بلغ عدد الأشخاص في عام (2015) الذين يزيد وزنهم عن الوزن الطبيعي (0.5) مليار شخص، أما أولئك الذين يعانون من السمنة فيبلغ عددهم ملياري شخص، لكن هل هناك فرق بين السمنة وزيادة الوزن؟

نعم سيدي هناك فرق بين المصطلحين؛ فالأول يعني زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي بزيادة حجم العضلات والعظام وربما حجم المياه، أما السمنة فزيادة الوزن فيها يكون بسبب الدهون.

حسنًا ما الذي يؤدي بنا إلى منعطفٍ كهذا لاسيما أنه سبب في أمراض القلب؟

بداية علينا معرفة أن وحدة قياس الطاقة هي الكالوري، وأن مقدار الكالوري الذي يحتاجه الرجل يكون بمتوسط (2500) كالوري، أما المرأة فتحتاج (2000) كالوري فقط، وقد يظهر الرقم كبيرًا وأننا لن نحصل على كل هذا القدر، لكن عزيزي ربما وجبة واحدة في أحد مطاعم الأكل السريع (fast food) ستعطيك كل هذه السعرات.

كذلك ينضم إلى قائمة الأسباب المؤدية إلى السمنة طعام كثير وفائض عن حاجتك، وعصائر الفاكهة، وطعام مليء بالسكريات والدهون، وتناول الكحوليات -حيث تحتوي على سعرات حرارية عالية.

أضف إلى ذلك ممارسة الرياضة؛ حيث يحتاج كل منا إلى مالايقل عن نصف ساعة يوميًا لممارسة الرياضة وذلك لتجنب الإصابة بالسمنة.

أيضًا بعض الحالات المرضية مثل نقص إفراز هرمون الثيروكسين كما في الـ(hypothyrodism) أو زيادة إفراز الكورتيزول كما في المرض النادر (Cushing syndrome).

أيضًا عامل الوراثة، قد يثير هذا العامل بعض شكوكك، لكنه بالفعل يؤثر بشكل كبير في السمنة، هل تتخيل أن لبعض الجينات يد في إصابتك بالسمنة؟

نعم، هناك مرض جيني نادر يدعى (Pader_will syndrome) حيث يفقد المرض الجين الـ(15) وحينها يصاب الشخص بحالة غير طبيعية من حبٍّ للطعام وعدم قدرته على فقد الوزن بتاتًا.

هل تعتقد أنه يومًا ما سنستطيع تناول ما نشتهيه من الطعام دون أن نزداد في الوزن أو نصاب بالأمراض؟

بداية علينا أن نعرف أن بأجسادنا نوعين من الخلايا الدهنية: الأول يسمى الـ(white adipocyte) ودوره تخزين الدهون، أما الـ(beige adipocyte) فيُعنى بحرق الدهون.

حيث اكتشف الباحثون مؤخرًا أن ثمة جين يسمى الـ(FTO) يحتوى على (introns) وهي مناطق داخل الجين لا تتحول إلى بروتينات، وهذه الإنترونات تسمى الـ(IRX) تنشط وتحفز الخلايا التي تحرق الدهون إلى خلايا تخزن الدهون، وبهذا يزداد الوزن نتيجة زيادة الدهون، ويصاب الفرد بالسمنة.

لكن ما الذي يجعلها تنشط مع أنها غير معنية بذلك؟

هناك بروتين يدعى (ARID5B) وهذا البروتين معطّل لدى الذين يعانون السمنة، وفي الطبيعي يكون دوره تثبيط الـ(IRX)، وعليه نستنتج أن من يعانون السمنة لا يعانون من طفرة في الجينات أو تغيير في البروتين الناتج وإنما فقط تنشيط جينات الـ(IRX).

يتحدث بحث آخر عن دور الكائنات الدقيقة بداخل أمعائنا في إصابتنا بالسمنة، تلك الميكروبات تختلف بين الأشخاص الطبيعين والذين يعانون من السمنة؛ فأولئك الذين يعانون السمنة يعانون من تركيز عالٍ من مادة تدعى الـ(Chain Fatty Acid) ناتجة من عملية التخمر داخل البكتيريا،

وهذه المادة تحفز الجهاز الباراسمبثاوي الذي يحفز البنكرياس لافراز الإنسولين، والذي يعمل على تخزين الدهون، كذلك يحفز إفراز هرمون الجوع الـ(ghrelin) الذي يؤدي إلى زيادة تناول الطعام أو ما يدعى بالـ(poly phagia).

ختامًا علينا أن نهتم بصحتنا جيدًا وأن نجعل الرياضة والغذاء الصحي أهم عاداتنا وجزءًا أصيلًا في ثقافتنا، ذلك لأن السمنة هي الباب الأوسع لأمراض القلب والسرطان وهي الأمراض الأكثر شراسة في هذا القرن.

إعداد: Eman Kandel

مراجعة: Matalgah Hamzeh

تصميم:

المصدر:https://goo.gl/leWBTt

https://goo.gl/sg75jm

http://goo.gl/jeAJNV

#الباحثون_المصريون