرة على الشم بينما نكبر.[1]

وفي دراسةٍ نُشرت في أكتوبر 2014 تم التأكد من ذلك، حيث تم فحص ما يقرب من 3000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 57 عامًا فما أكبر للتعرف على 5 روائح: «النعناع و السمك و البرتقال و الورد و الجلد» ووُجِد أن أولئك الذين واجهوا صعوبة في التعرف على كل رائحة من مجموعة من أربع روائح كانوا أكثر احتمالًا أن يموتوا في خلال 5 سنوات. [2]

قوة قبضتك

اتضح أنه يمكن لمدي تقدم الشخص علي المستوي الدراسي أن يكون عاملًا للتنبؤ بموته وإن كان ذلك بمساهمة ضئيلة. حيث بدأت الدراسات على الشيخوخة في جميع أنحاء العالم باعتبار اختبارات القوة طريقة لتحديد معدل الشيخوخة. و على أيٍّ، فإن الضعف قد يكون مرتبطًا بأي شيء من الإعاقة وحتى الانحدار الإدراكي وقدرة الشخص على التعافي من الإصابة وحتى الموت.

و في دراسةٍ أُجريَت في مايو عام 2014 نُشرت في مجلة PLOS One ، تم جمع المعلومات من أكثر من 50 دراسة أخرى، ووُجِدَ أن مستوى الشخص التعليمي قد يُعطي إشارة لقوة قبضتهم وبالتالي التنبؤ بمعدل الشيخوخة لديهم. وَجَدَ الباحثون أن امرأة بيضاء تبلغ من العمر 65 عامًا والتي لم تكمل تعليمها الثانوي كانت لديها نفس قوة القبضة لامرأة بيضاء تبلغ من العمر 69 عامًا أنهت دراساتها الثانوية. وهذا يقترح أنه طبقًا لقوة قبضتيهما فإن أعمارهما متساوية حيث تشيخ تلك التي لم تُكمِل تعليمها 4 سنوات مبكرًا و ذلك طبقًا للقائم على الدراسة سيرجي شيربوف Serguei Scherbov. [3]

تحليل الدم

لا شك أن الدم هو إحدى أفضل الطرق لقياس الصحة. فاختبارات الدم تخبرنا عن الأمراض مثل: (الأمراض المنقولة جنسيًا STDs) وعن صحتنا المناعية و– بالطبع– ضغط الدم والكوليسترول. ولكن مؤخرًا وَجَدَ العلماء أن المؤشرات الحيوية بالدم (جزيئات يُمكنها أن تُعطي فكرة عن الحالة الصحية) يُمكنها أيضًا أن تُحدِّد ما إذا كان الشخص سيعيش لفترةٍ أطول.

في دراسةٍ أجُريت في مارس عام 2014، جُمِعَت عينات دماء من 9842 شخص تُوفِيَ 508 منهم في خلال 5 سنوات. وعندما اختبر العلماء الدم وجدوا أن أربعةً منهم احتوت دماؤهم على تركيزات أعلى من plasma albumin وalpha-1-acid glycoprotein ، جزيئات منخفضة الكثافة من الليبوبروتين (very low-density lipoprotein particle size) بالإضافة إلى السترات وذلك أعلى من أقرانهم. وفي تجربة أخرى أُجريت على 7500 مشارك كانت النتائج مشابهة.[4]

يقول الباحثون أن هذه المؤشرات الحيوية كانت تلميحًا لمرض آتٍ فهي تعتبر علامات على ضعف الجسد. وكانت النتائج أن 20% من الأشخاص بالنسبة للمؤشرات الحيوية كانوا أكثر احتمالًا للموت 19 مرة من أولئك الذين كانوا في أقل 20 % وذلك في خلال 5 سنوات.

رد الفعل

من المعروف أن الشخص القادر على إصدار رد فعل سريع لأي نوع من المؤثرات يمتلك قدرات إدراكية أفضل. في دراسة نُشِرَت مبكرًا في عام 2014، أنشأ الباحثون في كلية لندن الجامعية اختبارًا بسيطًا –والذي يُمكنك إجراؤه– بإمكانه التنبؤ بخطر الموت المبكر اعتمادًا على سرعة رد الفعل. هدف اللعبة كان رؤية سرعة الضغط على الزر عند عرض صورة بسرعة على الشاشة. إذا رمشت فإنك لن تراها على الأرجح. وعلى مدار 15 عامًا وجد الباحثون أن 378 مشاركًا من أصل 5000 خاضوا الاختبار قد توفوا. وعندما قارنوا بين معدلات النتائج في اللعبة وُجِدَ أن أولئك ذوي المعدلات المنخفضة من ردود الفعل (الأقل من المتوسط) كانوا أكثر احتمالًا للموت بنسبة 25%. [5]

يقول دكتور جاريث هاجر جونسون القائم على الدراسة : «هناك نظرية مفادها أن رد الفعل البطيء قد يعكس تدهور الأنظمة الجسدية مثل الدماغ والجهاز العصبي. وقد يكون ذوو رد الفعل البطيء أيضًا يعيشون حياة أقل صحية.»

ترجمة : Muhammad Sadeq
مراجعة لغوية: Mohamed Sayed Elgohary

مراجعة علمية : Sherif Radwan

مصدر الخبر

4 Ways Science Can Predict Death, Rate Of Aging. (n.d.). Retrieved February 1, 2016, from http://www.medicaldaily.com/4-ways-science-can-predict-death-rate-aging-308217

الدراسات المرفقة بالخبر

(1) Conboy, I. M., & Rando, T. A. (2005). Aging, stem cells and tissue regeneration: lessons from muscle. Cell Cycle (Georgetown, Tex.), 4(3), 407–410.

(2) Pinto, J. M., Wroblewski, K. E., Kern, D. W., Schumm, L. P., & McClintock, M. K. (2014). Olfactory dysfunction predicts 5-year mortality in older adults. PLoS ONE, 9(10), 1–9. doi:10.1371/journal.pone.0107541

(3) Sanderson WC, Scherbov S (2014) Measuring the Speed of Aging across Population Subgroups. PLoS ONE 9(5): e96289. doi:10.1371/journal.pone.0096289

(4) Fischer, K., Kettunen, J., Würtz, P., Haller, T., Havulinna, A. S., Kangas, A. J., … Metspalu, A. (2014). Biomarker profiling by nuclear magnetic resonance spectroscopy for the prediction of all-cause mortality: an observational study of 17,345 persons. PLoS Medicine, 11(2), e1001606. doi:10.1371/journal.pmed.1001606

(5) Hagger-Johnson G, Deary IJ, Davies CA, Weiss A, Batty GD (2014) Reaction Time and Mortality from the Major Causes of Death: The NHANES-III Study.PLoS ONE 9(1): e82959. doi: 10.1371/journal.pone.0082959

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي