ما تحتاج معرفته حول القمر العملاق

supermoon

|||

ربما كثيرًا ما تسمع مصطلح القمر العملاق (Supermoon) منتشرًا في أواسط شبكات التواصل الإجتماعي وكذلك الأخبار. وربما تفاجئ أيضًا بحجم التضخيم المبالغ فيه للشكل المتوقع للقمر العملاق والذي يقوم البعض بترويجه. في هذا المقال سنتناول بعض المعلومات حول القمر العملاق وما سببه وما التأثير المتوقع له.

ما هو القمر العملاق ومتى يحدث؟

القمر العملاق هو اسم يطلق على القمر عندما يتزامن موعد اكتمال القمر مع أقرب موضع للقمر من الأرض بسبب مداره البيضاوي.

إن مدار القمر جول الأرض ليس دائريًا تمامًا، أي أنه بيضاوي قليلًا، حيث يبلغ متوسط بعد القمر عن الأرض حوالي 382,900 كم تقريبًا. وبسبب هذا المدار البيضاوي، فإن للقمر نقطة حضيض (Perigee) ونقطة أوج (Apogee) -أقرب نقطة للأرض وأبعد نقطة للأرض- تتغيران كل دورة قمرية.

وقال العالم نوح بترو، والذي يعمل في مهمة LRO:

«إن السبب الرئيسي لعدم كون مدار القمر دائريًا تمامًا وذلك بسبب تأثيرات قوى المد والجزر وقوى الجاذبية، والتي تؤثؤ على القمر».

يعتبر مصطلح (القمر العملاق) هو الشائع بين الناس، إلا أن المصطلح الدقيق له يدعى (Perigee-Syzygy) أو اقتران الحضيض القمري.

ما الذي يحدث للقمر؟ وهل يزداد حجمه فعلًا؟

في الواقع لا يحدث أي شيء للقمر ذاته عندما يصل لتلك النقطة، أي عندما يتزامن اكتماله مع موضعه في أقرب نقطة للأرض، بل يكمل دورته بشكل اعتيادي تمامًا. لكن بالنسبة لشخص يرصد القمر من الأرض، فيظهر القمر العملاق بإضاءة تزيد بـ30% وبحجم أكبر بـ14% عن المعتاد. إلا أنه يصعب على المشاهد العادي أي يلاحظ الفرق بشكل كبير، وربما لا يلاحظ هذا التغيير شخص عادي لا يتابع القمر كل ليلة.

ربما يظهر القمر العملاق ضخمًا بالنسبة إليك، ولكن عندما يكون قريبًا جدًا من الأفق حيث يظهر بحجم ضخم ولون أحمر مائل للصفرة. ولكن هذا التأثير ليس بسبب القمر العملاق، إنما بسبب ظاهرة أخرى تسمى القمر الوهمي (Moon illusion).

ما هو القمر الوهمي؟

القمر الوهمي أو وهم القمر، هو ظاهرة خداع بصري، حيث يبدو القمر للمشاهد بحجم كبير جدًا عن المعتاد. وقد اختلفت التفسيرات لهذه الظاهرة. حيث في بادي الأمر كان السبب في ذلك هو الغلاف الجوي، إلا أنه قد ثبت أن الغلاف الجوي يغير من لون القمر فقط للون الأحمر المصفر، لكنه لا يزيد من حجمه الظاهري.

هناك تفسير أكثر قبولًا في الوسط العلمي، وهو دماغ الراصد. يوضح هذا التفسير أن السبب في طريقة معالجة دماغنا للصور. كما في الصورة المجاورة، فإن الدماغ يعالج الأشياء القريبة من الأفق على أنها أكبر من الأشياء في السماء، وأن الحجوم هنا تكون نسبية.

في هذه الصور لمواضع القمر (Time-lapse)، يبدو القمر من الكاميرا بنفس الحجم، وهذا يعد دليلًا على أن رؤيتنا للقمر بحجم كبير عند الأفق ما هي ألا من نسج عقولنا.

هل يحدث القمر العملاق كل سنة؟

يحدث القمر العملاق عدة مرات قليلة في السنة، وذلك بسبب أن مدار القمر يتغير بالتزامن مع دوران الأرض حول الشمس. لذلك لا تحدث تلك الظاهرة كل شهر في السنة الواحدة.

القمر العملاق لدى المجتمعات

لم يلق مصطلح القمر العملاق اهتمامًا كبيرًا في السنوات الماضية. إلا أن مؤشرات جوجل (Google) تشير إلى أنه من 2004 لم يتم استخدام كلمة (Supermoon) حتى عام 2011. وقد بلغ اهتمام الناس بهذا المصطلح أكبر من المعتاد في نوفمبر تشرين الثاني عام 2016، عندما شهدت الأرض أكبر قمر عملاق خلال 69 عامًا. وعلاوة على ذلك، يبدو أن القمر العملاق يحظى باهتمام أكبر في دول شرق آسيا وأمريكا الشمالية، واهتمامًا أقل في دول أوروبا.

وقد أشار الفلكي بمرصد سينسيناتي دين ريجاس في حوار له مع موقع Space.com إلى أن المصطلحات الحديثة مثل القمر العملاق والقمر الأسود (Black moon)، وهو القمر المظلم (المحاق) الثاني في الشهر، قد تثير بعض الأحداث الكاذبة بين الناس من خرافات وغيرها. وأضاف أيضًا:

«إن ظاهرة القمر العملاق طريقة رائعة للحصول على اهتمام الجمهور، وأنه شيء يمكن أن تتصل به والخروج لرؤته في الواقع».

أحداث مميزة

في السابع والعشرين من أيلول سبتمبر 2016 تزامن القمر العملاق مع خسوف القمر، وهو ظاهرة تحدث عندما تكون الأرض بين القمر والشمس، فلا يصل أي ضوء للقمر سوى بعض الأشعة الحمراء المنكسرة من الغلاف الجوي للأرض، فيظهر القمر باللون الأحمر البني. ومن المتوقع أن يتكرر هذا الحدث عام 2033.

وشهدت نهاية عام 2016 ثلاث أقمار عملاقة متتالية تنافست فيما بينها، قمر شهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر. إلا أن قمر الرابع عشر من نوفمبر حظي بالاهتمام الأكبر لأنه كان الأكبر منذ 69 عامًا، حيث كان يبعد عن الأرض حوالي 356,508 كم، مما يجعله الأقرب من أقرب قمر عملاق والذي كان في السادس والعشرين من يناير 1948.

وكان قمر يناير 1912 أقرب من قمر نوفمبر 2016 بحوالي 100 كم للأرض. لكن في نوفمبر 2034 سيكون هواة الفلك وراصدي السماء على موعد مع القمر العملاق والذي سيكون أقرب من قمر نوفمبر 2016 وقمر يناير 1912.

الجدير بالذكر أن القمر العملاق القادم هو قمر الثالث من ديسمبر 2017، يليه قمر مطلع 2018 في الثاني من يناير، حيث سيكون القمر على مسافة 356,565 كم من الأرض. ولن يتكرر بعد ذلك سوى في فبراير 2019.

 

إعداد: محمد المصري

المصادر:

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي