ما هو اضطراب الشخصية النرجسية؟ 3-3

بواسطة ريما رباح
22/03/2017

وماذا؟..لم أقل ذلك أبدًا!.. أنت حساسة جدًا. أنت بنفسك التي دفعتيني لفعل ذلك!!

هل تحس بأن زوجتك تخدعك بشكل أو آخر؟.. هل شككت في حواسك يومًا؟ هل وجدت نفسك مضطرًا لتسجيل أو توثيق أي حادثة في منزل عائلتك بالتصوير أو عبر الكمبيوتر؟.. هل غدت فكرة أنك منفصل عن الواقع وأنك قد تكون ضحية للهلوسات متواجدة في واقعك اليومي؟ هل بدأت تحس بأن عائلتك مهددة بالانهيار؟.. هل غدوت تتبع أسلوب السكرتارية لكن بسرية، للاحتفاظ بالأدلة بالشكل الورقي أو الالكتروني بعيدًا عن أعين الجميع.

هل لديك هاجس أن زوجك يخفيك أمرًا ما؟.. هل صادف أن أحسست بأن شريك الحياة يكذب لكنك لا تستطيعين أن تناقشيه بشكل واضح؟ إما لأن الحوار يفضي دومًا إلى اللاشيء، أو لأنه دائمًا يتمكن من إقناعك بأن كل ما تحسين به هو مجرد تهيؤات وسوء ظن؟.. هل ساورتك الظنون في أنك فعلًا حساسة جدًا وأنك أخطأت تقييم الموقف؟ هل بدأت تفقدين الثقة في أهليتك لعمل أي شيء بشكل صحيح؟.. هل بدأت تكذبين على الناس لإخفاء الالتواء في الحقائق؟

الأمر الأدهى عند هذا المنعطف الحياتي، هو زيادة ألمك النفسي بتراكم شيئ خطير يفوق عتبة الخوف من فقدان الاستقرار الزوجي؛ هو الضمير وهاجس عقدة الذنب.. يترافق هذا مع رد الفعل الطبيعي في إنكار الصدمة، سواء كانت حالة كذب عادية أم مشروع خيانة.. هنا يبدأ التحول، فقد تبدئين الدفاع عن نفسك وبذل مجهودات أكبر لإثبات الصلاح دون أي جدوى، بل إنك قد تنتهين غارقة في حالة من الاكتئاب.

أيًّا كان الوضع، فمن المؤكد أن الأعلام الحمراء قد انتصبت أمامك بكل وضوح!.. هذه من أساليب التلاعب النفسي الشهيرة، لدى أصحاب اضطراب الشخصية النرجسية. جدير بالذكر تجاهل الجنس هنا، لأن ضمير المذكر والمؤنث هو للتوضيح.

في المقال السابق، بحثنا في العنف النرجسي الذي يمارس ضد الأطفال، في حالة إصابة أحد الوالدين بالنرجسية المدمرة.. وكيف يكون لون الحياة مكفهرًا داخل هذه الأسر المختلة وظيفيًا، بالرغم من الشكل الاجتماعي المثالي.

في غرفة الكشف

اضطراب الشخصية النرجسية تحت مجهر الطب النفسي.. هو قائم حتى اليوم على الاتفاقيات أو المؤتمرات (convention)، مثل (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM) الذي تصدره جمعية الأطباء الأمريكية للأطباء النفسيين (APA).

لو وقف هذا الاضطراب أمامنا في غرفة الفحص الطبي دونما ستار؛ سنراه لا يتمتع بأدلة حاسمة كالأشعة السينية للعظام المكسورة ولا كتحاليل وأعراض مرض السكري.. فليس ثمة تخطيط للدماغ يحدد وجوده، ولا فحص للجينات الوراثية يجزم بتشخيصه، كما لا توجد صدمة دماغية نمائيَّة أو قابلة للتمييز يمكنها رصد كل حالة منه.

البراهين قليلة! فلو قمنا بتنقية الأدلة باستثناء حقيقة قطعية واحدة، هي تواجد مجموعة أنماط من التصرفات التي تتالت مشاهدات الأطباء النفسيين لها مرارًا وتكرارًا؛ سيتبقى لنا القليل جدًا للتعلق به!.. بالرغم من هذا، نعلم جميعًا من مِن الأشخاص الذي يطابق هذا الاضطراب تمامًا.

التعلق العاطفي المرضى باضطراب الشخصية النرجسية

علاقة غير صحية نفسيًّا، تتصف باختلال العلاقة من جانب واحد. يعتمد شخص واحد على شخص آخر لتلبية غالب احتياجاته العاطفية والإحساس بالقبول وتقدير الذات، كما لو أنه يستمد هويته الفردية وقيمة شخصه من ذاك الآخر.. للتنشئة وتجارب الماضي، تأثير محوري في ظهور هذا الشكل من العلاقات حيث يفقد المرء ثقته في إمكانياته الذاتية. يزيد التوتر والآلام النفسية والخوف من الرفض والهجران، وينتهي الأمر به بالاعتماد على الآخر حتى لو كانت العلاقة بينهما مؤذية مع إنكار وجود مشكلة خوفًا من الوحدة.

متلازمة ضحية النرجسي— (Narcissistic Victim Syndrome-NVS)

من الجدير تسجيل أن ضحايا العنف ليسوا ممن يصح تصنيفهم تحت فئة المصابين بالتعلق العاطفي المرضي، لكونهم معتمدين على الآخر.. هم مصابون بما يدعى ب “متلازمة ضحية-النرجسي”.. يحسن بنا تذكر أن العنف والأذى يحطم الحدود النفسية للضحية رويدًا رويدًا عبر الزمن.

(8) أنواع من التكتيك النفسي

الإيذاء، لا ينحصر في الشكل الجسدي.. فالإيذاء العاطفي، أشد على النفس إيلامًا وشفاءً، ناهينا عن صعوبة إثبات الحالة لعدم وجود الأدلة المادية.. يظهر الإيذاء بأشكال عدة منها الجسدي، والمادي، والعاطفي، والشفهي، والجنسي. لو كنت من المختصين في علم النفس وجاءك عميل يشتكي من تعمد استغلاله من شريك حياته ومن استمرار الإهانة والرفض ومن ثم القبول؛ فإنك ستعلم أنه عرضة للإيذاء على وجه التأكيد.

سنسرد الآن (8) أنواع من أشهر أساليب التلاعب النفسي بين الأزواج:

(الغضب الشديد-Rage) انفجار مباغت للغضب لشل الضحية. تمارس هذه الآلية لمباغتة وإدهاش الضحية، مما يوقعها في خانة الإذعان أو الصمت… مثلًا، ينفجر الزوج في ثورة مفاجئة عارمة من الغضب بدون مبرر، كما في مشهد علاقة الملابس في فيلم أمي العزيزة (Mommy Dearest).
(برق الغاز -Gaslighting) أكاذيب صارخة ومبالغات في الحقيقة. حقل من الألغام أعمدته التلاعب المستمر وغسيل الدماغ. تستعمل هذه الآلية لتشكيك الضحية في نفسها، فينتهي بها المطاف إلى خسارة الإحساس بالإدراك، والهوية، وتقدير الذات. تظهر آلية برق الغاز في كثير من العلاقات الشخصية كعلاقات العمل والزواج. تتم بشكل لفظي وعاطفي، مع أو بدون اعتداء جسدي من الشريك… يعيش في هذا المضمار من كان شريك حياته مصابًا باضطراب الشخصية النرجسية. تم استعراض هذا التكتيك ضمن أساليب التلاعب النفسي، في المقال السابق. في الحالات الخفيفة، تخلق مجالًا خفيًا غير متساوي من الديناميكية في العلاقة بين الطرفين. فيخضع الشخص الهدف إلى اللامنطق الذي يمارسه الطرف المتلاعب عليه، بدلًا من المحاكمة العقلية المبنية على المراقبة والمدعمة بالحقائق.. في الحالات الأكثر سوءًا، يمارس المتلاعب ظاهرة برق الغاز المرضية بدرجة قاسية من التحكم بالعقل والعنف النفسي، على الضحية.
(النظرة المحدقة -Stare) نظرة التحديق المركزة القوية الباردة الخالية من المشاعر. تطبق هذه الآلية عبر المتلاعب بتوجيهها للضحية لتخويفها وإجبارها على الاستسلام… يتزامن استخدامها تكرارًا مع المعاملة الصامتة.
(المعاملة الصامتة- Silent treatment) معاقبة الضحية عبر التجاهل من الشريك، الذي يقوم فيم بعد بتخليصها من المأزق عبر طلب الاعتذار منها على الأمر موضوع الإشكال، حتى لو لم تكن هي المُلامة فيه. تفعّل هذه الآلية لإرغام الضحية على تغيير تصرفاتها… غالبًا، النرجسيون لديهم تاريخ في قطع العلاقة نهائيًا مع الأشخاص لأسباب تافهة.
(الإسقاط – Projection) المبادرة بإلقاء مشاكل النرجسي على كاهل الضحية، كما لو أنها الفاعلة. تستخدم هذه الآلية لإيذاء الضحية نفسيًا… مثلًا، يتهم الزوج زوجته بالكذب أو يجعلها تشعر بالذنب بينما يكون هو الكاذب أو المذنب فعلًا، مما يخلق عند الضحية حالة من التشويش الذهني أو الخبل.
(ليّ عنق الحقيقة – Twisting) لف عنق الحقيقة أو عكسها، عند المواجهة. تنفذ هذه الآلية لإلقاء اللوم على الضحية… مثلًا، لن يقبل الزوج أبدًا الاعتراف بالمسؤولية عن تصرفاته، بل يصر على اعتذار الزوجة له.
(التلاعب النفسي – Manipulation) رعب السيناريو الأسوأ. هذه هي الآلية المفضلة عند النرجسي…مثلًا، يقوم الزوج بجعل الزوجة تخاف الاحتمال الأسوأ، مثل الهجران أو الخيانة أو الرفض. بعدها، يدحض الفكرة ويطلب منها أمرًا هي عادة ما ترفضه؛ لإجبارها على تقبل فعل أمر لم تكن تريده قبل ذلك.
(ورقة الضحية – Victim Card) استخدام بطاقة الضحية. هذه هي الآلية الأخيرة لدى النرجسيين… حين تفشل كل الوسائل الأخرى يقوم النرجسي باللجوء إلى ورقة الضحية، لاستدرار العطف والحصول على مزيد من التحكم في السلوك.

يمكنك تعليم أنواع هذه المناورات للضحية… فتشير عليه بالبقاء صامتًا حين يقوم الزوج باستخدامها، ثم إنهاء الحوار في أسرع وقت ممكن؛ هذا سيحميهم من التعرض للإيذاء النفسي.

لماذا يكون المصاب باضطراب الشخصية النرجسية محبوبًا وذو شعبية في المجتمع؟

في 1998، 1988 قام عالمان أمريكيان معاصران هما إيلين بيرشايد وهاري رايس (Berscheid & Reis) بدراسة الأمر. بيرشايد، طبيبة متخصصة في علم النفس المجتمعي. ورايس، بروفسور معاصر في علم النفس والعلاقات. أجرى الثنائي بحثًا عن تمتع الشخص المصاب باضطراب الشخصية النرجسية (النرجسي) بهالة مبهرة للجمهور وسبب الشعبية التي يتمتع بها عند النظرة الأولى، أو ما يدعى “نقطة الصفر-التعارف – zero acquaintance”

حين يقوم الناس في اللاوعي بقراءة الشخصية بسرعة، بما يدعى في علم النفس باقتطاع شريحة سطحية من الرأي دونما خبرة أو معلومات كافية عنه (Thin-Slice).

نفّذت تجارب على مجموعة لا تعرف بعضها من طلبة علم النفس حديثي التخرج، وأكدت المشاهدات أنه بالرغم من تمتع الشخصية المصابة باضطراب الشخصية النرجسية بهالة كاريزمية تتميز بإشارات ملفتة، إلا أن هذه الهالة لا تدوم في نظر المجتمع طويلًا. خلصت نتائج البحث، إلى افتراض أن النرجسية تحمل في طياتها أربعة (4) من السمات الساحرة؛ وهي أناقة وبهرجة الهندام، وتعبيرات الوجه الساحرة، وحركات الجسم الواثقة، والدعابات اللفظية.

بالتناغم، تم رصد استنتاجات لافتة في تجربة موازية توصلت إلى إثبات التناقض في رأي الناس في النرجسي في فترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع، فهو لا يتمتع بالمهارة في التعامل سواءً داخليَّا أو مع الغير.. في نفس العام أجرى بولهوس(Paulhus) وهو باحث أكاديمي كولومبي متخصص في علم نفس الشخصية، تجربة علمية أخرى. كانت بواقع جلسة ساعتين ونصف يوميًا لمجموعة من الناس مع شخص نرجسي، لمدة (7) أيام. تم سؤال أفراد المجموعة عن الشخص النرجسي في أول يوم للتعارف، فقاموا بوصفه بأنه شخص متناغم منفتح قدير وذو ضمير. كانت المفارقة في اليوم السابع، فحين طرح نفس السؤال تم وصفهم له بأنه أقل تناغمًا وأنه عدائي متعجرف.

من أشهر الشخصيات العالمية المصابة باضطراب الشخصية النرجسية؛ في السياسة، جوزيف ستالين وأودلف هتلر وصدام حسين ومعمر القذافي. وفي الفن، بابلو بيكاسو ومادونا.

هل أنا ضحية برق الغاز (Gaslightee)؟

يمارس لاعب برق الغاز (Gaslighter)، العديد من آليات التلاعب النفسي على ضحية برق الغاز… إن كنت أنت الضحية، ستظهر على الجدار النفسي لديك بعض المظاهر نورد بعضها، تاليًا.

(4) علامات ضحية برق الغاز

لست جيدًا بما فيه الكفاية— تتعرض للتذكير بالأخطاء ومواطن القصور لديك على نحو مستمر، فتبدأ بالإحساس بأن شخصك وما تقوم به تفعله ليسا في مكان محبذ. يمارس المتلاعب تكتيك التعميمات والرسائل السلبية ووضعك في مكان الدفاع لإضعافك ثم استغلالك، بدلًا عن محاولة إيجاد الحلول للمشكلة.
الإحساس بانعدام الأمان مع حالة اللا-يقين— تتعرض مرارًا للإحساس بالقلق، وعدم التأكد من التصرف الصحيح والأمور المتوقعة منك، مع الخوف من تصرفات المتلاعب التالية. قد تبدأ في التساؤل عن قيمة ذاتك كشخص؛ مثلًا أنك- بطريقة أو بأخرى- لست جيدًا كشريك أو كابن.
السير فوق سطح من قشور البيض— لا تستطيع التعبير عن نفسك أمام المتلاعب؛ فكل ما تقوله أو تفعله هو ليس صحيحًا. في وجوده، يتملكك الإحساس بالتوتر والعصبية فلا تدري متى سيبدأ بانتقادك أو للهجوم عليك أو الإشارة إلى عيوبك أو رمي اتهامات جديدة. قد تتملكك مستويات مرتفعة من التوتر والقلق والاكتئاب والصدمة. من المحتمل أن يظهر لديك أعراض الهوس القهري في الحاجة لمراقبة وتصحيح نفسك بشكل متكرر؛ خوفًا من قول أو فعل أمر خاطئ ومن ثم للتهكم من قبل المتلاعب. تكون عرضة للشعور بأنك على حافة الجنون. تكون أكثر سعادة وثقة وحرية حين تكون بعيدًا عن مجال تأثير إكراه المتلاعب.
وضعية الدفاع— المتلاعب نادر الاعتراف بالعيوب وشديد العدوانية حين تعرضه للنقد، فيندر- إن لم ينعدم- إقراره بالنقائص.. تقوم ميكانيكية العلاقة على وجود المتلاعب في موضع الهجوم عادة، مقابل تواجد المتلاعب به في مكان الدفاع. في حال تعرض المتلاعب للانتقاد حتى لو تم ذلك بدرجة متوسطة، يقوم بالمسارعة إلى إلقاء الملامة واختلاق الأعذار وتمثيل دور الضحية للتغطية على النقص لديه.. كما أنه يحرف الاتجاه ببث مجموعة جديدة من الاتهامات والمزاعم المغلوطة. بهذا التكتيك يتملص من دائرة الضوء ويجنب نفسه الرقابة، ناجيًا- آنذاك- بتجاوزاته وقصور إمكاناته.

معاناة الضحية — مع تقدم العلاقة، يقر الشركاء بانخفاض الثقة بالنفس وتقدير الذات والاستقلالية. فنرى البعض يترك الدراسة أو العمل أو الهوايات أو الروابط العائلية أو الأصدقاء من أجل استرضاء الشريك.

العلاج والبدائل العلاجية للمصابين باضطراب الشخصية النرجسية

من الضروري تمتع المعالج بالمهارة الشديدة. لا يخضع الكثيرون من المصابين باضطراب الشخصية النرجسية للعلاج إلا بعد إقناع شريك الحياة لهم، أو تعرضهم لضربة كبيرة أو معاناة عظيمة بسبب فقد التقدير للذات. في حال كنت الضحية ورفض شريك حياتك العلاج فإنه لا يزال ممكنًا لعلاقتكما التحسن بشكل فائق، عن طريق تغيير سلوكك الشخصي ونظرتك للأمور.

يوجد الكثير من البدائل العلاجية؛ مثل العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy, CBT)، أو العلاج باليقظة الراضية المطمئنة أو الوعي الآني(Mindfulness Based Therapy)،

أو العلاج بالقبول والالتزام (Acceptance and Commitment Therapy).

عليك تثقيف نفسك عن هذا الاضطراب ورفع مستوى تقديرك لذاتك وكيفية وضع الحدود بينكما.

أنا الضحية.. كيف أتصرف؟

هذا أمر خطير! إن كنت أنت ممن انتهك العنف النرجسي مجالهم النفسي؛ فعليك أن تكون جريئًا!
المبادرة بفهم التعقيدات، سواءً عما حصل أو عن الشريك سيجعلك أفضل. إن مجرد “التسمية”، ستجلب لك الراحة بوصفها نوعًا من أنواع الاحتواء.
في هذا الوضع المحدد تنقلب الطاولات…
إن كنت تملك اليقين بأن العدل سينتصر بشكل ما، ستجد الحافز لتنتصب وتستعيد نفسك مرةً أخرى.
مهلًا! هل سيكون هذا أمرًا يسيرًا؟.. كلا! سيكون ذاك من الصعوبة بمكان، لكنك كفؤُ لفعله.
إذن، طوّر قدراتك في تحوير أفكارك أو علاقاتك معها.
هاكَ الطريق الآمن الأوحد، انج بنفسك ولذْ بالفرار.