7 انحيازات تقوم بها ذاكرتك لتعبث بكيفية تذكرك للأحداث

7_انحيازات_تقوم_بها_ذاكرتك_لتعبث_بكيفية_تذكرك_للأحداث

ذاكرة الإنسان هي شيءٌ خارق، حيث يمكننا استدعاء أي تفاصيل من عامٍ مضى ونُخزِّن ونتذكر آلاف الكلمات، ونتعرف على وجوه عددٍ لا محدود من البشر. ولكن بالرغم من ذلك فإن عملية التذكر ليست عملية مثالية. حيث أننا أحيانًا ما ننسى، وأحيانًا ما نفشل في ربط الذكريات ببعضها. ولكن ماذا عن العكس من ذلك؟ أن نظن أننا نتذكر شيئًا ما ولكننا في الواقع لا نتذكره. ماذا عندما نتذكر شيئًا يَحيد في الواقع  عما حدث بالفعل؟ هذه العيوب في عملية التذكر تسمى انحيازات الذاكرة (memorybiases) وتحدث في أشكالٍ عدة وعلى مستوياتٍ مختلفة التفاوت. إليك بعضًا من هذه الانحيازات.

 

  • تذكر الخفايا (Cryptomnesia)

سمع معظمنا عن ظاهرة الذِكرى الزائفة (عندما يعتقد شخصٌ ما أنه يتذكر شيئًا لم يحدث في الواقع). بوسع أدمغتنا فعل العكس أيضًا. يُشار إلى هذه الظاهرة بتذكر الخفايا أو (Cryptomnesia) وفيها يُمكن لأدمغتنا أن تُخطئ في ترجمة ذكرى حقيقية لشيءٍ خيالي. هذا الخطأ بالذات يُشكِّل مشكلةً بالنسبة للسرقة الفكرية، حيث تظن أدمغتنا أننا توصلنا لهذه الفكرة، بينما في الواقع نحن سمعنا عنها في مكانٍ آخر. وبدلًا من تذكر أين سمعنا هذه الفكرة مُسبقًا، فإن الفكرة تتواجد في أدمغتنا كفكرة أصلية.

الباحثون الذين أجروا دراساتهم على الظاهرة كانوا في حالة دهشةٍ مستمرة من كمية السرقة الفكرية غير الواعية لدى الأشخاص الخاضعين للدراسة. يقول دكتور ريتشارد مارش عالم النفس الإدراكي بجامعة جورجيا: «إذا أردنا أن نفهم كيف يمكن لهؤلاء الأشخاص رسم ناطحات سحاب أو كتابة موسيقى أو كتابة كتاب يحقق أعلى المبيعات، أظن أن علينا أن ندرك أنه لا شيء مما نصممه هو جديد بالكامل. فكل جهدٍ إبداعيٍّ ينطوي على بقايا مما اختبرناه في الماضي.»

 

  • انحياز دعم الرأي (Choice-Supportive Bias )

انحياز دعم الرأي أو (Choice-Supportive Bias ) هو الميل الرجعي لنعت اختياراتنا بسماتٍ إيجابية. وبشكلٍ أبسط، هو تذكرنا لاختياراتنا بشكلٍ أفضل مما كانت عليه. فمثلًا عند تَذكُّر قضاء عطلتك في مدينة ما بدلًا من الأخرى، فإنه على الأرجح ما ستقوم بملاحظة وتكبير ميّزات المدينة التي قضيت فيها عطلتك، في حين ترمي المدينة الأخرى بعيوبها أو تكتفي بتعديد ميزاتٍ أقل. وعندما يأتي الأمر لقياس ندمنا أو رضانا نحو قرارٍ ما، فإن تذكر الظروف والأسباب المنطقية لاختيارنا لهذا القرار قد يكون بنفس أهمية القرار نفسه.

 

  • تأثير الخلط العرقي (Cross-Race Effect)

 نحن البشر مُريعون في التعرف على الأفراد من العروق الأخرى – حيث يمكن للأشخاص من العروق المتشابهة التعرف على بعضهم بسهولة – ونتذكر في هذا الموضع الصعوبة التي نواجهها في التعرف على وجوه سكان شرق آسيا – الصين على سبيل المثال -. بناءً على تحليلٍ لـ271 قضية فعلية، وجد الباحثون أن المُشتبه به كان أكثر احتمالًا أن يتم التعرف عليه إذا كان من نفس عرق الشهود.

 

  • العرض المتفائل (Rosy Retrospection)

هناك ظاهرة نفسية تتسبب في تذكرنا لأحداثٍ ماضية بشكلٍ أكثر تفاؤلًا مما كان عليه تقييمنا لها بعد حدوثها مباشرةً. تُشير هذه الظاهرة إلى النتائج التي أوضحت أن الأشخاص الخاضعين للدراسة مالوا إلى المبالغة في إيجابيات أحداثٍ ماضية مع تقليل السلبيات. يقترح الباحثون أن سبب هذا يرجع إلى أن الإزعاج أو الحزن الضئيل يختفي في ذاكرتنا مع الوقت تاركًا الإيجابيات من أحداثٍ كانت في الواقع متوسطة الإيجابيات حين وقوعها.

 

  • تأثير جوجل (Google Effect)

تأثير جوجل يشير إلى الميل لنسيان المعلومات التي يُمكن إيجادها بسهولة على الويب. اقترح الباحثون – بناءً على 4 تجارب مختلفة – أن المشاركون في الدراسة امتلكوا معدلاتٍ أقل من تَذَكُّر المعلومات نفسها، بينما امتلكوا معدلاتٍ أعلى من تذكر أين بإمكانهم إيجاد هذه المعلومة. وطبقًا للدراسة فالإنترنت هو شكلٌ بدائي من ذاكرة خارجية، حيث نحتفظ بالمعلومات بشكل مُجمَّع خارج أجسادنا.

على سبيل المثال أرقام الهواتف. ففي الماضي عندما كان علينا طلب أرقام من أردنا الوصول إليهم كان علينا أن نتذكر الرقم، أما الآن فإن اتصالك بشخصٍ هو ببساطة سحبة إصبع ونادرًا ما نتذكر هذه الأرقام.

 

  • التداخل الوهمي (Illusory Correlation)

هو انحياز للذاكرة يُساهم بشكلٍ كبير في تنميط المعلومات وترسيخها، التداخل الوهمي هو ظاهرة نتذكر بها علاقة بين متغيرين (أشخاص، أحداث، سلوكيات) في حين أن هذه العلاقات ليست موجودة في الحقيقة. يميل البشر إلى المبالغة في تقدير العلاقات بين مجموعتين عندما يكونون بصدد معلومات غريبة أو مميزة. مما ينتج عنه تداخل بين المجموعتين أو ترابط رجعي بين السلوك والمجموعة. على سبيل المثال، في حالة وجود أي محفز سلبي تجاه نوعٍ معينٍ من الكلاب، سيقوم الشخص في مخيلته بالربط بين هذا النوع وبين إحساس الخطر، في حين أن مثل هذا الترابط غير موجود في الحقيقة.

 

  • مطب الذاكرة Reminiscence Bump))

قد يبدو من المنطقي لنا أنَّ الأحداث الأقرب هي التي ينبغي أن يكون من الأسهل تذكرها عن تلك التي مضى وقتٌ على حدوثها، ولكن هذا لا يحدث دائمًا. يشير مصطلح مطب الذاكرة أو (Reminiscence Bump) إلى ميل الراشدين الأكبر إلى تَذَكُّرٍ أفضلٍ لمجموعةٍ من الأحداث التي حدثت أثناء مراهقتهم، أو في أول سن الرشد. لاحظ الباحثون بشكلٍ دائم مطب الذاكرة واقترحوا أنه يحدث لأن الذاكرة المتعلقة بسيرة المرء الذاتية ليست بالضرورة ثابتة مع الزمن. فسعة الذاكرة تزداد وتتغير مع الوقت ومع تغير الهوية، والذي يحدث بالذات أثناء المراهقة أو بداية سن الرشد.

إعداد : Muhammad Sadeq
مراجعة و تصميم: Mohamed Sayed Elgohary
المصدر :
http://sc.egyres.com/9yDuj


#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي