هل يمكن أن ينتهي عصر استكشاف الفضاء؟

هل يمكن أن ينتهي عصر استكشاف الفضاء؟

لقد كان الوصول للفضاء واحدًا من أعظم إنجازات البشرية على الإطلاق، واعتقدنا دائمًا أن لا حدود لما يمكن اكتشافه ومعرفته عن هذا المجال الواسع والمثير للاهتمام. ولكن يبدو أننا نواجه مشكلةً قد تتسبب في القضاء على أحلامنا بخصوص السفر إلى الفضاء، وتهدد التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت جزءًا لا يمكننا الاستغناء عنه أو إيجاد بدائل له.

 

ما الذي يحدث؟

 

لكي نستطيع فهم هذه المشكلة بشكل واضح علينا معرفة بعض الأشياء بخصوص إرسال المعدات إلى الفضاء أو مدار الغلاف الجوي.

يتكون الصاروخ من اسطوانات معدنية مليئة بالوقود اللازم لإمداده بقوة الدفع اللازمة لإرساله إلى وجهته، وعند نفاذ الوقود من الأسطوانات، تنفصل العبوة عن الصاروخ لجعله أخف. هذه النفايات الفضائية يمكن أن تهبط في المحيطات أو تحترق في الغلاف الجوي، ولكن معظم أجزاء الصاروخ غير المفيدة تظل أعلى وتستمر في الدوران حول الأرض. (1)

 

مشكلة النفايات الفضائية

 

في وقتنا الحالي، هناك نحو 2600 قمر صناعي معطل يدور حول مدار الأرض، في مقابل 1100 قمرٍ يعمل، وأكثر من نحو 20 ألف قطعة بحجم كرة اليد، وملايين من القطع الصغيرة التي لا نستطيع تحديدها. (2)، (3)
كل هذه القطع تدور حول مدار الأرض بسرعة 30 ألف كم/ساعة، وهذه السرعة المهولة تماثل التعرض لطلقٍ ناري من بندقية مضاعفًا سبع مرات! (3)

 

أين يكمن الخطر؟

 

وتكمن المشكلة في مدى التدمير الذي يمكن أن تسببه هذه النفايات، فعلى أقل تقدير؛ نحن نفقد الآن ثلاثة أو أربعة أقمارٍ صناعية في السنة نتيجةَ تصادمهم مع هذه النفايات، وسيرتفع هذا العدد بشكلٍ كبير في السنوات القليلة القادمة مع ازدياد هذه النفايات إلى عشرة أضعاف خلال العقد القادم فقط، ولذلك هناك مخاوف أن الفضاء حول الأرض لن يكون صالحًا للأقمار الصناعية طويلة الأمد. (4)

سيتسبب هذا في انهيار للتكنولوجيا التي نعتمد عليها بشكل أساسي، فمن المعروف أن للأقمار الصناعية العديد من الاستخدامات، فمثلًا تسُتخدم في تحديد الطقس والتنبؤ بالأحوال الجوية، وبعضٌ آخر يُستخدم في الاتصالات وإرسال البث التليفزيوني وإجراء المكالمات التليفونية، وتكوّن مجموعة مؤلفة من 20 قمر صناعي نظامَ تحديد المواقع العالمي أو ما يعرف ب GPS الذي يمكنه معرفة موقعك بالتحديد من أي مكان من خلال هاتفك.

كما تُستخدم الأقمار الصناعية في الأغراض العلمية، حيث تلتقط صورََا للفضاء والكواكب والمجرات؛ وتُمكِّن العلماء من معرفة المزيد عن النظام الشمسي والكون. (2)

ولكن السيناريو الأسوأ سيكون مرعبًا حقًّا، أن تستمر هذه النفايات في التراكم حتى تكون حاجزًا مميتًا حول الأرض يكون من الخطر اختراقه، وجميع طموحاتنا لإنشاء قواعد على القمر واستعمار المريخ ستتلاشى.

 

هل هناك حلول؟

 

إن التحدي الأكبر هو كيفية تنظيف مدار الأرض دون تكوين المزيد من النفايات في أثناء العملية، ولهذا طُرِحَ العديد من الأفكار، ولكن أكثرها جدية هذه الحلول:
1- يمكن استخدام مغناطيسات كهربائية كبيرة، تعمل هذه القاطرات المغناطيسية الفضائية على دفع المكونات المغناطيسية داخل الأقمار الصناعية التي تستخدمها لتثبيتها ودورانها حول المجال المغناطيسي للأرض، هذا الحل يعتبر من أكثر الحلول أمانًا لأنها لا تتلامس مع النفايات الفضائية فلذلك لا خطورة من تحطم هذه النفايات بالخطأ إلى المزيد من قطع الخردة الصغيرة. (5)
2- بالنسبة لقطع الخردة الفضائية الضئيلة؛ سيكون الليزر هو الحل عن طريق تبخير هذه القطع بشكل كامل، سيوضع شعاع الليزر في قمر صناعي وسيكون بإمكانه إصابة الأهداف من على مسافة كبيرة جدًا. لا يمكن استخدام الليزر في القضاء على القطع الكبيرة بالكامل، ولكن يمكن حرق كميات صغيرة من المواد المكونة لها ودفعها إلى مدار أكثر أمانًا. (6)

لكن ليست الطريقة هي ما يهم الآن، بل الواقع الذي يُحتم علينا أن نبدأ في مواجهة هذا الخطر بأسرع ما يمكن. فهذا الخطر يهدد كل ما وصلنا إليه من تقدم وقد يجعلنا سجناء إلى الأبد على كوكب الأرض في سجنٍ صنعناه بأنفسنا!

 

المصادر:
1-Getting rockets into space [Internet]. Science Learning Hub. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://www.sciencelearn.org.nz/resources/394-getting-rockets-into-space
2-Six super satellite facts! What do they actually do? – CBBC Newsround. [cited 2019 Dec 20]; Available from: https://www.bbc.co.uk/newsround/38979438
3-Garcia M. Space Debris and Human Spacecraft [Internet]. NASA. 2015 [cited 2019 Dec 21]. Available from: http://www.nasa.gov/mission_pages/station/news/orbital_debris.html
4-Space junk could destroy satellites, hurt economies [Internet]. [cited 2019 Dec 20]. Available from: https://phys.org/news/2017-05-space-junk-satellites-economies.html
5-Let’s Clean up the Space Junk with Magnetic Space Tugs [Internet]. Universe Today. 2017 [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://www.universetoday.com/136142/lets-clean-space-junk-magnetic-space-tugs/
6-ARES | Orbital Debris Program Office | Debris Remediation [Internet]. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://www.orbitaldebris.jsc.nasa.gov/remediation/

شارك المقال:
0 0 votes
Article Rating
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي