يُعد (حمض البوريك-boric acid) من أكثر الأحماض استخدامًا في الصناعة، والغذاء، والعديد من المنتجات الهامة التي نعتمد عليها بشكل كبير. يُعرف حمض البوريك ب(حمض البوراسيك-boracic acid) أو (حمض أورثوبوريك-orthoboric acid) ويُعد من المركّبات الطبيعية حيث يتكون من: البورون، والأكسجين، والهيدروجين. وصيغته الكيميائية هي : (H3BO3)، يتواجد في حالة حبيبات حيث يبدو كملح الطعام الناعم، وفي حالة مسحوق كبودرة الأطفال. تتميّز بلورات هذا الحمض باللون الأبيض وهو خالي المذاق والرائحة.
من أين أتى حمض البوريك؟
توجد المعادن التي تحتوي على عنصر البورون كالـ (بوراكس-borax) وحمض البوريك، والتي تعرف باسم (بورات-borates) في المناطق القاحلة مثل:
- (وادي الموت-Death valley)
- تركيا.
- الصين.
ومناطق جغرافية أخرى بنفس الظروف كسلاسل جبال الأنديز في قارة أميريكا الجنوبية.
الصانع الأول:
كان (Wilhelm Homberg) أول من صنع بلورات حمض البوريك عام 1702 عن طريق خلط البوراكس والأحماض المعدنية مع الماء، وحين يتبخر الماء تترسّب البلورات والتي سُمّيت باسم (Homberg’s (salt. واكتشف الباحثون في أوروبا لاحقًا خصائص هذا المركب كمطهّر وغسول للعين.
وتتوالى الاكتشافات..
خلال الحرب العالمية الثانية اخترع مهندس الكهرباء (جيمس رايت-James Wright) مادة جديدة عن طريق مزج زيت السيليكون وحمض البوريك أثناء رحلة بحثه عن بدائل لمادة المطاط، ولحسن الحظ اتسم المركّب الجديد بخصائص فريدة، وفي الوقت ذاته يُمكن مطّه كمادة المطاط أضعاف طوله الأصلي دون أن ينكسر. وكان(Silly Putty®)هو الاسم التجاري الّذي أُطلق على المادة عام 1994حيث بيعت في شكل لُعبة.
استخدامات حمض البوريك:
- الاستخدامات العلاجية: تُستخدم المحاليل المائية لحمض البوريك بشكل موضعي كغسول للعين حيث تقوم بإزالة أي جسم غريب بالعين أو ملوثات الهواء كالدخان أو (الماء المكلّور-chlorinated water).
- يُستعمل حمض البوريك والبورات، و(البيربورات-perborates ) كمواد مطهّرة مُعتدلة ومضادّات للبكتيريا في غسول العين، وغسول الفم، وضمادات الحروق.
- الاستخدامات الغذائية:
- يُعتبر حمض البوريك مصدرًا لعنصر البورون حيث يُستخدم في المكمّلات الغذائية، ويُعتقد أن عنصر البورون له دور هام في صحة المفاصل والعضلات كما يحد من آلام التهاب المفاصل.
- الاستخدامات الصناعية:
- يَحُد حمض البوريك من تأثير الغازات القابلة للاشتعال حيث يُستخدم كطارد فعّال للّهب من المواد (السيليولوزية-cellulosic) المحترقة كالخشب والقطن عن طريق إخراج جزيئات ماء لتقليل الاحتراق.
- يُستعمل كمانع للّهب في المرتبات والأثاث، ومواد البناء والبلاستيكات، والمنسوجات ومنتجات صناعية أخرى.
- في الزُجاج والألياف الزجاجية حيث تعتمد صناعة المواد الزُجاجية على حمض البوريك و البورات بشكل عام لزيادة المقاومة الحراريّة والكيميائية للزُجاج.
- تمتاز مركّبات البورون وخاصة حمض البوريك بتأثيرها الفعّال ضد الفطريات والحشرات التي تُصيب في الأغلب العديد من المنتجات الصناعية والمواد الخام كالخشب، حيث تستغل الفطريات الخشب كمصدر غذاء لها كونها منزوعة (الكلوروفيل-chorophyll) ولا تمتلك مصدر غذاء آخر.
- يُستخدم حمض البوريك في المنتجعات وأحواض السباحة كبديل أقل حدة للكلور؛ حيث يُستخدم البوراكس وبعض الأملاح الأخرى لتُضفي ملمسًا ناعمًا للمياه وحمايتها من التلوّث.
- يُعتبر حمض البوريك من المبيدات الحشرية الطبيعية، على عكس المبيدات الصناعية التي تقضي على الحشرات بشكل ما، يقوم حمض البوريك بدور (المجفّف)؛ حيث يُحدث تصدعات وكسور في الهيكل الخارجي للحشرات مما يُحدث لها جفافًا ومشاكل في التمثيل الغذائي.
- يُساعد حمض البوريك على عملية التعدين؛ حيث يُستخدم في تقوية سبائك الفولاذ وبعض المعادن ويُستخدم أيضًا في عملية طلاء المعادن.
(السُمّية-Toxicity):
حريُّ بنا دائمًا وأبدًا أن نتفقد التأثيرات الضارة الخاصة بأي مادة صناعية أو طبيعية تحتك بشكل مباشر مع جسم الإنسان أو أي كائن حي، فإن تجاوزت أضرارها منافعها كان من غير الحكمة استخدامها حتى ولو بكميات صغيرة. فيما يلي بعض التأثيرات الضارة التي قد تُحدثها كميات معيّنة من جرعات البورون المختلفة:
*طفرات في الكائنات المجهرية:
أحدثت جُرعة تُقّدر ب 17000 جزء من المليون/24 ساعة طفرة في بكتيريا (الإشريكية القولونية-Escherichia coli).
*تهيُّج بالجلد والعين:
بجُرعة قدرها 15 مجم/3 أيام تم ملاحظة تهيّج في جلد الانسان.
*تأثيرات على التكاثر:
عن طريق الاستنشاق أحدثت جرعة تُقّدّر ب 9600 ميكرو جم/م3/4 ساعات تأثير على عملية تكوين (الحيوانات المنوية-spermatogenesis)من حيث الحركة العدد والشكل في فأر.
إعداد: Sara Elshatby
مراجعة علمية: Amira Esmail
مراجعة لغوية: Israa Adel
المصادر