فلسفة الخوف (1)
إذا كنتَ من الأشخاص الذين يُتابعون باستمرار محاضراتٍ في التنمية البشريّة، فلا بُدَّ أنك قد سمعتَ هذه العبارة أكثر من مرّة: «لا تخفْ، لا تدعْ الخوف يسيطر عليك، الخوف هو عدوّك». والمثير للسخرية هو أن ذلك الترويج لتحقيق حالةِ عدم الخوف لا يُساعدك أبدًا على اتّخاذ القرارات. ولكنَّ شعورَ الخوفِ نفسَه هو ما يُساهم في ذلك. يُمكن أن يحتجَّ أحدهم بأنه من دون الخوف لن نتمكَّن من القيام بشيء، وذلك لأننا قمنا بتحقيق أهم إنجازاتنا بعد شعورٍ بالخوف مثل: افتتاح مشروعٍ جديد، أو مُناقَشة مشروع التخرُّج. فلولا ذلك الخوف لم يكن في مقدورنا تحقيقُ أيّ شيءٍ منها. ومع أخذ هذا في الاعتبار يمكننا أن نستنتجَ أننا لا نحتاج لأن نتخلَّص من الخوف نهائيًّا، ولكن ما نحتاجه هو المقدار المناسب من الخوف.