*هل تزعجك رؤية الشوارع متسخة بأعقاب السجائر؟

يتم إلقاء أكثر من 4.5 ترليون من أعقاب السجائر على الطرقات كل عام. وطبقًا لدراسة نُشرت في مجلة (International Journal of Environmental Research and Public Health) صُنفت أعقاب السجائر على أنها مُخلفات غير قابلة للتحلل.

مشكلة أعقاب السجائر ليس في اتساخ الطرقات فقط ولكنها تنتقل من الطرقات إلى المصارف ومنها إلى الأنهار ثم إلى المحيطات. وتسبب بذلك التسمم للعديد من الكائنات البحرية عند محاولة أكلها.

مشروع هولندي ناشئ قد يتمكن من إيجاد حل غير عادي لهذه المشكلة؛ تعمل شركة تُدعى (Crowded Cities) على تدريب الغربان على التعرف على أعقاب السجائر والتقاطها من الطرقات.

تقوم الفكرة على تدريب الغربان على التقاط أعقاب السجائر وإلقاءها في أجهزة تسمى ب(Crowbar)، لتقوم تلك الأجهزة بدورها بفحص الجسم والتأكد من أنَّه عقب سيجارة وإخراج قطعة طعام صغيرة للطائر كمكافأة لتعزيز هذا السلوك.

*كيف تعمل أجهزة CROWBAR؟

يقوم تصميم الجهاز على تدريب الغربان على التقاط وإحضار أعقاب السجائر واسقاطها بداخل القمع السفلي ليتم فحصها. بداخل هذا القمع توجد كاميرا لتتعرف على العقب ويقوم الجهاز بتقديم قطعة طعام على الحامل الموجود امام الطائر كمكافأة له. تقوم الفكرة على ذكاء الغربان حيث تعتمد فكرة الجهاز على أن الغربان تطير وتعلم أقرانها بطريقة عمل الجهاز ليزداد عدد الغربان المشاركة في عملية إزالة أعقاب السجائر من الطرقات.

*ما مدى ذكاء الغربان؟

العديد من الدراسات قامت بالتحقيق للتأكد من ذكاء الغربان، فمثلًا، في دراسة على نوعٍ من الغربان (New Caledonian crow)، ونوع من الببغاوات (kea parrots) وجدت أنَّه يمكنهم معرفة وتمييز الأشياء المفيدة واستخدامها للحصول على مكافأة ما.

في تجربة تتضمن تفعيل آليات تقديم طعام باستخدام أدوات وأفعال مختلفة لتحرير الطعام، كان ستة من أصل أربعة عشر طائر قادرين على اختيار الأدوات الصحيحة اللازمة للحصول على الطعام بمعدل يفوق كونه مجرد صدفة. يقترح الباحثون أن الطيور تتعلم عن طريق الصدفة من خلال التجارب اليومية، لتستخدم بعد ذلك تلك المعرفة لمنفعتها الشخصية.

ووجدت دراسة تمت في 2016 أن المستوى المعرفي في الغربان والببغاوات يصل لنفس المستوى المتميز له في القرود، وأن التراكيب الدماغية للطيور والثديات تطورت لتشكل القواعد العصبية لمهاراتهم الإدراكية.

ترجمة: ابانوب ادوارد الفونس

مراجعة: أمنية أحمد

تحرير: علي صلاح

المصدر:

https://goo.gl/CMqmJP