زخة التوأميات

geminid-meteor-shower

|

يترقب هذه الأيام عشاق السماء وصائدي النجوم بحبورٍ شديد ظاهرة بديعة نتواعد معها سنويًا لنسرق قليلًا من بهاء الليل وروعة سمائه “زخة شهب التوأميات”، موعد المهرجان السمائي من 7 ديسمبر وحتى 17 ديسمبر من كل عام ولكنَّه يصل إلى ذروته دائما في ليل 13 ديسمبر.

تمَّ رصد تلك الزخة لأول مرة في القرن التاسع عشر ولكن وقتها كانت تتراوح عدد الشهب من 10 إلى 20 شهابًا في الساعة، أمَّا اليوم فقد وصلوا إلى حوالي 120 شهابًا في الساعة إذا كان المكان بعيدًا بشكل كافي عن أي تلوثٍ ضوئيّ، وعلى الرغم من معرفة الفلكيون لمصدر الشهب إلا أنَّهم في حيرة من حجم الشهب مقارنة بعددها، ويعتقد العلماء أنَّ جاذبية المشترى هي السبب في زيادة معدل رصد الشهب.

يُخيل  للمراقب أنَّ تلك الشهب مصدرها هي كوكبة الجوزاء ولكن في الحقيقة أنَّ المذنب فايثون 3200 هو المسئول عن تلك الألعاب النارية المتألقة. وقد قام الفلكيون برصده عام 1983 على بعد 21 مليون كيلومتر من الشمس، وكان مرصد كلية هارفارد هو أول من لاحظ أنَّ هذا المذنب هو مصدر زخة الشهب السنوية.

كيفية نشأتها:

هناك فرضيتان افترضهما العلماء لتفسير وجود جزيئات الغبار تلك المسببة للزخة وأولها أنَّ المذنب فايثون انفصل عن الكويكب بالاس ونتج عن هذا الانفصال تحرر جزيئات الغبار تلك. أمَّا الفرضية الثانية وهي الأقرب للصواب أنَّ المذنب في رحلته يقترب من الشمس والتي بدورها تقوم برفع درجة حرارته بشكل كافي مما يتسبب بظهور جزيئات الغبار.

كيف تحدث؟

تكمل الأرض دورة كاملة حول الشمس كل 365 يوما وربع اليوم ويعترضها في المدار عندما تقترب من أحد المذنبات، في حالتنا تلك هو المذنب فايثون 3200، فتصطدم في طريقها بجزيئات الغبار التي يخلفها المذنب وتخترق جزيئات الغبار تلك الغلاف الجوي للأرض بسرعات عالية جدًا فتحترق لنرى وميضها سريعًا وهي تسقط، ولكنها تتلاشى تمامًا قبل أن تخترق الغلاف الجوي بالكامل ولا يبقى منها إلا وميض نراه لنحصيه في ذاكرتنا.

صورة فوتوغرافية إلتقطها المصور Jeff Dai لزخة التوأميات في وسط الصين.

يمكن لأي كان أن يشاهد تلك الشهب ويراقب تساقطها واحدًا إثر الاخر، فقط كل ما نحتاجه هو الابتعاد قدر الامكان عن التلوث الضوئي، وأن تكون السماء مفتوحة قدر الإمكان دون أي معوقات.

الزخات القادمة:

أقرب الزخات حدوثًا هي زخة الرباعيات و التي يمكن رصدها من 2 إلى 4 يناير من العام المقبل، إلا أن سطوع القمر في ذلك الوقت قد يمنعنا من الاستمتاع بهذا العرض السماوي.

 

ترجمة وإعداد: آية غانم

مراجعة: محمد المصري

المصادر: 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي