لابد وقد سمعتهم عن تخطي عدد الإصابات عالميًا بفيروس كورونا المستجد (Covid-19) ثلاثة ملايين إصابة مؤكدة; وأثر هذا العدد الهائل وسرعة الانتشار على عالم الأسواق والمال وأدى لمعاناة الشركات العالمية والمحلية الأمَرَّين جراء هذه التغييرات.
نُناقش في المقال مجموعة مُختارة من الخرائط والرسوم البيانيّة لمساعدتك في فهم تأثير انتشار الفيروس على الاقتصاد حتى الآن.
صدمة الأسهم العالميّة
تُحدِث التغيُّرات الكبيرة في الأسواق العالميّة من بيْع وشراء تأثيرًا على العديد من الاستثمارات؛ خاصةً في المعاشات ودفاتر التوفير الفرديّة (Individual Savings Accounts – ISAs).
حيث يشهد كلًا من مؤشر فوتسي (FTSE) -واحد من أكبر مؤشرات الأسهم البريطانية- ومؤشر داو جونز الصناعي الأمريكي (Dow Jones Industrial Average) ومؤشر نيكاي (Nikkei) وهو المؤشر الرئيسيّ لسوق الأسهم اليابانية انهيارًا شديدًا مُنذ بدء التفشّي في 31 ديسمبر 2019.
وصل مؤشرا داو جونز وفوتسي لأقصى نقص ربع سنوي لهما مُنذ عام 1987.
تأثير فيروس كورونا على أسواق الأسهم منذ بدء الأزمة.
قرارات ذات فائدة
يخشى المستثمرون من انتشار فيروس كورونا وأنه قد يُدمر النمو الاقتصادي، وأن ردود الفعل المتخذة من قبل الحكومات قد لا تكون كافية لوقف هبوط الأسهم الحالي.
ولكن نرى كأحد أشكال الاستجابة؛ خفَّضت العديد من البنوك المركزيّة في الكثير من الدول سعر الفائدة، والذي بدوره يجعل الاقتراض من البنوك أسهل وأخف عبئًا، ومنه تشجيع الإنفاق مما يُعزِّز الاقتصاد «تخفيض سعر الفائدة من البنوك المركزيّة، يجعل البنوك التابعة لها تُخفِّض سعر الفائدة على القروض فيُشجع العملاء على الاقتراض أكثر لأنهم لن يدفعوا فائدة كبيرة»
استعادت أيضًا بعض الأسواق العالميّة بعضًا من خسائرها بعد إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي (The US Senate) حزمة المساعدات لمواجهة فيروس كورونا ( 2 تريليون دولار لمساعدة العمّال والشركات).
ولقد حذَّر بعض المحللين الاقتصاديين مِن أنَّ الأسواق العالميّة قد تتقلب حتى يتم السيطرة على هذا الوباء.
نسب التغير في مؤشر FTSE.
أُناس بلا عمل
حيث كسر عدد الناس المنضمِّين لفئات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها رقمًا قياسيًا، مما يُشير لانتهاء عِقد واحدة من أكبر اقتصاديات العالم نموًا.
معدل البطالة الاسبوعي في الولايات المتحدة الأمريكية. US Bureau of Labor Statistics.
السفر، من بين الأكثر تضررًا
تعرَّض مجال السفر لضررٍ بالغٍ؛ حيث خطوط طيران موقوفة وإلغاء لحجوزات السياحة والإجازات، حيث وضعت الحكومات على مستوى العالم قيودًا على السفر في محاولتها لاحتواء الفيروس.
حيث حظر الاتحاد الأوروبي المسافرين من خارجه من الدخول لأراضيه منعا لتفشِّي الفيروس.
وأيضًا منعت إدارة ترمب (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية) المسافرين القادمين من أوروبا من الدخول للولايات المتحدة الأمريكية.
حيث تُظهِر البيانات التَّالية من خدمة تَتَبُّع الطيران بالرادار عدد الرحلات التي تعرَّضت لصدمة قوية من التوقف والإلغاء.
وأعرب أيضًا خبراء السِّياحة في المملكة المتحدة عن قلقهم بخصوص السيّاح الصينيين الذين تم حظرهم في منازلهم؛ فقد كان هناك 415 ألف زيارةً من الصين للمملكة المتحدة في الشهور الاثنا عشر الأخيرة قبل سبتمبر 2019 وفقًا لتقرير هيئة السياحة البريطانية (VisitBritain). والجدير بالذكر أنَّ المسافرين الصينيين يُنفقون أكثر من ثلاث أضعاف حجم الإنفاق المعتاد في الزيارة للمملكة البريطانية بمعدل 1680 يورو لكلِ شخص.
الآثار الظاهرة لغلق الدول
نفَّذت الكثير من الدول وعواصمها تدابيرًا شديدة في محاولاتها لمنع تفشّي الوباء، ومنها الغلق الكامل للبلاد، مُسبِّبَة بذلك توقُّف كامل لسلاسل الإنتاج الصناعيّة.
حيث سجَّلت وكالة الفضاء الأوروبية (The European Space Agency ) انخفاضًا مثيرًا لنسبِ التلوُّث في سماءِ أوروبا.
حيث تُظهِر الصور الجديدة تقلصًا حادًا في الانبعاثات الملوِّثة للجو في أغلب أوروبا وخاصةً: باريس وميلان ومدريد.
تباطؤ وتوقُّف المصانع في الصين
انهار الإنتاج الصناعيّ والمبيعات والاستثمارات جميعُها في الربع الأول من العام 2020 مُقارنةً بنفس الفترة العام الماضي 2019، في الصين منبع انتشار المرض.
تُمثِّل الصين ثالث صناعات العالم، وأكبر مصدِّر للبضائع في العالم.
حيث أثَّرت القيود الدوليّة على سلاسل الإمداد (Supply Chains) في الشركات الكبيرة مثل الشركات المُصنِّعة للمُعدات الصناعيّة: شركة جي سي بي (JCB) لتصنيع الآلات وشركة نيسان موتورز (Nissan) في صناعة السيارات. وقد أعلنت المحلات والوكلاء نقصًا في الطلب.
مبيعات السيارات في الصين
سقطت مبيعات السيارات الصينيَّة على سبيل المثال بنسبة 48% في شهر مارس. كما اتجهت العديد من شركات السيارات مثل تسلا (Tesla) للبيع عبر الانترنت، حيث يبتعد الزبائن عن صالات عرض السيارات.
تضرر سوق النفط
تراجُع النفط لمستويات لم تُرى منذ يونيو عام 2001. ويخشى المستثمرون مِن أنَّ انتشار فيروس كورونا وعدم احتوائه سيزيد من ضرب الاقتصاد العالميّ والطلب العالميّ على النفط.
فقد كان سعر النفط بالفعل متأثرًا بسبب خلافًا بين مجموعة الاوبك (OPEC) (منظمة الدول المُصدِّرة للنفط) ومجموعة من الدول المُنتِجة للنفط وروسيا. وأكمل فيروس كورونا الأمر إلى أبعد من ذلك.
النمو الاقتصادي يتجه للركود
عند نمو الاقتصاد؛ فيعني هذا المزيد من الثروات والمزيد من الوظائف، ويُقاس نمو الاقتصاد بمعدل التغيُّر في الناتج المحلي الإجمالي أو في قيمة البضائع والخدمات المنُتَجة في آخر ثلاث شهور أو آخر سنة.
وعليه فيُتوَقع وصول النمو الاقتصاديّ لأدنى مستوياته منذ عام 2009 بسبب تفشّي فيروس كورونا، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (The Organization for Economic Cooperation and Development (OECD).
وتتوقَّع مراكز الأبحاث نموًا اقتصاديًّا بنسبة 2.4% في 2020 انخفاضًا مقابل 2.9% في نوفمبر 2019.
وقالت أيضًا أنَّه يتوقَّع أن ينخفض النمو الاقتصاديّ للنصف لـ 1.5% في 2020 بسبب طول مدة التعامُل مع الوباء واستمرار توقُّف المصانع وبقاء العمّال في المنازل في محاولات لاحتواء انتشار المرض.
تتبعنا بعضًا من الآثار القوية لتأثير الفيروس على الاقتصاد، وللمزيد من المعلومات يُمكنكم تصفُّح المصدر. كما سنوافيكم بتحديث دوري لتأثير الأزمة الحالية على الاقتصاد العالمي.
المصادر:
Brown LJ David, Palumbo D. Coronavirus: A visual guide to the economic impact. BBC News [Internet]. 2020 Apr 3 [cited 2020 Apr 14]; Available from: https://www.bbc.com/news/business-51706225