في محاولة لتجسيد التاريخ على الشاشة؛ تحاول بعض الأعمال الدرامية كالأفلام والمسلسلات استعادة الأحداث التاريخية بشكل أقرب إلى عيون الشعوب بهدف استثماري من ناحية، ولأجل تغيير الفكرة السائدة عن فترة تاريخية معينة من ناحية أخرى، مع الأخذ في الاعتبار أن أغلب هذه الأعمال الدرامية تحوي العديد من المبالغات التى تقتضيها الدراما، في المقال التالي نستعرض قائمة لأفضل عشرة أفلام من وجهة نظر كاتب المحتوى الأصلي.
Schindler’s List
تقع أحداث الفيلم خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تعرض قائمة شيندلر رؤية أوسكر شيندلر. ذلك الرجل الذي يكسب ثروته في كراكوف ببولندا عن طريق إدارة مصنع ينتج الأواني المطلية بالمينا، حيث كان عمال ذلك المصنع من اليهود. وكان شيندلير عضوًا في الحزب النازي، مستمتعًا بأسلوب حياة فاخر تملؤه الرشوة للقوات الألمانية والبوليس السري، وقد أزعجه بشدة أنه رأى مذبحة اليهود بينما تم تصفية الحي اليهودي، ومن تبقى منهم أُجبروا على الذهاب إلى معسكر الاعتقال الجديد في بلازوا.
The Pianist
- يعرض الفيلم قصة الحياة الصعبة (لفالديك سبيلمان)، وهو عازف بيانو بولندي يهودي مشهور بمهارته في الموسيقى. وبدأت أحداث الفيلم بقصف بولندا في بداية الحرب العالمية الثانية خلال غزو ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي. حيث أُجبر على الذهاب إلى حي يهودي مع عائلته، وأُرسل إلى معسكر اعتقال تريبلينكا، وفُصل عن عائلته، حيث تعرف عليه صديق من شرطة الغيتو اليهودية، وأُجبر على العمل بالسخرة، بينما كان يصنع في السر أسلحة وذخيرة لمساعدة انتفاضة وارسو.
Saving Private Ryan
بينما تهبط أميريكا على شاطئ أوماها خلال عملية الإنزال في نورماندي، وبعدما عرضت لنا الحرب بين الجثث شخص بعينه يرتدي حقيبة عليها اسم (س. ريان). علمت وزارة الحرب الأمريكية أن ثلاثة من أصل أربعة أخوة في عائلة ريان قُتلوا في الحرب، وكان الأخير مفقودًا، وأعطت الأمر لفرقة عسكرية للعثور على الأخير، وإنقاذه، وإعادته إلى الوطن سالمًا. وبينما بدأ ميلر وفرقته بحثهم في نيفيل، وجدوا جندي خاص باسم (جايمس ريان)، والذي لم يكن الشخص المنشود، ولكن عرفوا منه أن من يبحثوا عنه متمركز للدفاع عن جسر مهم في راميل.
-
The Last Samurai
الكابتن السابق في الجيش الأمريكي (نايثن ألغرين) مدمن كحول، يتأقلم مع الوحشية التي شهدها خلال الحروب الأميركية الهندية، وذهب مع قائده السابق الكولونيل (باجلي) لرحلة لليابان. حيث كُلف بتدريب الجيش الإمبراطوري الجديد، والذي كان من المفترض استخدامه لقمع تمرد بقيادة الساموراي لشن حرب ضد الإمبراطور الياباني الجديد. وقد أخذ نايثن العمل فقط لكونه فقيرًا، وفي حاجه ماسة إلى المال، وعندما وصل بدلًا من أن يقابل جيشًا عاديًا، قابل مجموعة من الفلاحين المجندين للقتال بدون معرفة سابقة بالأسلحة العسكرية أو الانضباط العسكري. وعلى الرغم من اعتراضه لكونهم بحاجة إلى التدريب أولًا قبل إرسالهم إلى المعركة، أُرسل الجيش لحماية خطوط السكك الحديد لرجل الأعمال (أومورا)، التي تتعرض للهجوم بواسطة الساموراي، وانتهت المعركة بكارثة بسبب ذعر الجيش وهزيمته.
The Last of the Mohicans
تقع أحداث القصة في عام (1757)، بينما تشتعل الحرب بين الفرنسيين والهنود على جبال آديرونداك في مستعمرة نيويورك البريطانية. وقد أُعطي الرائد البريطاني الذي وصل حديثًا (دانكن هاورد) مهمة مرافقة أُسرة صديقة له، مكونه من ابنتين، يكن لإحداهما حبًا عميقًا، وقبل بدء الرحلة تقدم لخطبتها لكن لم تعطه جوابًا فوريًا، وكانت هذه الفتاة تدعى (كورا). ورافقهم في رحلتهم محارب من الهورن يدعى (ماجوا)، والذي يعرف الطريق جيدًا، ولكن بدلًا من ذلك يقودهم إلى فخ يقتل فيه معظم الحاشية ما عدا هاورد والمرأتين، التين أُنقذتا بواسطة تدخل زعيم الموهيكان (تشينغاشجوك)، وابنه أونكاس، وابنه الأبيض بالتبني الذي يُدعى (هوك) الذين وصلوا في الوقت المناسب.
The Killing Fields
تقع أحداث الفيلم في مايو عام (1973) في العاصمة الكمبودية (بنوم بنه)، حيث يقاتل الجيش الكمبودي التمرد للخمير الحمر في الحرب الأهلية، التي نشأت نتيجة لحرب فيتنام التي امتدت لحدود الدولة. يتتبع الفيلم (ديث بران) الصحفي الكمبودي، الذي يعمل لجريدة نيويورك تايمز، بينما ينتظر وصول مراسل باسم (سيدني شانبرج)، الذي هبط بأمان واستقل سيارة أجرة لفندقه؛ ليقابل المصور الصحفي (آل روكوف). وبعد أن قابلوا بران، اتجه الثلاثة إلى (نيك لانغ)، وهي بلدة يزعم أنها تعرضت للقصف بواسطة طائرة أمريكية حربية من طراز (B-25). وعندما وصلوا إلى هذه المدينة، قُبض عليهم أثناء التقاطهم صور للدمار في البلدة، وتصوير إعدام إثنين من عناصر الخمير الحمر على يد الجيش الكمبودي.
Mongol
تبدأ أحداث الفيلم في عام الفأر الأسود (1192) بسجن (تيموجن) من قبل مملكة تانجوت، واعتقلوه في كهف، حيث تعرض للإهانة على يد العامة لكونه من المغول، بينما يتذكر حياته السابقة في سلسلة من الذكريات. أولًا عندما كان ولدًا صغيرًا عمره 9 أعوام في عام (1172)، أي قبل عشرين عامًا، عندما اصطحبه والده (يسوجي) لاختيار عروس لزواجه المستقبلي المرتب، وقد اختار (تيموجن) (بورتي)، وعلى الرغم من أمنية والده فقد اختار عروسًا من قبيلة مركيت. وفي طريقهم للعودة للوطن، سُمم والده بواسطة قبيلة منافسة، وبينما يلفظ أنفاسه الأخيرة يخبر تيموجن الصغير أنه الآن قد ورث لقب (خان)، ولكن لم يصغى أحد إلى ذلك؛ فقد أمر واحد من محاربين والده يدعى (تارجوتاي) بسلب ممتلكات خان السابق، بينما عفا عن تيموجن، قائلًا أنه لم يحدث قط أن قتل منغولي طفلًا، وأنه لا ينوى أيضًا فعل ذلك، وكانت هذه بداية ملحمة (جنكيز خان) في المستقبل.
Kingdom of Heaven
بسبب انتحار زوجته، قرر (باليان) -ذلك الحداد المقيم في فرنسا- المشاركة في الحملة الصليبية نحو الأرض المقدسة بصحبة والده، بعد أن قتل أخيه غير الشقيق؛ لكونه قام بقطع رأس زوجته قبل دفنها، لكي يمنعها من دخول الجنة؛ وذلك في محاولة من أخيه لإقناعه بالانضمام إلى القضية النبيلة. وبينما صدر أمر بالقبض على باليان بواسطة غودفري -الرجل الذي مر سابقًا بقرية باليان؛ باحثًا عن مجندين جدد للحملة الصليبية- لكنه لم يقم بتسليمه. وخلال المعركة التي بدأت بسبب رفضه لذلك، أُصيب غودفري بسهم في جسده، أدى لإصابته بجروح بالغة. وقبل أن يستسلم لجروحه، جعل باليان فارسًا وأمره بخدمة ملك القدس، وحماية الضعفاء والفقراء، وإخراج المسلمين العرب الغزاة من الأراضي المقدسة. وفي رحلته جنح القارب الذي يحمل زملائه الصليبيين بسبب عاصفة هوجاء لم تترك سوى باليان على قيد الحياة، ليكمل واجبه المقدس.
The King’s Speech
في ختام المعرض البريطاني الذي أقيم في أستاد ويمبلي، خاطب الأمير (ألبرت) دوق يورك، ثاني أبناء الملك (جورج الخامس) الجمهور بتلعثم شديد. وبينما كان الأمير محبطًا، وفاقدًا للأمل في العلاج، أقنعته زوجته (إليزابيث) دوقة يورك بالبحث عن (ليونيل لوج)، الذي يفتقر إلى الخبرة الطبية لكنه معالج للنطق في شارع هارلي. وبينما لا تسير الجلسة الأولى على ما يرام وفقًا للملك، اعتقد ليونيل أن مريضه الجديد يمكن أن يشفى بعد أن يسرد تسجيل من مسرحية هاملت (أكون أو لا أكون)، بمفرده وبشكل رفيع بينما يسمع الموسيقى الكلاسيكية على زوج من السماعات. ولكنه أحبط لكونه لم يستطع أن يحقق أي تقدم بعد ذلك، وقد أعطى الأمير التسجيل كتذكار.
Hotel Rwanda
عندما وصلت التوترات بين الهوتو والتوتسي إلى نقط الغليان؛ أدت إلى نشوب حرب أهلية بين الناس في رواندا، وأشعل ذلك شرارة إبادة اجتماعية لم يسبق لها مثيل في إفريقيا. يتتبع منظور الفيلم (بول روساباجينا) بصفته مدير فندق (Hotel des Milles Collines) المملوك لسابينا وهو ينتمى إلى الهوتو، ولكن زوجته (تاتيانا) تنتمي للتوتسي، وبينما يُعد زواجهم مصدر خلاف مع الهوتو المتطرفين خاصة (جورج روتاغاندا)، الذي يتستر خلف مهنة مورد سلع ودود للفندق، ولكنه في الواقع زعيم محلي لإنتراهاموي، وهي ميليشيا هوتو وحشية وقاسية. ومع تدهور الوضع السياسي في البلاد بعد اغتيال الرئيس في السادس من أبريل (1994)، لاحظ بول وأسرته أن الجيران يُعدمون كحيوانات مسعورة مع بدأ المرحلة الأولى من الإبادة الجماعية.