هذه الصورة للألوان الرائعة التي تزين الجدران، تبدو وكأنَّها رسمةً لفنان موهوب، وفي بعض اللقطات الأخرى تظهر وكأنَّها مشهد من فيلم خيال علمي؛ ولكنَّها في الواقع كهف الجليد في روسيا.
في شبه جزيرة كامتشاتكا (Kamchatka) في أقصى شرق روسيا، يلتقي النار والجليد، أو البراكين والأنهار الجليدية؛ لتشكيل عالم آخر تحت الأرض، وبشكل مذهل تتشكل الكهوف الجليدية في ظل ظروف مثيرة للاهتمام بشكل لا يصدق.
تشكَّلت هذه التكوينات من قِبل نهر تحت الأرض، مصدره من الينابيع الساخنة المرتبطة ببركان موتنوفسكي (Mutnovsky Volcano)، ويتدفق هذا التيار تحت الجليد على جانبي موتنوفسكي، ولأنَّ الأنهار الجليدية على براكين كامتشاتكا قد ذابت في السنوات الأخيرة؛ فإنَّ سقف هذا الكهف أصبح عبارةً عن طبقة رقيقة جدًا حيث تخترقه أشعة الشمس، وتضيء الهيكل الجليدي بالداخل بشكل مخيف ومبهر في الوقت عينه بأضواء أرجوانية وصفراء وخضراء وزرقاء برَّاقة ومشرقة.
تقع جزيرة كامتشاتكا في نفس خطوط العرض لبريطانيا العظمى؛ وبالتالي تواجه شتاءً شديد البرودة، وتٌغَطَّى بعدة أمتار من الثلوج من أكتوبر وحتى نهاية شهر مايو؛ فتتكون الكهوف الجليدية.
شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، هي منطقة ذات جمال طبيعي استثنائي مع سلسة من البراكين متناظرة كبيرة والبحيرات والأنهار البرية والسواحل الرائعة.
تمَّ استكشاف شبه الجزيرة في الآونة الأخيرة فقط؛ نظرًا لأنَّها كانت محظورة على الأجانب حتى تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991م؛ كان هناك قاعدة عسكرية في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة، والتي كانت تضم الغواصات التي تحمل الصواريخ الباليستية النووية، منذ ذلك الوقت، أصبحت بقعة شعبية لمحبي الخطر والمغامرات.
تمَّ التقاط هذه الصور الرائعة بكاميرا (Denis Budko) المصور الفوتوغرافي والمرشد السياحي المحلي، و(Natalia Balentsova) المصورة الفوتوغرافية، وبعض الأصدقاء الذين كانوا في جولة بالقرب من بركان موتنوفسكي، نحو 45 ميلًا إلى الجنوب من العاصمة الإقليمية لبتروبافلوفسك كامتشاتسكي (Petropavlovsk-Kamchatsky)، وقد كان سبق لهم زيارة هذا المكان من قبل؛ ولكن في سبتمبر 2012م كان ذوبان الجليد أكثر من ذي قبل؛ مما أظهر إليهم مدخل لكهف لم يسبق لأحد دخوله، وقد تجرأوا على دخول هذا الكهف الذي قد يكون على وشك الانهيار في أي لحظة.
وصف (Denis Budko) رحلته الاستكشافية المحفوفة بالمخاطر داخل الكهوف، وقال: «كان الجو باردًا جدًا، ورطب بالداخل، والماء يتدفق من السقف والجدران، وكانت درجة الحرارة صفر تقريبًا، وعدسة الكاميرا تصبح رطبةً بسرعة، مما يجعل من التقاط الصور أمرًا صعبًا؛ ولكن عندما استمريت بالدخول أعمق داخل الكهوف، دُهِشتُ من الألوان التي رأيتها، أنا لم أر شيئًا مثل هذا من قبل»، وقد أضاف قائلًا : «إنَّ بركان موتنوفسكي هو قلب شبه جزيرة كامشاتكا، هذا القلب ينبض، ويمكنك أن تشعر بحركة الأرض تحت قدميك داخل الكهف».
وقالت السيدة (Balentsova) -التي فازت إحدى صورها للكهف وقامت بتسميتها «كنوز الأقزام-Treasures of the Dwarfs» في مسابقة الطبيعة البرية الروسية-: «إنَّ الكهف الجليدي من الخارج يبدو قذرًا ورمادي اللون؛ ولكن بالداخل كل شيء يبدو مختلفًا تمامًا، إنَّه عالم نقي لم يلوثه أو يمسَّه بشر».
يتابع (Budko) قائلًا: «إنَّه من الصعب إيجاد مثل هذه الأماكن بدون مرشد، حتى أنا؛ رغم كوني مرشدًا ذي خبرة طويلة لم أكن أعرف شيئًا عن هذا الكهف؛ لأنَّه خارج مساري المألوف الذي عادةً ما أتخذه، علاوةً على ذلك، فإنَّه من المستحيل الوصول هناك مرة؛ لأنَّ الكهف يغطيه حوالي مترًا ونصف المتر من الثلوج حاليًا، علينا انتظار الصيف القادم لنرى إذا كان الجليد سيذوب أم لا».
قال (Denis Budko) كلماته هذه في إبريل 2013م، وقد أتهمه البعض بتزوير الصور وأنَّها ليست حقيقية.
وفي عام 2014م ذاب الجليد في الصيف ليتمكن آخرون من زيارة المكان، كان منهم (Sergey Krasnoshchokov) مُصوِر ناشيونال جيوغرافيك ليثبت للعالم أنَّ هذا الكهف الرائع حقيقي وموجود بالفعل.
ترجمة وإعداد: Haneen_Elsheikh
مراجعة لُغَويَّة: Omnea Abd El-Aleem
المصادر: http://sc.egyres.com/UO5iA
http://sc.egyres.com/S3yoY
http://sc.egyres.com/QruP4
http://sc.egyres.com/cc2kx
#الباحثون_المصريون