يستعيد الجهاز المناعي نشاطه ويقوم بمهمته من جديد وببراعة في محاربة الأجسام الغريبة والأمراض وأهمهم السرطان…والآن نحن بصدد ابتكار علاج مناعي جديد يُظهر آمال كبيرة في محاربة السرطان بطرق أكثر أمانًا؛ حيثُ نستطيع بتعديل بسيط في الخلايا المناعية الموجودة بالفعل داخل أجسامنا من التخلص من مرض العصر.
ما هو الجهاز المناعي
الجهاز المناعي هو من أهم أجهزة الجسم ويمثل الجدار الحامي أو الحارس الشخصي الذي يدافع عن الجسم ببسالة كلما تعرض إلى أي خطر خارجي أو داخلي صغيرًا كان أو كبيرًا، يحتوي جهازنا المناعي على العديد من الأنسجة والخلايا والجزيئات أيضًا، ولكل منها وظيفتها الخاصة ولكن يشتركوا جميعهم في الدفاع عن أجسامنا دائمًا دون كللٍ أو ملل.
هناك العديد من أنواع الخلايا، ورغم أنَّ معظم الأبحاث تهتم بدور (T-cell) في محاربة السرطان، ولكن الخلايا المناعية الأخرى لها دور أيضًا في دفاع الجسم ضد السرطان، وأهمهم اليوم وبطلتنا هي (macrophage cell) أو الخلية البلعمية، والآن سنعرف أهميتها ولماذا نتحدث عنها اليوم دونًا عن باقي الخلايا.
ما هي الخلايا البلعمية
الخلايا البلعمية أو (macrophage cells)، سميت بهذا الاسم لأنها تبتلع أي أجسام غريبة كالبكتريا والأجسام المسببة للمرض، وحتى أنها تبتلع الخلايا السرطانية أيضًا وتسمي هذه الخلايا (M1)، ولكن ليست كل أنواع الـ (macrophage) تقوم بذلك، حيثُ تستطيع الخلايا السرطانية إفراز بروتين (CSF-1R) الذي يحول أحد أنواع الـ macrophage وهو (M2) إلى حليف له، بل ويساعده في النمو بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50% من حجم الورم.
تقنية جديدة لعلاج السرطان
صمم فريق بحثي من جامعة ماساتشوستس جزيء له إمكانية علاجية، حيثُ يحفز الخلايا المناعية macrophage cells التى تستطيع التهام خلايا الورم ويسمى الجزيء (supramolecule)، في هذه التقنية يقوم الباحثون بإعادة برمجة خلايا M2 لتصبح M1؛ وبالتالي لنْ تستقبل البروتين القادم من الورم ثم توقف نموه بدلًا من أنْ تساعده، وكيف يحدث هذا التحول؟ يتم توجيه جزيء في حجم النانو إلى الورم ويحمل الجزيء مُثبط للجسم المضاد (antibody inhibitor) بالإضافة إلى علاج ليوقفوا تحول M2 إلى حليف للسرطان، وكانت هذه المرة الأولى التى يستطيع فيها باحثون إدخال علاج بالإضافة إلى جسم مضاد لمعالجة M2 ولإيقاف الإشارة التى يرسلها السرطان إلى M2 والتي مفادها «أرجوك، لا تأكلني».
التجربة المذهلة
قام الباحثون بتجهيز ثلاث مجموعات من الفئران المصابة بالسرطان للتجربة، أحدهم لا يخضع لأي علاج، والأُخرى تُعَالج بالأدوية والطرق المستخدمة حاليًا لعلاج السرطان، والأخيرة تخضع للعلاج بتقنيتنا الجديدة وكانت النتيجة أنَّ: معدل نمو الورم في المجموعة الأولى أزداد كثيرًا خلال 10 أيام منذ بداية التجربة، بينما في المجموعة الثانية نقص معدل نمو الورم، أمَّا المفاجأة أنَّ بهذه التقنية الجديدة فإنَّ نمو الورم توقف تمامًا وأتضح أيضًا زيادة في نسب النجاة من المرض ونقص ملحوظ في انتشار الورم في أجزاء أُخرى من الجسم…مازال الباحثون مستمرون في التجارب لجعل هذه التقنية أنجح وأكثر أمانًا.
نتائج مذهلة ونأمل أنْ يتم تجربتها قريبًا على البشر وأنْ تحقق نفس النجاح..تُثبت أجسادنا دائمًا أنها تستطيع السيطرة وإخراج أي مرض بها، ويثبت لنا العلم أنَّ التفكير والإبداع ليس له حدود وأنَّه لنْ يقف أبدًا عاجز أمام السرطان.
ترجمة: آلاء علام
مراجعة علمية: أحمد شلبي
تدقيق لغوي: محمود الدعوشي
تحرير: زياد الشامي
المصادر:
- New Cancer Immunotherapy Shows Promise in Early Tests [Internet]. Office of News & Media Relations | UMass Amherst. [cited 2018 Jul 12]. Available from: http://sc.egyres.com/F0SCU
- http://sc.egyres.com/rR0uZ
- Introduction:http://sc.egyres.com/u8o8m