قبل أن نتعرف على الأوعية الدموية وكيف تتمدد، يجب أن نتعرف أولًا على الجهاز الدوري ووظيفته، إذًا ما هو الجهاز الدوري ومما يتكون؟
الجهاز الدوري هو الجهاز المسؤول عن توصيل الدم في جميع أنحاء الجسم، ويتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية وهي القلب، والأوعية الدموية، والدم نفسه الذي يتم نقله. يعتبر القلب هو المضخة التي تضخ الدم، والأوعية الدموية تشبه الطرق التي ينتقل من خلالها الدم، والدم نفسه هو السائل الذي يحتوي على الأكسجين والمواد الغذائية التي يحتاجها الجسم، كما يقوم أيضًا بنقل المواد الغير مرغوب فيها والمخلفات التي يجب التخلص منها كثاني أكسيد الكربون والفضلات الغذائية.
وظيفة القلب ضخ الدم لكامل الجسم، وهو عضلة في حجم قبضة اليد ويقع بين الرئتين في الجزء الأيسر من القفص الصدري، ويتكون من أذينين وبطينين يفصل بينهم صمامات. 1
والآن ما هي الأوعية الدموية ومما تتكون؟
الأوعية الدموية تشبه الأنابيب التي تحمل الدم في جميع أنحاء الجسم، وتتكون من خلايا عضلية ملساء، والمصفوفة خارج الخلية أو ما يعرف بالنسيج الغشائي الخارجي، مع وجود وجه داخلي مُبطَن بخلايا مُبطِنة، وتختلف نسبة وكمية الخلايا العضلية الملساء، والنسيج الغشائي الخارجي، والخلايا المُبطِنة تبعًا لوظيفة الوعاء الدموي.
يوجد ثلاث أنواع من الأوعية الدموية وهي الشرايين وتحمل الدم المؤكسد أي المُحمل بالأوكسجين، والأوردة وتحمل الدم الغير مؤكسد أي المُحمل بثاني اكسيد الكربون، والشعيرات الدموية حيث يتم تبادل الغازات والعناصر الغذاية بينها وبين الخلايا.
تتكون جدران الأوعية من ثلاث طبقات وهم غِلاَلَةٌ بَرَّانِيَّة أو الطبقة الخارجية، و الغِلاَلَةُ الوَسْطانِيَّةُ أو الطبقة المتوسطة، والغِلاَلَةُ الوَسْطانِيَّةُ أو الطبقة المبطنة، وتكون هذه الطبقات أكثر سمكًا في الشرايين عنها فالأوردة لكي يستمر تدفق الدم وسريانه والمحافظة أيضًا على ضغط الدم. 2
ما هو تمدد الأوعية الدموية؟
تمدد الأوعية الدموية هو تمدد مُكتسب، أو خلقي يحدث منذ الولادة، قد يحدث للأوعية الدموية أو للقلب نفسه. قد يحدث هذا التمدد في الثلاث طبقات المُبطنة للأوعية الدموية أو في جدار القلب نفسه، ويشمل تصلب الشرايين وتمدد الأوعية الدموية الوعائية المكتسب وتمدد بطين القلب نتيجة لحدوث احتشاء أو موت في عضلات القلب. 2
يُصنف تمدد الأوعية الدموية تبعًا للشكل كالآتي
1) تمدد الأوعية الدموية الكِيْسِيّ (شبيه بالكيس) أو دائري
يحدث على شكل حلقات منفضلة تتراوح بين 5 سم إلى 20 سم في قُطرها، وقد تحتوي على جلطات. 2
2) تمدد الأوعية الدموية المِغْزَلِيَّ
هو تمدد للأوعية الدموية محيطي الشكل أو على شكل دائري، قد يصل إلى 20 سم في القُطر.
تكون هذه التمددات أكثر شيوعًا في حدوثها في الشريان الأورطي، والشراين الأورطي البطني، والشرايين الحرقفية. 2
لتمدد الأوعية الدموية أنواع عدة منها الأكثر حدوثًا كالآتي:
1) تمدد الشريان الأورطي وينقسم لنوعين
أ) الشريان الأورطي البطني
يوجد في منطقة البطن وحدوثه أكثر شيوعًا من تمدد الشريان الأورطي الصدري. نادرًا ما ينفجر هذا التمدد عندما يكون صغيرًا في الحجم، ولا يُحدث أي أعراض واضحة حيث يبدأ صغيرًا و ينتهي صغيرًا. أما اذا كان يتضخم باستمرار فإنه يسبِّب آلام في الظهر والبطن، ويتم تشخيص التمدد إذا كان قطره 3 سم فأكثر وذلك باستخدام الموجات فوق السمعية، أو الأشعة المقطعية، أو تصوير الرنين المغناطيسي. 3، 4
sharek.site
ب) تمدد الشريان الأورطي الصدري
يحدث في منطقة الصدر فوق الحجاب الحاجز، نادرًا ما يُحدث علامات تدل على وجوده ، حيث أن معظم أو نصف الأشخاص المصابون به لا يشعرون ولا يعلمون بوجوده. وقد يبقى التمدد صغيرًا أو ينمو بانتظام ويمكن تشخصيه باستخدام الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي. 3، 5
في الحالات الشائعة لهذا النوع من التمدد يحدث ضعف في جدار الشريان الأورطي وبالتالي كنتيجة لذلك لا يستطيع الصمام بين القلب والأورطة أن يُغلق بشكل سليم، مما يؤدي لرجوع الدم مرة أخرى للقلب.
أما في الحالات الأقل شيوعًا فيحدث في الجزء العلوي من الظهر بعيدًا عن القلب، وقد يحدث ذلك نتيجة للتعرض لأي حادث أو إصابة كما في حوادث السيارات.3
هناك أنواع أخرى لتمدد الأوعية الدموية ولكن أقل شيوعًا في الحدوث مثل
1) تمدد الأوعية الدموية الدماغي
يُسمى أيضًا بتمدد الأوعية الدموية التوتية لأنها غالبًا ما تكون في حجم التوت الصغير. معظم تمدد الأوعية الدموية الدماغية لا تُسبب علامات إلا عندما تكبر في الحجم ويحدث أن تنفجر ويتسرب الدم، وإن كانت تحدث بعض الأعراض المرتبط بها مثل آلام العين واضطراب الرؤية و حتى فقدانها ويمكن أن يؤدي هذا الانفجار إلى سكتات دماغية. 3، 6
2) تمدد الأوعية الدموية الطرفية
يحدث في الأطراف وأكثرهم شيوعًا هم
أ) الشريان المأبضي الذي يوجد في الجزء الخلفي من الفخذ وخلف الركبة.
ب) الشرايين الفخذية وهي الشرايين الرئيسية في منطقة الفخذ.
ج) الشرايين السباتية وهما شريانان رئيسيان يوجد واحد منهم على كل جانب من الرقبة. 3
المصادر:
المصدر الأول
المصدر الثاني
المصدر الثالث
المصدر الرابع
المصدر الخامس
المصدر السادس
ترجمة وإعداد: آية علي محمدين أحمد
المراجعة العلمية: فيروز محمد سعيد
تدقيق لغوي: محمد غنيم
تحرير: هاجر عبد العزيز