الاقتصاد عندما يحيي ويميت
تتميز العلوم الطبيعية في الغالب بقُدرة الباحث على إجراء تجارب مُختبرية على الحيوانات في البداية ومن بعدها تجارب سريرية على أعداد محدودة من البشر، عند اقتراح طُرق جديدة للعلاج، أو علاجات جديدة لأمراض لم يكن لها علاج مُسبقًا، وفي حالة فشل تلك الطُرق أو العلاجات فإن النتائج السلبية تبقى محصورة ضمن هذه الأعداد التي خضعت للتجارب فقط، على عكس علم الاقتصاد –وبخاصة الاقتصاد السياسي- الذي ينحصر مجال تطبيقه في مستوى الدولة بأكملها، وعلى جميع سُكانها دون استثناء، لذلك فإنه حال فشل النظريات الاقتصادية أو عدم قُدرتها على تعديل نفسها في الوقت المُناسب فإن أعداد الضحايا تكون بالآلف بل وأحيانًا بالملايين، ونستعرض في هذا المقال اثنتين من ممارسات علم الاقتصاد والتي سببت كواثر عالمية كُبري راح ضحيتها آلاف من البشر وكيفية قيام الاقتصاديين بتعديل المسار وإنقاذ آلاف الأرواح الأخرى.