سلسلة السرطان: سرطان الرئة

LungCACXR.PNG_20160929221510023

سرطان الرئة الباحثون المصريون

يعتبر سرطان الرئة من المشكلات الحديثة بالنسبة للبشرية، ففي بداية العشرينيات كان نادرًا جدًا هذا النوع من السرطان على الرغم من تدخين التبغ لقرون، ولكنّه بعد الحرب العالمية الأولي وانتشار الآلات وأنابيب تدخين التبغ في صورة السجائر الملفوفة وغيرها، فقد تحول الأمر من مجرد تدخين إلى إدمان مدي الحياة لمركبات التبغ مثل: النيكوتين، لدي الكثيرين وبخاصًة عساكر الجيش الأمريكي فقد كانت السجائر تُصنع لهم بصورة خاصة، وفي الثلاثينيات من القرن العشرين بدأ يُلاحظ الأطباء الارتفاع الدرامي في معدلات الإصابة بسرطان الرئة، وبحلول الخمسينيات أكدت عدة دراسات الرابط بين ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الرئة وبين الموضة الجديدة لتدخين السجائر.[1]

وفي عام 1964، أطلق الدكتور (لوثر إل- luther L) أول تقرير طبي عام عن تأثير التدخين على الصحة، وأثبت فيه دور التدخين كعامل مساهم في تطور سرطان الرئة والكثير من الامراض الأخري.[1]

ويبدأ سرطان الرئة عندما تبدأ جينات الخلايا الطبيعية في التلف، والذي يؤدي بطبيعة الحال إلى تكاثر لا يمكن التحكم به في الخلايا، وككل أنواع السرطانات؛ فإن سرطان الرئة لديه القدرة على غزو الأنسجة المجاورة لها، وكذلك الانتشار في أجزاء الجسم البعيدة، وإن لم يُعالج فإن الموت هو المصير الحتمي للمريض.

ويُشار دائمًا لـ(سرطان الرئة بالسرطان قصبي المنشأ bronchogenic cancer)، مما يعني أنّه تتطور من خلايا القصبات الهوائية للرئة، وهناك نوعين رئيسيين من سرطان الرئة ويختلفان كليًا في طريقة العلاج. [1]

ويُعد مرض سرطان الرئة ثاني أكثر أمراض السرطان المنتشرة في العالم، ويعتبر حتى الآن أكثر أنواع السرطان فتكًا بالحياة، فإن المرضي الذين يموتون بسبب سرطان الرئة أكثر بكثير من المرضي الذين يموتون بسرطان الثدي، والقولون، والبروستاتا مجتمعين. [2]

وقد أعلنت (وكالة الصحة العالميةWHO) أن أكثر من 1.1 مليون شخص يموتون سنويًا بسبب سرطان الرئة، وهذا الرقم يتزايد كل عام، لذلك سجلته وكالة الصحة العالمية كواحدٍ من المشاكل الرئيسية التي يواجهها العالم وبخاصًة الولايات المتحدة الامريكية. [1]

وهناك بعض سرطانات الرئة تحدث دون أي سبب واضح أو أي عوامل مخاطرة؛ لذا لا يمكن التحكم في نسبة الإصابة بها ، ولكن معظم سرطانات الرئة الأخري يمكننا تقليل نسبة الإصابة بها أو منعها من خلال التحكم في عوامل المخاطرة المسببة لها مثل: التدخين، الهواء الملوث، والعوامل البيئية الأخري. [2]

وفيما يلي بعض عوامل المخاطرة التي تعرضنا للإصابة بمرض سرطان الرئة: [2]

إنّ عامل المخاطرة أو ال (Risk factor) هو أي عامل قد يؤثر على فُرص الشخص في الإصابة بالمرض مثل: سرطان الرئة، وقد يكون عامل قابل للتغيير والتحكم مثل: التدخين، وقد يكون غير قابل للتغيير والتحكم مثل: عمر المريض. لكن؛ وجود عامل من عوامل المخاطرة أو بعضها لا يُلزمك بالإصابة بالمرض، فقد يصاب بعض الأشخاص دون التعرض لايًا من عوامل المخاطرة تلك.

عوامل قد تزيد من فرص الإصابة بسرطان الرئة:

1- تدخين التبغ:

وهو العامل اﻷول للإصابة بسرطانات الرئة، وتقدر حالات الوفاة المصابة بسرطانات الرئة التي نتجت من التدخين بحوالى 80%، كما أن نسبة الإصابة بهذا المرض بين المدخنين تتعدي بكثير نسبة الإصابة به من غير المدخنين، فكلما زادت مدة ومعدل التدخين؛ زادت فرص وخطورة الإصابة بسرطانات الرئة الخطيرة والمميتة.

حتي وإن لم تكن من المدخنين ولكنك تصاحبهم وتستنشق هوائهم؛ فإن العلم يطلق عليك (اليد الأُخري للتدخين secondhand smoke)، أو التدخين السلبي، فلن تقل خطورة إصابتك بسرطانات الرئة، حيث تشير التقارير إلى أنّ مجرد التعرض لهواء المدخنين يسبب موت 7000 حالة مصابة بسرطانات الرئة سنويا.

2- التعرض لغاز الرادون الناتج من تكسير اليورانيوم في التربة والصخر:

فطبقا لمكتب الحماية البيئية اﻷمريكي(EPA)، فإن التعرض لغاز الرادون يعتبر السبب الرئيسي الثاني من أسباب الإصابة بسرطانات الرئة بين فئة عدم المدخنين في الولايات المتحدة اﻷمريكية.

3- التعرض لمادة الحرير الصخري:

حيث تستخدم تلك المادة كمادة عازلة في الأنابيب، وبالتالي فإن الذين يعملون بالمناجم، والمطاحن، وفي النباتات النسيجية يعدون من أكثر اﻷشخاص عُرضة للموت بسرطان الرئة.

4- التعرض لبعض المواد الكيميائية المسببة للسرطان بشكل مستمر مثل:

الأرسينك، والكادميم، والبريليم، والسليكا، ومركبات النيكل والكروميم، وغاز الخردل، ومادة الكلوروميثيل إيثر.

5- التلوث الهوائي في معظم المدن:

وتقدر نسبة الوفيات من جراء الإصابة بسرطانات الرئة نتيجة التلوث الهوائي من عودام السيارات وفضلات المصانع وغيرها حوالى 5%.

6- التعرض للعلاج الإشعاعي:

إن المرضي المصابون بأحد أنواع السرطان والذين يعالجون منه إشعاعيًا، أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الرئة، لاسيما وإن كانوا من المدخنين.

7- التاريخ الشخصي والعائلي للإصابة بالمرض:

فإن كنت من المصابين بأحد سرطانات الرئة، فمن السهل أن تُصيب نفسك بنوعِ آخر منه؛ خصوصًا إنْ كنت صغيرًا في السن.

8- لم تثبت أي الدراسات علاقة بين تناول الفيتامينات كمكملات غذائية وبين خطر الإصابة بسرطانات الرئة، إلا في حالة المدخنين الذين يتناولون مادة (البيتا كاروتين Beta carotine)، حيث تزداد خطورة الإصابة بسرطانات الرئة؛ لذا ينُصح المدخنين بالإبتعاد عن تناول تلك المادة.

إذا كيف يتكون سرطان الرئة؟ وما هي أنواعُه؟

   يتطور سرطان الرئة من الخلايا الظهارية (epithelial cells) الغير طبيعية في القصبات الهوائية ، وهذه الخلايا الظهارية تغطي الأسطح الخارجية للجسم مثل: المجاري الهوائية بالرئتين، ويشير مصطلح الورم السرطاني(Carcinoma)   مبدأيًا إلى أي ورم خبيث ينتج من الخلايا الظهارية، وينقسم سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيين ويعتمد ذلك على مظهر الخلايا تحت الميكرسكوب:

  1. سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة small cell lung cancer -SCLC.
  2. سرطان الرئة ذو الخلايا الغير صغيرةnon-small cell lung cancer NSCLC.

ويُعد سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة هو الأكثر انتشارًا؛ ففي الولايات المتحدة تُقدر نسبة الإصابة به حوالي 80% مقابل 20% للسرطان ذو الخلايا الصغيرة. [1]

وسنتحدث تفصيليًا عن كل نوع منهما في المقال القادم.

إعداد وتصميم: أمل البنا

مراجعة: توفيق عاطف

تدقيق: إسلام سامي

المصادر:

1- M., S. J. (2005). With every breath: A lung cancer guidebook. Vancouver, WA: Lung Cancer Caring Ambassadors Program.

2- Lung Cancer Prevention and Early Detection. (n.d.). Retrieved September 29, 2016, from https://www.medschool.lsuhsc.edu/lungcancer/docs/Lung cancer preventions and early detection_american cancer society_booklet.pdf

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي