عندما تسمع بـ«الذاكرة العضلية – muscle memory» فربّما يوحي لك المصطلح بأن العضلات تملك ذاكرة، لكن هذا بالطبع خاطئ؛ فالذاكرة العضلية ليست معلومات مخزّنة في العضلات، بل هي معلومات مخزّنة في الدماغ بخصوص العضلات، بمعنىً آخر فالذاكرة العضلية هي الأفعال التي حفظها عقلك واعتاد عليها بسبب تكرارها حتى أصبحت تؤديها بلا تفكير، يبدو الأمر غريباً لكنّك إذا استرجعت أحداث يومك هذا لوجدت نفسك استخدمت ذاكرتك العضلية عدة مرات! كيف هذا؟
عندما تضغط لوحة المفاتيح وتكتب ما تريد أن تكتب بدون النظر للوحة المفاتيح فهذا استخدام للذاكرة العضلية. عندما يرميك صديقك بالوسادة مازحاً فترفع يدك بسرعة –بدون أن تدرك حتى متى رفعتها– فهذه ذاكرتك العضلية، كل تلك الأفعال وردود الأفعال تقوم بها بسرعة شديدة وبدون تفكير حتى، من كثرة تكرارها أصبحت شيئاً تلقائياً غريزياً. ولأثبت لك العكس تذكّر أول مرة كتبت على لوحة المفاتيح، هل كنت تكتب بنفس الكفاءة التي تكتب بها الآن؟ حسناً، تذكر أول مرة رماك بها أحدهم بشيء ما، هل استطعت رفع يدك في الوقت المناسب لتفاديه؟ الإجابة على السؤالين هي لا. والتفسير واضح، فبكل بساطة لم تكن تلك الأفعال قد تكررت بالشكل الكافي ليسمح بتخزينها في ذاكرتك العضلية.
وبمعرفتنا عن الذاكرة العضلية يُمكننا توظيفها بشكل رائع وتجنّب الوقوع في توظيفها بشكل خاطئ، فمن المعلومات السابقة نستنتج أن الكيف أهم من الكم، مامعنى هذا؟ معناه أنّك إذا تدرّبت على ركلة معيّنة في لعبة التايكوندو مثلاً بشكل خاطئ العديد من المرات، فربّما تظن أنك تُحسن عملاً لأنك تتدرّب بشدّة، لكنّك في الواقع لا تفعل سوى أنّك تزيد من ترسيخ تلك الركلة الخاطئة بشكل أكبر في عقلك اللاواعي، بحيث أنّك إذا وُضعت في موقف مفاجئ واضطررت لاستخدامها ف ستؤديها بشكلها الخاطئ. لذلك فالكيف أهم من الكم. لكن من ناحية أخرى فتأديتك للركلة بشكلها المُناسب لمرات قليلة لا يحفظها في ذاكرتك العضليّة بحيث تؤديها بسرعة بدون الحاجه للتفكير، لذا الكمّ أيضاً مهم لكنّ الكيف يأتي أولاً.
إعداد: Ahmed Mosad
مراجعة: إسلام سامي
تصميم: Wael Yassir
تحرير: أحمد شلبي
المصادر: http://sc.egyres.com/ltKo2