لاطالما كانت العلاقة بين الفنانين والملهمات مشهورة لقرون طوال، ولا سيام أشهرهم (ربات الفن في العقيدة اليونانية/ muses of Greek mythology) وتتأرجح تلك العلاقة بين الرومانسية المحضة والمأساوية المريعة، وفي الأغلب كانت تهُب الملهمات أكثر من الإلهام، وهذا ما سنلمسه في قصص هؤلاء الملهمات.
فلاحظ معي كيف عانت الملهمات من الآلام التي أذاقها لهن رفقائهن الرجال.
-
كاميل كلوديل /CAMILLE CLAUDEL
(ملهمة أوجاست رودان /AUGUSTE RODIN)
بداية من عام 1884 عملت كاميل كلود كمساعدة في ورشة النحات أوجست رودان، و لعبت دور ملهمة و عشيقتة علي الفور تقريبًا، لكن العلاقة العاطفية المشتعلة بينهم تدهورت بالتدريج و أنتهت عام 1892 ، ومع أن كلوديل بقت معذبة بحبها لرودان لوقت طويل بعد أفتراقهم إلا أنها ظلت تنتج منحوتات أشهرها (زمن النضوج /The Age of Maturity) بين عامي (1893–1900) و (الثرثرة/The Gossips) عام(1897). ما يدعو للحزن أن عملها توقف سريعًا عندما تم إيداعها بمشفي للأمراض النفسية عام 1914 و بقت فيه حتي وفاتها عام 1943.
-
إليزابيث سيدال/ELIZABETH SIDDAL
( ملهمة دانتي غابريل روزيتي /DANTE GABRIEL ROSSETT )
كأكثر ملهات الفن أتت إليزابيث من أسرة عاملة، فبينما كانت تعمل في محل صياغة التقت بالفنان الذي جعلها تشترك في أخوية ما قبل الرفائيلية، لقد كانت ملهمة لمعظم فناني الأخوية، ولكنها أصبحت بعد ذلك خاصة بدانتي جابرييل؛ حيث ظهرت في لوحات كثيرة له مثل إيكي أنشيلا دوميني.
شجعها دانتي لكي تبدأ في الكتابة والرسم فرسمت بنفس أسلوب الأخوية وعرضت تلك الأعمال ضمن المجموعة بين عامي 1857 وعام 1858.
للأسف الشديد عانت في حياتها وفي زواجها من روسيتي حتى أصبحت مريضة ومدمنة للأفيون وفي عامها الثاني والثلاثون ماتت إثر جرعة زائدة من العقار، ودفنها روسيتي مع معظم مخطوطات أشعاره ولكنه نبش قبرها لاستخراجها لاحقًا.
-
بيريت موريسوت /BERTHE MORISOT
(ملهمة إدوار مانيه/ÉDOUARD MANET)
رسم إدوراد مانيت بيريت إحدى عشر مرة في خلال ست سنوات، وكانت بيريت حاضرة في لوحتين من أفضل ما رسم وهما (الشرفة/ the balcony) و( the bouquet of violet/ باقة البنفسج )
تزوجها أخو إدوارد وساعدها علي عضوية نادي الانطباعيين الرجال فأصبحت هي وماري كاسات فقط من النساء اللاتي التحقن بهذا النادي.
لم يعجب النقاد المعاصرين بفنها علي عكس زملائها، وعلى الرغم من أن بيريت عرضت الكثير من لوحاتها لكن بيع القليل منها فقط في حياتها، وكذلك لم تكن موهبتها الفذة معروفة لدى الباحثين والنقاد في عصرها إلي أن مر عليها قرن كامل.
-
جورجيا أوكيف/ GEORGIA O’KEEFFE
(ملهمة ألفريد ستيغليتز/ALFRED STIEGLITZ)
كلنا نعرف جورجيا بسمعتها الفنية القوية التي تتحدى النقاد.
ظلت ترسم جورجيا لعدة سنوات حتى اكتشفها ستجليتر عام 1916 وما لبث حتى هام بحبها وتزوجاها عام 1924 وبسبب دعم زوجها المادي استطاعت أن ترسم وأن تعرض صورها في معارض حتى مات في عام 1943.
في خلال عشرون عامًا صورها أكثر من عشرين صورة فردية وعلي غير عادة ملهمات الفن عاشت معه حياة سعيدة لمدة أربعين عامًا واستمتعوا بثمار نجاحهما المهني.
-
كيكي دي مونبارناس/KIKI DE MONTPARNASSE
(ملهمة مان راي /MAN RAY)
ولدت فقيرة بأسم (اليس إيرنستين برين/Alice Ernestine Prin)، مَن ستصبح كيكي دي مونبارناس ملهمة المصور السريالي مان راي في بداية عام 1920 ؛لكنها ايضًا عملت كموديل لكل من الفنانين المعاصرين (اماديو موديلياني/Amedeo Modigliani) و(اليكسندر كالدر/Alexander Calder) و مويس كيسلينج/Moise Kisling) و اخرين. لكن مان راي جعلها موضوع مئات الاعمال، أشهرها (Le Violon d’Ingres) عام 1924 والتي يظهر بها ظهرها في شكل قيثارة. خلال العشرينيات عملت كفنانة (فطرية/naïve art) ترسم مشاهد من السيرك و المدن ووقعت أعمالها بأسم كيكي، و لاقي معرضها في باريس عام 1927 نجاح كبير، كما نشرت مذكرتها عام 1929 و التي كانت صادقه بشكل صادم لاحتوائها تفاصيل عن أسلوب حياتها المستهترة، لكن العقد التالي آتي ممتلئ بالمشكلات، مع الافراط في المتع والفقر. توفت كيكي عام 1953 ودفنت في مدينتها الحبيبه مونبارناس.
-
لي ميلير/LEE MILLER
(ملهمة مان راي/MAN RAY)
عانت ميلير من طفولة بائسة حيث كانت فتاة ذات جمال أخاذ وهذا عزز فرصها وفتح لها الأبواب؛ فقبل أن تقابل مان راي درست الفن والرسم وأصبحت عارضة أزياء راقية.
بحثت عن مان راي في باريس لتدرس على يديه فن التصوير الفوتوغرافي ولكن سرعان ما وقعا في غرام بعضهما البعض .ظهرت صورتها في عدد من أعماله متضمنا أهم أعماله (مرصد الوقت/observatory time) و(العشاق/the lovers) .
أثمر تعاونها الفني مع مان راي إلي تطوير عملية جديدة في التصوير الفوتوغرافي تسمي( solarziation/التشميس).
بعد انفصالهما عملت في مجال التصوير وصاحبت قوات الحلفاء في الخطوط الأمامية أثناء الحرب العالمية الأولي. تزوجت وأنجبت طفلًا ولكنها عانت الأمرين بعد ذلك حيث أصابها متلازمة ما بعد الصدمة وعكفت علي شرب الكحول طيلة حياتها، ولقد أصبحت نسيًا منسيًا في تاريخ الفن حتى اكتشف ابنها 60000 صورة نيجاتيف و2000 لوحة ووثائق محفوظة في صندوق من الطراز اليوناني بعد وفاتها عام 1977.
-
فريد كالو/FRIDA KAHLO
(ملهمة دييجو ريفيرا/DIEGO RIVERA)
في عام 1929 تزوجت بديجو وصنعوا مجدًا في عقد من الزمان, صنع الاثنان أكثر الأعمال الفنية روعة في المكسيك علي الرغم من تناقض المواضيع والأساليب بين أعمالهما فأعمال كالو كانت شخصية وتعبر عن العاطفة بينما ريفريرا أعماله كانت عامة وتميل إلي التذكارية ويبرز الرسائل الكونية الواضحة.
بلغ الفنانان قدرًا من الأهمية والتأثير لبعضهم البعض فتنظر بعض الأعمال التأثير المتبادل بينهم.
على الرغم من أن أعمال ريفيرا احتفى بها الجمهور أكثر من رفيقته ولكن من المذهل أن قيمة كالو الفنية تخطت زوجها منذ وفاتها عام 1954.
-
دورا مار/DORA MAAR
(ملهمة بيكاسو/PABLO PICASSO)
لقد كانت فنانة قبل أن تقابل بيكاسو, فدرست الرسم والتصوير الفوتوغرافي وأسهمت بإسهامات بارزة في الحركة السيريالية وبالتحديد صورتها المبدعة (portrait of Ubu) كما سهل لها زملائها السيرياليين مقابلة بيكاسو أقاموا علاقة استغرقت عقدا من الزمان التقطت له الكثير من الصور الفوتوغرافية، خصوصًا عندما كان يرسم لوحته الملحمية (guernuca) وقام أيضا بيكاسو برسمها، ولقد تعاونا كثيرًا في العديد من المشروعات المشتركة.
ظهرت في الكثير من أعماله الفنية المشهورة مثل (portrait dora maar weeping woman)
ولكن كعادة علاقات الفنانين لم تدوم علاقتهم؛ حيث احتلت فرانسوا جيلوت مكان في قلب بيكاسوا، وذاقت دورا ألم فراق بيكاسو لبقية حياتها.
بهتت سمعتها الفنية بسبب مقارنة النقاد لأعمالها الفنية قبل وبعد الانفصال عن بيكاسو.
-
فرانسوا جيلوت/FRANÇOISE GILOT
( ملهمة بيكاسو/PABLO PICASSO)
قابلت فرانسواز جيلوت بيكاسوا في عام 1943 كانت تبلغ من العمر حينها 21 عاما وبيكاسو 61، وكان بيكاسو في ذلك الوقت مرتبطا ب دورامار، وقضت جيلوت مع بيكاسو 10 سنوات فألهمته ببعض الأعمال الهامة مثل (la femme fleur) والتي رسمها كزهرة، ولوحة (سيدة ترسم/woman drawing).
كانت جيلوت فنانة أيضًا حيث كان لديها عمل مستقل حتى في أثناء علاقتها ببيكاسو والتي أثمرت بطفلين.
هجرت جيلوت بيكاسو في عام 1953 وظلت ترسم لبقية حياتها على الرغم من أنها تعتبر عشيقة بيكاسو السابقة إلا أنها نجحت في إقامة معارض لها في أنحاء أوروبا وأمريكا.
أصدرت كتابًا عن حياتها مع بيكاسوا وعن علاقته ب(هنري ماتيس /Henri Matisse.) .
ترجمة : أحمد فوزي
مراجعةلغوية :FaTma IsmAil
تحرير: Nada Ahmed