رجلٌ في الخامسة والثلاثين من عمره يُدعى «مقصود خان- Maksud Khan» يعمل بالهند كسائق في ولاية «مادهيا مراكيش-Madhya Pradesh»، تم نقله إلى إحدى المُستشفيات لشعوره بآلامٍ شديدةِ في البطن، في البداية اعتقد الأطباء أن سبب الألم هو تسممٌ غذائي، لكن المُدهش في الأمر اكتشافهم أن سبب تلك الآلام هو وجود خمسة عشر رطلًا من المعادن (سبعة كيلوجرامات) في البطن مما استدعى التدخل الجراحي الفوري من الفريق الطبي، كما يقول «الطبيب بريانك شارما- Priyank Sharma»- الجراح المسؤول عن الحالة- أنه لم يرى أبدًا مثل هذا الشيء من قبل.
سيكون من المُدهش أن تعرف أنه تم إيجاد (263) قطعةٍ نقدية، (100) مسمار، وعشراتٍ من شفرات الحلاقة؛ وقد اعترف السائق بابتلاعه للقطع النقدية التي أُعطيت له من قِبل زبائنه!
يُرجح أن تكون حالة المريض هي اضطراب يعرف ب « القَطَا أو الوحم – Pica» وهو مرض مُشتق من الكلمة اللاتينية «magpie» والتي تعني غراب العقعق ومن أشهر الأمثلة على هذا الاضطراب: «أكل التراب والطين- geophagia»، وأيضًا «رقائق الثلج- pagophagia»، لكن ما يمكن أن نستنتجه بشكل عام أن هذا الاضطراب يضع المريض في حالة غير طبيعية، فهو يدفعه لتناول الأشياء التي لا يمكن تناولها، أو التي لن تعود عليه بالنفع مثل الترابِ والمعادن؛ ويرجع سبب التسمية إلى أن هذا الشخص يُشبه غراب العقعق في تناول ما لا يمكن تناوله؛ فالأشخاص الصحيّون لا يمكنهم تناول المعادن وشفرات الحلاقة!
لا توجد هناك كلمات لوصف الرغبة المُلحة والشديدة لدى «مقصود خان» في تناول القطع النقدية والمعادن، لكنه ليس الحالةِ الأولى من نوعها والتي يتم إدخالها إحدى المستشفيات؛ فمن أشهر المُصابين القَطَا هو السيد «مانجيتوت- Mangetout»، كان السيد مانجيتوت رسامًا فرنسيًا مُغرمًا بتناول كمياتٍ كبيرة من البلاستيك والزجاج والمطاط؛ ويُقال أنه أثناء حياته قام بتناول تسعة أطنان من المعادن شملت: (18) دراجة، (15)عربة سوبر ماركت، و(7) أجهزة تلفاز، وأخيرًا «طائرة سيسنا الخفيفة-Cessna light aircraft».
وبطبيعة الحال فهناك مخاطرٌ صحيةٌ بالغة جراء تناول تلك الكميات من المعادن، فمن المُحتمل أن يصاب الشخص بالإمساك، انسداد الجهاز الهضمي، أضرارٍ بالغةٍ بالأسنان، التمزق الداخلي للأعضاء في بعض الحالات مع تناول بعض الأشياء الحادة كشفرات الحلاقةِ ؛ وأيضًا من المُحتمل أن يُصاب بالتسمم جراء تناول بعض المعادن.
مؤخرًا شهدت المستشفيات زيادةً بالغةً من حيث عدد الإصابات بذلك الاضطراب، فقد ارتفعت المعدلات بين عامي 1999- 2009 م إلى نسبةٍ تتجاوز 93%؛ ورغم ذلك إلا أن نسبة الوحم تختلف وفقًا للمعايير الثقافيةِ والإجتماعية.
بالعودة لحالة مقصود خان والذى بدأ تناول تلك الوجبات المعدنية بعد دخوله في نوبات اكتئاب، إلا أنه لا داعي للقلق فلن يكون هناك ضررٌ دائم لأعضائه الداخلية؛ وكما أشار أحد الأطباء بأنه تم إجراء العملية في الوقت المناسب حيث اُخترقت المعدة بالفعل نتيجة وجود بعض المسامير، مما أدى إلى فقدان كميات من الدم والهيموجلوبين؛ وقد أخذ مقصود خان عهدًا على نفسه بالإقلاع عن تلك العادة لما لها من اَثار سلبية.
ترجمة: علي صلاح
مراجعة علمية: Mahmoud Ahmed | محمود أحمد
تدقيق لغوى: Nesma Mahmoud
الرابط: https://goo.gl/M4Ww4u