إذا فكّرت في الأسباب التي تُقصِّر العُمر وتضُرُّ الصحّة فأول ما سيخطر ببالِك هو: التدخين، شُرب الكحوليّات، القلق الزائد، شُرب المُنبّهات أو عدم ممارسة الرياضة. حسنًا إذا تحوّلت لثُعبان ذُرة فستكون إجابة ذلك السؤال غريبة جدًا، ستكون «الأكل»! ماذا؟ أليس الأكل هو ما يُبقيك حيًا! تناول الطعام يجب أن يكون شيئًا جيّدًا لا العكس. هذا صحيح، فباستثناء تناول الأطعمة الضارّة لم يُعتبر الأكل مضرًّا أو نشاطًا يؤخذ في الحُسبان وتُعدَّدُ فوائده وأضرارُه. لكن هذا قد يتغيّر قريبًا. عُلماء الأحياء الذين درسوا ثعبان الذرة وجدوا أن عملية الأكل – في هذه الحالة (الثعبان) أكل الفئران – تزيد الضرر الناتج عن عملية الأكسدة وتُضرُّ بصحة الثعبان بنسبة 180%. هذا مُرعب!
مُجرد تناول الطعام يُسبِّب (ضرر تأكسُدي –oxidative damage)! الضرر التأكسُدي هو أحد أنواع الضرر الذي يحدث على مُستوى الخلايا بسبب تفاعُل المواد داخل الجسم مع الأُكسجين. فكِّر في الأمر كأنّه صدأ الحديد، أو لنجد مُقارنة أدق فكِّر في شيءٍ يحترق. هذه هي عملية الأكسدة، وعندما تحدُث كجُزءٍ من عملية عضوية، دائمًا ما يكون هناك ضرر للكائن الحي. عادةً ما يكون الضرر صغيرًا لأننا ككائنات حية دائمًا ما نُجري عملية الأكسدة بحرق الوقود (عملية الأيض وإنتاج الطاقة). لكن ماحدث رغم ذلك أن جسد الثعبان قاوم تأثير المواد المؤكسدة بشكل أقل. منظمة الفيزياء تقول في تقريرها: «في كل مرة تأكل فيها الثعابين يزيد الضرر، وما يثير الدهشة حقًا هو أنَّهُ على الرغم من أنّهم كانوا يأكلون بانتظام إلّا أن أجسادهم لم تكن تقاوم الضرر الناتج عن الأكسدة بشكل كافٍ». ويقول (ستالشميت –Stahlschmidt): «مستويات الضرر التي رأيناها كانت حقًا مُماثلة أو تتعدّى بقليل أشياء مُرهِقة مثل طيران طائر مسافة 200 كم أو تصاعد استجابة مناعية. هذان الشيئان يبدوان حقًا مُرهقان وربّما يحفزّان ضرر تأكسُدي، وبالفعل يفعلان، لكن أقل بكثير من الضرر الناتج عن تناول وجبة!»
جهاز المناعة غالبًا له يدٌ في الأمر. بالنظر لتفسير منطقي لزيادة الجُزيئات المُأكسدة خلال تناول الطعام، اشتبه الباحثون في أن الجهاز المناعي يلعب دورًا رئيسيًا. عادةً ما يهدِفُ هذا الدور إلى حماية الكائن الحي. يُسارِع الجهاز المناعي بإطلاق جُزيئات مُأكسِدة ليعادل أي ميكروبات تم أكلها خلال عملية الأكل، لحماية الجسم من الأمراض. لكن هذه الجزيئات تُؤثر أيضًا على جسم الكائن الحي، عن طريق تدمير حمضه النووي وبروتيناته وأجزاء مُهمة أخرى. وبينما هذا ينطبق على ثعابين الذُرة تحديدًا، إلّا أنه لا يعني عدم حدوث عمليات مشابهة بداخلنا نحن أيضًا. حسنًا.. رُبّما يكون سر الخلود في النهاية في التوقُّف عن الأكل!
إعداد: أحمد مُسعد
المصدر: http://goo.gl/dMrrvR
مُراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
تصميم: Ahmed Eltobshy
#الباحثون_المصريون