أنثى بعوضة الأنوفليس ومرض الملاريا: الجزء الأول

تعد «الملاريا» من أخطر الأمراض التي مرت على عالمنا، وبالرغم من أن التدابير الوقائية وبرامج المكافحة العالمية أدت إلى خفض معدلات الوفيات الناجمة عنها على الصعيد العالمي بنسبة 60٪ منذعام 2000، إلا أنه مازال هناك3.2 مليار شخص- ما يقرب من نصف سكان العالم- معرضون لخطر الإصابة بالملاريا.

ويبقى السؤال: ما هي أسباب انتشار هذا المرض، وما هي دورة حياته حتى يصل إلى مرحلة إصابة الإنسان؟

وهذا ما سنتناوله في هذا المقال بدايةً من أحد الأسباب الرئيسية في انتشار هذا المرض؛ ألا وهي أنثى بعوضة الأنوفليس.

في جميع أنحاء العالم يوجد حوالي 3500 نوع من البعوض تقسم إلى 41 جنس، ينتقل مرض الملاريا من خلال إناث جنس الأنوفليس، ويرجع ذلك أن الذكور في البعوض عامة لا تتغذى على الدم، والذي تحدث الإصابة عن طريقه، وتم العثور على بعوضة الأنوفليس في جميع أنحاء العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية.

تمثل أنثى بعوضة الأنوفليس الوعاء الذي يحتضن الطفيل المسبب لمرض الملاريا والذي يقضي بداخلها معظم فترات حياته، ولكي نستطيع دراسة مايحدث من تطورات لهذا الطفيل والمراحل التي يمر بها حتى يصل إلى جسد الإنسان كان لابد أن نبدأ بدراسة هذا الوعاء والذي يتمثل بجسد الحشرة، وذلك بالتعرف على دورة حياتها وأجزاء جسمها الرئيسية وكيفية نمو هذا الطفيل بداخلها.

أولًا مراحل حياة بعوضة الأنوفليس؛ «دورة حياتها»:

تصنف بعوضة الأنوفليس على أنها حشرة كاملة التحور، فهي تمر بأربع مراحل رئيسية في حياتها، بداية من بيضة ثم إلى يرقة ثم إلى عذراء ثم إلى حشرة ناضجة، وسنتكلم عن كل مرحلة على حدة.

1- البيضة

تضع الإناث البالغة من 50 إلى 200 بيضة مباشرة على الماء، ويكون البيض غير مقاوم للجفاف ويستغرق من يومين إلى ثلاث لكي يفقس، أما في المناطق الباردة قد يستغرق من اثنين إلى ثلاث أسابيع.

2- اليرقة

تفقس البيضة وتعطي يرقة، تحتوي تلك اليرقة على رأس متطورة بها أجزاء فمية تستخدم للتغذية، ويتسع جسم اليرقة عند منطقة الصدر، وتكون منطقة البطن مجزئة، ولا تحتوي تلك اليرقات على سيقان، وبخلاف أنواع البعوض الأخرى فإن يرقة الأنوفليس تفتقد جزء«الأنابيب الهوائية للتنفس nsipho» الموجود بالجهاز التنفسي، لذلك تقوم بوضع جسمها موازيًا لسطح الماء وتحدث طريقة التنفس عن طريق الفتحات الموجودة على منطقة البطن وبالتالي فإنها يجب أن تأتي إلى السطح بشكل متكرر، وتتغذى تلك اليرقات على الطحالب والبكتريا والكائنات الدقيقة، وتتطور اليرقات خلال أربع مراحل، يحدث لها عدة انسلاخات للهيكل الخارجي أو للجلد ليسمح لها بالمزيد من النمو، وبعد ذلك تتحور إلى عذراء.

تعيش اليرقات في أكثر من وسط ولكن معظم الأنواع تفضل المياه النظيفة.

3- العذراء

في هذه المرحلة يندمج الرأس والصدر لتتكون منطقة «الرأس الصدر cephalothorax».

تأتي العذراء دائمًا إلى سطح الماء لإجراء عملية التنفس من خلال زوج من الأبواق الموجودة في الجهاز التنفسي في مقدمة ال«cephalothorax».

4- الحشرةالناضجة

وأخيرًا تصل الحشرة إلى الطور النهائي لدورة حياتها، أما مدة تطور البيضة إلى حشرة كاملة قد تتم في أقل من خمسة أيام، ولكن عادة ما تستغرق من 10 إلى 15 يومًا في الظروف الاستوائية.

وكأنواع البعوض الأخرى يتكون جسم حشرة الأنوفليس من ثلاث أجزاء رئيسية ألا وهي:

1- الرأس والذي يحتوي على أجزاء الفم المسؤولة عن التغذية، والأجزاء الحسية المسؤولة عن الاستشعار والإحساس.

2- الصدر والذي يحتوي على أجزاء الحركة، ثلاث أزواج من الأرجل وزوج من الأجنحة.

3- البطن وهو المسؤول عن هضم الطعام ونمو البيض، ويتسع بشكل كبير عندما تأخذ الحشرة وجبة الدم لتقوم بهضمها لتحصل على البروتين اللازم لتكوين البيض.

عادةً يتزاوج البعوض بعد أيام قليلة من خروجه من طور العذراء، وتعيش ذكور البعوض لمدة أسبوع تقريبًا وتتغذى على رحيق الأزهار ومصادر أخرى من السكر، وكذلك الأنثى فإنها تتغذى على السكر لسد احتياجها من الطاقة ولكنها تحتاج إلى وجبة من الدم من أجل نمو البيض، ويمكن للإناث أن تعيش لمدة شهر تقريبًا أو أكثر، ولكن المدة الطبيعية أن تعيش من أسبوع إلى أسبوعين، وتعتمد فرص بقائها على قيد الحياة على درجة الحرارة والرطوبة وأيضًا قدرتها على الحصول على وجبة الدم بنجاح وتجنب دفاعات الإنسان.

وبعد معرفة دورة حياة أنثى بعوضة الأنوفليس وأجزاء جسمها الرئيسية، نكون قد انتهينا من الجزء الأول في دراستنا لمرض الملاريا، وتبقى لنا معرفة مسبب ذلك المرض، وما هي الأعراض الناتجة عن الإصابة بمرض الملاريا وكيفية الوقاية منه.

وهذا ما سوف نتعرف عليه في الجزء الثاني من المقال.

إعداد وتصميم: محمد جادالله
مراجعة علمية: Mohammad Gendy
مراجعة لغوية: Muhammad Mossad

مصادر: http://sc.egyres.com/Zr0eq