الإغماء – سلسلة الإسعافات الأولية

fainting

الإغماء،اسعافات اولية|سلسلة الإسعافات الأولية data-lazy-src=

أسباب الإغماء

يحدث الإغماء عندما يفقد الشخص الاستجابة لفترة قصيرة، مما يؤدي في أغلب الأحيان إلى سقوطه على الأرض. يحدث ذلك لإنه للحظة لم يكن هناك دم يتدفق بشكل كافٍ إلى الدماغ.

غالبًا ما يصاب الأشخاص بالإغماء بسبب الألم، أو الإجهاد، أو الجوع، أو الضغط العاطفي. ومن الشائع أيضًا أن يصاب بالأغماء من يقفون أو يجلسون بشكل ثابت لمدة طويلة من الوقت، خاصة إن كانوا يشعرون بالحرارة.

عندما يصاب أحدهم بالإغماء، فإن نبضه يتباطأ مباشرة ولكنه يعود إلى طبيعته بعد ذلك بقليل. إن لم يفق خلال دقائق، فقد يكون ذلك أمرًا أكثر خطورة. [2]

يمكن أن يتعطل تدفق الدم إلى الدماغ لعدة أسباب، منها:

محفز ما

قد يؤدي محفز خارجي مؤقتًا إلى توقف الجهاز العصبي اللاإرادي عن العمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم والإغماء.

قد يتسبب ذلك المحفز أيضًا في إبطاء نبضات قلبك أو توقفها لبضع ثوان، مما يؤدي إلى توقف مؤقت لإمداد الدم للدماغ. هذا ما يسمى إغماء وعائي مبهمي (vasovagal syncope).

قد يكون هذا المحفز: منظر مزعج- حرارة- ألم مفاجئ- سعال- عطس- ضحك- جلوس أو وقوف فجأة وهو ما يُعرف باسم متلازمة عدم انتظام نبضات القلب ((postural tachycardia syndrome (PoTS).

انخفاض ضغط الدم عند الوقوف

قد يحدث الإغماء أيضًا بسبب انخفاض ضغط الدم عند الوقوف. يسمى هذا انخفاض ضغط الدم الانتصابي (orthostatic hypotension)، ويميل إلى التأثير على كبار السن، لا سيما أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. إنه سبب شائع للإغماء في الأشخاص المسنين.

عندما تقف فجأة بعد الجلوس أو الاستلقاء، تسحب الجاذبية الدم إلى ساقيك، مما يقلل من ضغط الدم لديك.

يقاوم الجهاز العصبي هذا عادةً عن طريق جعل قلبك ينبض بشكل أسرع ويضيق الأوعية الدموية. ولهذا يستقر ضغط الدم لديك.

في حالات انخفاض ضغط الدم الانتصابي، لا يحدث هذا، مما يؤدي إلى إعاقة تدفق الدم إلي الدماغ والتسبب في إصابتك بالإغماء.

تشمل العوامل المحتملة لانخفاض ضغط الدم الانتصابي ما يلي

الجفاف

إذا كنت تعاني من الجفاف، ستقل كمية السوائل في دمك وبالتالي سيقل ضغط الدم لديك. هذا يجعل الأمر أكثر صعوبة على جهازك العصبي لتثبيت ضغط الدم ويزيد من خطر الإغماء.

مرض السكري

يجعلك مرض السكري -غير المُعالج بانتظام- تتبول بشكل متكرر، مما قد يؤدي إلى الجفاف. كما يمكن أن تؤدي مستويات السكر العالية في الدم إلى الإضرار بالأعصاب التي تساع د على تنظيم ضغط الدم.

العقاقير الطبية

يمكن أن تُسَبب أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم ومضاد الاكتئاب هبوطًا في ضغط الدم الانتصابي.

الحالات العصبية

يمكن أن تؤدي الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي، مثل: مرض باركنسون، إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي في بعض الناس.

مشاكل قلبية

يمكن أن تعطل المشاكل القلبية أيضًا تدفق الدم إلى الدماغ مما يؤدي إلى الإغماء. ويسمى ذلك النوع من الإغماء (الإغماء القلبي-cardiac syncope).

يزداد خطر الإصابة بالإغماء القلبي مع التقدم في العمر. ويزداد أيضًا إذا كان لديك:

  • ضيق أو انسداد في الأوعية الدموية للقلب (مرض في شرايين القلب التاجية).
  • ألم في الصدر (الذبحة الصدرية).
  • أصبت بنوبة قلبية في الماضي.
  • ضعف في حجرات القلب (قصور البطين).
  • مشاكل بنائية في عضلات القلب (اعتلال عضلة القلب-cardiomyopathy).
  • مخطط كهربائي للقلب غير طبيعي (electrocardiogram) وهو اختبار يكشف عن أي إيقاعات غير طبيعية للقلب.
  • نوبات متكررة من الإغماء تأتي فجأة دون سابق إنذار.

اذهب إلى طبيبك في أقرب وقت ممكن إن كنت تعتقد أن إغماءك يتعلق بمشكلة في القلب.

نوبات نقص الأكسجين اللاإرادية (Reflex anoxic seizures)

يحدث هذا النوع من الإغماء بشكل أساسي في الأطفال الصغار، بسبب تباطؤ لا إرادي في معدل ضربات القلب، لدرجة أن القلب يتوقف فعليًا عن النبض لمدة 5:30 ثانية.

غالبًا ما يفتح الطفل فمه كأنه سيبكي، لكن بدون إصدار أي صوت قبل أن يتحول لونه إلى الرمادي الشاحب ويفقد الوعي.

قد يبدو الطفل مرتخيًا –أو كما في أغلب الأحيان، متيبسًا-، مع تحرك عينه إلى أعلى، وخدش أصابعه.

عادةً ما تستغرق النوبة أقل من دقيقة. يستعيد بعدها الطفل وعيه، لكنه قد يبدو خاملًا ومشوشًا لبضع ساعات.

قد يبدو ذلك النوع من النوبات مخيفًا، لكنه غير خطير ولا يؤذي الطفل.

تصبح النوبات أقل تكرارًا كلما كبر الطفل وتختفي عادةً في الوقت الذي يبلغ فيه أربع أو خمس سنوات. [3]

الأعراض

الأعراض التحذيرية

قد لا تواجه أي أعراض تحذيرية قبل أن تفقد الوعي، وإن واجهتها فقد تدوم بضع ثوانٍ فقط.

إليك بعض الأعراض التي قد تختبرها قبل الإغماء:

  • تثاؤب.
  • عرق رطب مفاجئ.
  • الشعور بالغثيان.
  • تنفس سريع وعميق.
  • تشوش وارتباك.
  • دُوار.
  • عدم وضوح في الرؤية أو بقع أمام عينيك.
  • رنين في أذنيك.

يتبع ذلك عادةً فقدان للقوة والوعي.

عندما تنهار على الأرض، يكون دماغك وقلبك على نفس المستوى. هذا يعني أن قلبك لا يحتاج إلي بذل مجهود كبير من أجل ضخ الدم إلى دماغك.

يجب أن يستعيد المصاب وعيه خلال 20 ثانية.

إن لم يحدث ذلك ولم يستعد الشخص المصاب وعيه خلال دقيقتين، على أحدهم أن يتصل بالإسعاف بسرعة.

بعد الإغماء

بعد الإغماء، ربما تشعر بالتشوش والضعف لمدة تقارب 20 إلى 30 دقيقة. قد تشعر أيضًا بالإرهاق وعدم القدرة على تذكر ما كنت تفعله قبل أن تصاب بالإغماء. [4]

كيفية الفحص

يوجد ثلاث علامات أساسية لإغماء شخص ما

  1. فقد الاستجابة لفترة قصيرة، مما يؤدي غالبًا إلى سقوطه أرضًا.
  2. نبض بطيء.
  3. تعرق وجلد بارد شاحب. [2]

إغماء أم سكتة دماغية

في بعض الأحيان، قد يخلط البعض بين الإغماء وحالة طبية خطيرة، مثل: السكتة الدماغية؛ السكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ.

يجب عليك الاتصال برقم الإسعاف فورًا وطلب سيارة إسعاف، إن كنت تعتقد أنك أو أي شخص آخَر تعانون من سكتة دماغية.

يمكن تذكر الأعراض الأساسية للسكتة الدماغية بكلمة FAST، والتي تعني (Face-Arms-Speech-Time):

    • (الوجه – Face): قد يسقط الوجه على أحد جوانبه، وقد لا يستطيع الشخص الابتسام، أو قد تتدلى عينه أو فمه.
    • (الذراعين – Arms): قد لا يستطيع الشخص رفع كلتا يديه وإبقائهما حيث هما بسبب الضعف أو التنميل.
    • (الكلام – Speech): قد يتحدث الشخص بكلام متداخل وغير واضح.
    • (الوقت- Time): حان الوقت، يجب عليك حالًا الاتصال برقم الإسعاف (123 في مصر) إذا رأيت أي من هذه الأعراض أوالعلامات السابقة. [4]

الإسعافات الأولية المطلوبة

سلسلة الإسعافات الأولية << الإغماء >>
الإسعاف الأولي لشخص مصاب بالإغماء – المصدر: (St John Ambulance)
  • إذا شعر شخص ما بفقدان التوازن، اجعله يستلقي.
  • اركع بجانبه وارفع رجليه، وادعم كاحليه على كتفيك لمساعدة تدفق الدم إلى الدماغ. راقب وجهه بحثًا عن علامات تشير إلى أنه يتعافى.
  • تأكد من وجود الكثير من الهواء النقي حولكم؛ اطلب من المارة الابتعاد وإذا كنت في مكان مغلق، اطلب من شخص ما فتح نافذة.
  • عندما يبدأ المصاب باستعادة الوعي، طمئنه وساعده على الجلوس ببطء. [2]
  • إذا لم يستعد الوعي خلال دقيقة أو اثنين، ضعه في وضيعة الإفاقة (recovery position).
    كما هو موضع في الفيديو: https://www.nhs.uk/conditions/first-aid/recovery-position/
  • اتصل بالإسعاف، وابق معه حتى وصول المساعدة الطبية. [5]

 

إعداد: زهراء منير
مراجعة علمية: نسمة المحمدي
مراجة لغوية: إسراء عادل
تحرير: زياد الشامي

المصادر:

  1. https://www.mayoclinic.org/first-aid/first-aid-fainting/basics/art-20056606
  2. http://www.sja.org.uk/sja/first-aid-advice/illnesses-and-conditions/fainting.aspx
  3. https://www.nhs.uk/conditions/fainting/causes/
  4. https://www.nhs.uk/conditions/fainting/symptoms/
  5. https://www.nhs.uk/conditions/fainting/treatments/
شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي