مرض الايدز (AIDS)
ما هو الإيدز؟
إن مرض الإيدز ما هو إلا متلازمة من الأعراض التي يسببها فيروس نقص المناعة المكتسبة ( HIV ) حيث يصبح فيه الجسد أضعف من أن يقاوم العديد من الأمراض المعدية، ويحدث في المراحل المتقدمة من الإصابة بعدوى ال HIV عندما لا يصبح باستطاعة الجسد الدفاع عن نفسه فيصبح مرتعا للإصابة بمختلف الأمراض المعدية وإذا لم يتم علاجه ينتهي بالموت(1).
ما هو فيروس نقص المناعة ال HIV ؟
هو فيروس يهاجم جهاز المناعة تدريجيا، الذي هوخط الدفاع الطبيعي لأجسادنا ضد الأمراض. فإذا أصيب شخص ما بالفيروس سيكون من الصعب جدا على جسده مقاومة الأمراض المختلفة حيث يقوم الفيروس بتدمير نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء والمعروفة باسم الخلايا التائية المساعدة ( T-helper أو CD4 ) واستنساخ نفسه بداخلها. وهناك العديد من الفصائل من فيروس HIV،فيمكن أن يحمل المصاب بالفيروس فصائل عديدة ومختلفة في جسده، ويمكن تقسيمها عامة إلى نوعين يضمان العديد من المجموعات والفصائل الفرعية:
HIV-1 : أكثر الأنواع شيوعا ويوجد في جميع أنحاء العالم.
HIV-2 : يوجد بالتحديد في غرب افريقيا، وتم اكتشاف بعض الحالات في الهند وأوروبا.
من أين أتى فيروس نقص المناعة HIV ؟
تعرف العلماء على نوع من الشمبانزي في وسط إفريقيا على أنه مصدر عدوى فيروس HIV في الإنسان. فيعتقدون أن النسخة الفيروسية التي تصيب الشمبانزي والتي تدعى SIV انتقلت إلى الإنسان وحدث لها طفرة لتتحول إلى HIV، وذلك عندما قام البعض باصطياد تلك القردة للحصول على لحمها وتعرضوا لدمائها الملوثة بالفيروس. وتوضح الدراسات أن انتقال العدوى من القردة إلى البشر ربما يرجع إلى أواخر القرن التاسع عشر، ثم انتشر الفيروس على مدار العقود ببطء في افريقيا ثم بعد ذلك منها إلى أجزاء أخرى من العالم. فنحن نعلم أن الفيروس كان متواجدا في الولايات المتحدة الأمريكية منذ منتصف إلى آخر السبعينات على الأقل(2).
حقائق أساسية عن HIV:
. يرمز HIV إلى Human Immunodeficiency Virus- فيروس نقص المناعة لدى الإنسان.
. يأخذ الأمر حوالي 10-15 عام لحدوث متلازمة الإيدز وهي المرحلة التي يصل فيها تدمير الفيروس لجهاز المناعة بشراسة.
. يستطيع المصابون بالفيروس العيش حياة طبيعية وصحية إذا ما تم تشخيص المرض في مرحلة مبكرة واتباع العلاج الفعال Anti-Retroviral treatment المعروف ب ART.
. يوجد الفيروس في سوائل جسم المصاب التالية: السائل المنوي والدم والسوائل المهبلية والشرجية ولبن الأم.
. لا تنتقل العدوى عن طريق العرق أو اللعاب أو البول.
. أشكال انتقال العدوى تشمل أيضا: استخدام الإبر الملوثة، والحُقن أو أي صورة أخرى يتم من خلالها حَقن الأدوية في مجرى الدم (نقل الدم أيضا) أو من الأم للطفل خلال الحمل أو عند الولادة أو عن طريق الرضاعة (1) .
الإيدز في مصر:
تشير تقارير منظمة اليونيسيف بان الأعداد المصابة بالفيروس في مصر تقدر بنحو 11.000 مصاب وهو يعتبر عدد قليل، و مع ذلك فانه منذ عام 1990 لوحظ ازدياد شديد في عدد المصابين يصل إلى حوالي 268%. وتعد مصر واحدة من منطقتين في العالم فقط ترتفع فيهم نسبة الإصابة بال HIV الوبائي. وعلى الرغم من أن جزء من هذا الازدياد يمكن إرجاعه إلى التشجيع على الفحص إلا أن الإحصائيات الحالية توضح أن الهدف الإنمائي الألفي MDG للحد من انتشار الفيروس لن نستطيع تحقيقه في الوقت الراهن.
يتركز انتشار فيروس HIV الوبائي في المجموعات المعرضة للإصابة، فتزداد نسبة الإصابة به إلى ما فوق 5% بين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن والرجال مثليّ الجنس.والبيانات الحالية والروابط العديدة التي تربط بين عناصر المجموعات المعرضة لخطر الإصابة وعامة السكان تبرز ضرورة توعية المصريين وإخبارهم عن HIV لمنع المزيد من الانتشار والإصابات. فلقد تم اكتشاف أولى الحالات المصابة بالفيروس بين أطفال الشوارع في عام 2010 مما يقفز بالحاجة إلى منع الانتشار الوبائي جاعلا منها أولوية.
وتبلغ نسبة العدوى المنتقلة جنسيا ل HIV في مصر إلى 71%، وحوالي نصف عدد الحالات المكتشفة كانت بين متبايني الجنس. أما عن الانتقال بتعاطي المخدرات عن طريق الحقن، أو الدم أومن الأم للطفل فهي نسبة تحت 5% وبالرغم من هذا فإن انتقال العدوى عن طريق الغسيل الكلوي وطرق أخرى لم يتم إحصاءها أو التعرف عليها تمثل 9% من الحالات المكتشفة.
تم تحسين و مواصلة الاهتمام بالمرضى بصورة كبيرة وتشجيع تقديم المشورة بدون الحاجة إلى معرفة الهوية وفحص HIV وتقديم الأدوية المعالجة للفيروس بصورة مجانية للبالغين والأطفال ومجموعات الدعم للأشخاص المتعايشين مع المرض وعلى الرغم من هذا فإن الاحتياجات الخاصة للنساء والأطفال تتطلب اهتماما زائدا وبالأخص في نواحي العلاج الطبي والدعم النفسي-المجتمعي ومنع انتقال المرض من الأم للطفل(3).
كما يجب زيادة الاهتمام بالجهود الرئيسية للوصول إلى الشباب وتوعيتهم، آخذين في الاعتبار أن:
- نسبة النساء الشابات التي تتراوح أعمارهن بين 15-24 عام واالواتي يعرفن جيدا عن الإيدز وتلقين معلومات حديثة عن المرض تقلصت من 62% في عام 2005 إلى 30% في عام 2008.
- عدد الشباب الذين على دراية بأن استخدام الواقي الذكري يمكنه منع انتقال العدوى انخفض من 22% إلى 13%.
إعداد/ zeinabBadawy
مراجعة علمية: Hosny Ayman
المصادر:
1: http://www.avert.org/about-hiv-aids/what-hiv-aids
2: https://www.aids.gov/hiv-aids-basics/hiv-aids-101/what-is-hiv-aids/