بالرجوع إلى عام (1970م)، عُثر على أفعى داخل معدة أفعى أخرى، ولكن ما أثار الدهشة حقًا هو أن الأفعى التي اُبتلِعت كانت من نوعٍ آخر من الأفاعي غير معروف للعلم، وظلَّت على هذا النحو أكثر من (40) عامًا.
كشف الباحثون مؤخرًا أن الأفعى ليست فقط نوعًا جديدًا، بل تُمثل أيضًا جنسًا جديدًا، كما إن الاسم الذي أعطوه لتلك الأفعى (Cenaspis aenigma) هو إشارة غريبة إلى حيث عُثر على الأفعى، كما إنه يُترجم من اللاتينية على أنها العشاء الغامض.
ما هي أفعى العشاء الغامض؟
يُفترض أن الأفعى التي ابتلعت ذكرٌ بالغ كما يبلغ طوله حوالي (26) سنتيمترًا، وهو ينتمي إلى عائلة أفاعى (كولوبريدا – Colubridae)، والتي تضم مئات الأنواع – حوالي (51) في المائة من جميع أنواع الأفاعي المعروفة.
تمتلك “أفعى العشاء الغامض” سماتٍ معينة تجعلها فريدةً بين جميع أقاربها في “كولوبريدا”، مثل: شكل جمجمتها، التشريح التناسلي لها، والألواح الضخمة الغير مُجزأة تحت ذيلها، وفقًا للدراسة.
نموذج رقمي لأفعى العشاء الغامض
قام الباحثون بإنشاء نماذج رقمية للجمجمة والأعضاء التناسلية للثعبان باستخدام التصوير المقطعي بالأشعة السينية، وقارنوها بنماذج الأفاعي المعروفة، وقد وجدوا أن الأفعى عضوٌ في عائلة “كولوبريدا”، ولكن مع خصائص تمثل نوعًا جديدًا وجنسًا جديدًا، وفقًا للدراسة.
وقال رئيس الدراسة (جوناثان كامبل – Jonathan Campbell) -أستاذ علم الأحياء بجامعة تكساس- : «إن الأفعى من النوع الذي يحفر ويختبئ في التربة وفقًا لشكل الجمجمة.»
سنين من البحث
عرف “كامبل” عن هذه الأفعى الغامضة لعقود، منذ أن اُكتشِفت عام (1976م) في المكسيك -على حد قوله بعد فترة وجيزة- حيث تم انتشال الثعبان من بطن (الأفعى المرجانية – Coral Snake)، واعترف العلماء بأنه نوعٌ جديد، ولكن تردد الباحثون في وصف النوع على أنه من عينة واحدة فقط، وهي عينة مهضومة جزئيًا ،حسبما ذكروا.
وفي العقود الأربعة التالية، قام كامبل وزملاؤه بتمشيط مرتفعات جنوب المكسيك، حيث قاموا بعشرات الرحلات للبحث عن المزيد من الأدلة على “الأفعى الصغيرة المبهمة”، كما كتبوا في الدراسة، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على أي فردٍ حي يشبه ذلك الذي عُثر عليه في معدة الأفعى المرجانية.
أسباب عدم وجود أفعى العشاء الغامض
رجَّح العالم “كامبل” عدم تمكنه العثور على ثعبانه لسببين؛ حيث يعيش العديد من الثعابين في نطاقات جغرافية محدودة للغاية، وفي الوقت نفسه، لا تكون الثعابين موجودة بوفرة في بيئتها المحلية، الأمر الذي قد يجعل العثور عليها أكثر صعوبة.
في النهاية، بعد مرور (42) سنةً، قرر العلماء أنه قد حان الوقت لمشاركة اكتشافهم.
فقال “كامبل”: «في مرحلة ما، عليك أن تدرك حاجتَك إلى إتاحة المعلومات والسماح للباحثين الآخرين بمتابعتها.»
ترجمة: محمد خميس بركي
مراجعة علمية: أحمد فكرى
تدقيق لغوي: Mahmoud Khalifa
تحرير: نسمة محمود