محاولة جديدة لإحياء المسبار أبورتيونتي على المريخ

aHR0cDovL3d3dy5zcGFjZS5jb20vaW1hZ2VzL2kvMDAwLzA4MC8zNjEvb3JpZ2luYWwvbWFycy1yb3Zlci1vcHBvcnR1bml0eS5qcGc

في 11 سبتمبر  الماضي، بدأت ناسا حملة (الإنصات النشط – active listening) لمدة 45 يومًا في محاولة لإعادة إحياء المسبار أبورتيونتي (Opportunity) الذي يعمل بالطاقة الشمسية، حيث انقطع الاتصال به في العاشر من يونيو بعد أن هوت عليه عاصفة ترابية أغرقته في الظلام.

وبعد انقضاء مدة الحملة، أعلن المسؤولون في وكالة ناسا في 29 أكتوبر الماضي أنّ ناسا ستواصل برنامج الإنصات النشط؛ وهي استراتيجية تنطوي على إرسال الأوامر إلى المسبار والإنصات لأي تلميحات تُبديها العجلات الست للمسبار دلالة على الاستجابة. وقد يستمر الأمر عدة أشهر أخرى على الأقل.

وكتب مسؤولو ناسا في 29 أكتوبر الماضي:

«بعد مراجعة التقدم  المُحرز في حملة الإنصات، ستواصل ناسا استراتيجيتها الحالية لمحاولة إجراء اتصالات مع المسبار في المستقبل المنظور».

وفي لحظة أمل قال مسؤولو ناسا:

«يمكن للرياح أن تزداد خلال الأشهر القليلة القادمة في موقع المسبار أبورتيونتي على سطح المريخ، مما ينتج عنه تطاير الغبار من الألواح الشمسية الخاصة بالمركبة وإعادة إنتاجها للطاقة. وستقوم الوكالة بإعادة تقييم الموقف في الإطار الزمني في يناير 2019».

وقد كان سبب التغيير في الخُطة هو الالتزام بالحفاظ على استقبال أي إشارة استجابة من المُسبار النائم. وكان أعضاء فريق البعثة ومسؤولو ناسا قد قالوا في وقت سابق أنهم سيواصلون الإصغاء لأي إشارة من المسبار على الأقل حتى يناير.

هبط المسبار أبورتيونتي على سطح المريخ في كانون الثاني (يناير) 2004، بعد بضعة أسابيع من هبوط  توأمه المسبار سبيريت (Spirit). تجول كلا الروبوتين حول أجزاء مختلفة من الكوكب الأحمر، بحثًا عن علامات النشاط المائي السابق وإيجاد الكثير من هذه الأدلة.

ومن المفترض أن بعثتي المسبارين كانت لتستمر ثلاثة أشهر فقط. لكن استمر الثنائي في استكشاف المريخ لسنوات. ومنذُ فترة، تواصل المسبار سبيريت مع مُعديه على الأرض في عام 2010 وأعلن موته بعد عام من ذلك. بينما كان المسبار أبورتيونتي أقوى من ذلك؛ واستمر في تجواله على حافة إنديفور كرايتر (Endeavour Crater) التي يبلغ عرضها 14 ميلًا (22 كيلومتر)، حتى ضربت عاصفة ترابية هائجة المسبار هذا الصيف.

استمرت تلك العاصفة في النمو حتى طوّقت الكوكب بأكمله بحلول 20 يونيو. وبعد حوالي شهر؛ بدأت العاصفة في الهدوء، واختفى الكثير من الغبار بحلول 11 سبتمبر، حيث اعتقد مديرو البعثة أنه قد سنحت الفرصة أمام المسبار للحصول على ما يكفي من ضوء الشمس لإعادة شحن بطارياته. ومن هنا بدأت حملة الإنصات النشط.

ولقد مرَّ المسبار أبورتيونتي بمحنة صعبة؛ حيثُ اضطُر إلى قضاء الليالي الباردة على المريخ بدون سخَّان يعمل على الحفاظ على دوائره الإلكترونية دافئة. لذا فمن الممكن أن تكون المركبة المُوقرة، التي طافت واستكشفت  مساحة كبيرة على سطح عالم آخر أكثر من أي مركبة أخرى، قد تجمدت حتى الموت أو سقطت ضحية لبعض  أوجه «الخلل» الذي لا يمكن أن يتعافى منه.

ولكن من الممكن أن تكون أبورتيونتي ما تزال حية إلى الآن. وهي في انتظار رياح قادمة في نوفمبر لنفض الأتربة والغبار عنها. وإلى أن يحين ذلك، لا يسعنا إلا الانتظار.

ترجمة: أحمد رجب رفعت

مراجعة: آية غانم

المصدر: https://goo.gl/jBTXmP

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي