فحوصات جديدة كشفت عن سرٍ جديد يحوم حول مومياء مصرية غامضة يبلغ عمرها 3200 سنة وتحتوي جمجمتها على وحل.
يقول الباحثون إن وجود ما هو شبيه بمادة إسمنتية داكنة داخل رأس المومياء يبدو أمرًا غامضًا وغريبًا وقد استخدموا في ذلك تقنية (التصوير المقطعي-Computed tomograohy) ليتمكنوا من الرؤية عميقًا في هذه المومياء، إلّا أن العلماء لم يجدوا فقط هذه المادة الإسمنتية الداكنة بل وجدوا بقايا من مخ هذه المومياء.
ويقول (جوناثان إلياس- Jonathan Elias) مدير اتحاد أخميم لدراسات المومياوات (Akhmim Mummy Studies Consortium): «إنها مادة من نوعٍ ما تم وضعها في جمجمة المومياء بينما ظل الدماغ نفسه في داخل الجمجمة» ويضيف قائلًا: «لم نرَ مثل هذا النمط من قبل». وقد علق جوناثان في مقطع فيديو أثناء فحص هذه المومياء في مدرسة الطب بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا حيث استخدم الباحثون تقنية التصوير المقطعي من قبل في فحص مومياوات بشرية وأخرى خاصة بتمساح.
(حاتاسون) هو اسم هذه المومياء الخاضعة للفحوصات عالية الدقة إلا أن الباحثين يعتقدون أن هذا ليس اسمها الحقيقي وإنما أُطلِقَ عليها بعد موتها وحسب جامعة ستانفورد فإن هذه المومياء قد تم نقلها من مصر إلى سان فرانسيسكو في أواخر القرن التاسع عشر وتم عرضه في معرض كاليفورنيا الدولي سنة 1984 (California Midwinter International Exposition ) وفي عام 1985 تم ضم المومياء إلى متحف ( de Young Museum) بسان فرانسيسكو.
وحاليًا توجد المومياء في متحف (Legion of Honor museum) في سان فرانسيسكو وغالبًا فإن من باع هذه المومياء في القرن التاسع عشر قد سماها (حاتاسون) ليجلب إلى الأذهان اسم الملكة (حتشبسوت)، إلا أن هذه المومياء في الواقع ليست ملكية فالتابوت يصف امرأة في زيٍّ عاديٍّ يخص العوام ولكن ليس هناك دليل واضح إذا ما كان هذا التابوت هو التابوت الأصلي الذي كانت ترقد فيه المومياء، فالمشترين في القرن التاسع عشر كانوا يستخدمون التوابيت بشكلٍ عشوائي.
مازالت نتائج الفحوصات قيد التحليل إلا أن النظرة الأولية داخل المومياء في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر أوضحت تفاصيل غريبة، فالمومياء لا تمتلك أي تمائم في غطائها، فقط مسمار معدني صغير يُحتمل أنه تم استخدامه بواسطة أوصياء المتحف للحفاظ على أغطية المومياء متماسكة معًا. العظام مختلطة مع الأغطية والتي تشكلت في صورة جسد امرأة قديمة. الحوض (الذي يستخدمه الباحثون للتعرف على جنس المومياوات) كان تالفًا في حالة يُرثى لها إلا أن إلياس قال أن الجمجمة تميل إلى كونها أنثى.
كون أن الدماغ لم يتم إزالته من الجمجمة فهذا يقدم اقتراحًا بأن صاحبة المومياء كانت تعيش في العصر الدولة الحديثة فيما بين القرنين السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد. فالمومياوات التي تم تشكيلها فيما بعد هذه الفترة كان يتم إزالة الدماغ منها.
ويبدو أن أحدًا ما كان يقوم بعمل تجارب تخص أساليب التحنيط في ذلك الوقت. إن إضافة المادة الإسمنتية إلى داخل الجمجمة دون إزالة الدماغ أمرٌ لم يتم رؤيته من قبل. ويقول إلياس إن هذا النوع من التفاصيل لا يتم رؤيته إلا من خلال تقنيات التصوير المقطعي المتطورة بدون أي خدش يمكن أن يلحق بالمومياء.
ويختتم إلياس قائلًا: «المومياوات من هذه الفترة ليست وفيرة ولذلك فإنه مع كل تقدم يحدث في التكنولوجيا نتعلم أكثر ونصل إلى معلوماتٍ أكثر عما مضى.»
المصادر:
ترجمة: Sherif Radwan
مراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
تصميم: Ayman samy