كانت هذه نتائج دراسة مقدمة في المؤتمر الأوروبي السنوي للروماتولوجي، والتي أظهرت تزايد نسبة أمراض اللثة والبكتيريا المسببة لها بين الأفراد الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي.⁽¹⁾

التهاب المفاصل الروماتيزمي: هو أحد أمراض المناعة الذاتية، وهو التهاب مزمن يصيب المفاصل والأربطة مسببًا العجز والألم، وهو أيضًا قد يصيب بعض الأعضاء الداخلية، والأكثر شيوعًا بين كبار السن، ولكنه يتواجد بنسب عالية بين الشباب والمراهقين وحتى الأطفال، ويصيب النساء عادةً أكثر من الرجال.⁽²⁾

أمراض اللثة هي عادةً التهابات تحدث في اللثة نتيجة الترسبات البكتيرية على اللثة المحيطة بالأسنان والروابط الداعمة للأسنان.

من المثير للاهتمام أنّ كِلا المَرضِين يتشاركان في بعض العوامل، مثل رد فعل الجهاز المناعي للالتهابات في الأنسجة المرنة، وما يتبعه من تدمير وتلف في الأنسجة الصلبة الداعمة لها، سواء في اللثة والعظام المحيطة بها أو المفاصل في التهاب المفاصل الروماتيزمي. أيضًا يتشاركان في العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهم، مثل التدخين والوزن الزائد، كما أنّ العديد من الدراسات أثبتت شيوع أمراض اللثة عند مرضى الروماتيزم.⁽³⁾

تقوم الخلايا المناعية بمرض التهاب المفاصل الروماتيزمي بمهاجمة البروتينات السيترولينية للشخص المصاب (البروتينات السيترولينية: هي بروتينات يتم إنتاجها عن طريق تحويل بقايا الأرجنين في البروتينات إلى سيترولين، والبروتينات السيترولينية تدخل في تكوين الشعر والجلد والأربطة) وقد وُجد أنّ الأجسام المضادة للبروتينات السيترولينية تتواجد في الجسم قبل ظهور أعرض الروماتيزم، ويتم تصنيف الأشخاص الذين يملكون هذه الأجسام المضادة في الغشاء الزليلي الذي يتواجد في المفاصل بأنهم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالروماتيزم.⁽⁴⁾

يوجد في التهابات اللثة العديد من أنواع البكتيريا حيث يصل عددها إلى أكثر من مئة مليون ⁽⁵⁾ تفاعل البكتيريا معًا في هذه البيئة ومع الجهاز المناعي للإنسان قد يؤدي لحدوث هذ الخلل، أيضًا من البكتيريا التي قد تؤدي لحدوث هذا الخلل مثلًا بكتيريا (A. actinomycetemcomitans)، حيث تُتنج مواد تعطل عمل الخلايا المناعية، وثبت أنه ينتج عنه خلل وزيادة كبيرة في عملية تحويل البروتينات إلى بروتينات سيترولينية، والتعرض لهذه البكتيريا له علاقة بوجود الأجسام المضادة لها.⁽⁶⁾

أيضًا من البكتيريا المثيرة للاهتمام والتي يفترض أنها المسؤول الأساسي لتحفيز مرض الروماتيزم هي (P. gingivalis)، وهي البكتيريا الوحيدة التي تصيب الإنسان، والتي تسطيع إنتاج إنزيمات تسطيع أن تقوم مباشرة بتحويل البروتينات إلى بروتينات سيترولينية، وفي الدراسة المقدمة في المؤتمر الأوربي السنوي، تمت المقارنة بين أشخاص أصحاء وأشخاص مصنفين أكثر عرضةً للإصابة بالروماتيزم وأشخاص مرضى بالروماتيزم، ووُجد أن شُيوع التهابات اللثة كانت أكثر بين الأشحاص المعرضين للروماتيزم بنسبة 73%، وعند قيامهم بأخذ عينات من الحمض النووي من الترسبات حول الأسنان لبحث شيوع بعض أنواع البكتيريا، وُجد أن بكتيريا (P. gingivalis) هي الأكثر شيوعًا، وأنها تتواجد حتى في مناطق تكون اللثة فيها سليمة، ويعتقد أنها مناطق التي تمتد فيها التهابات اللثة.⁽⁷⁾

أيضًا في النماذج الحيوانية تم الربط بين وجود هذه البكتيريا وبين ارتفاع نسبة البروتينات السيترولينية والأجسام المضادة لها وشدة ضرواة مرض الروماتيزم.⁽⁸⁾الجدير بالذكر، أنه ليست هذه المرة الأولى التي يتم الربط فيها بين أمراض اللثة وبعض الأمراض المزمنة وأمراض المناعة الذاتية مثل أمراض القلب والسكتة القلبية والإلتهاب الرئوي^(9,10) 

أمراض اللثة تنتج غالبا نتيجة تراكم البكتيريا حول الأسنان واللثة المحيطة بها ويسهل تجنبها عن طريق العناية بنظافة الفم والأسنان.

المصادر:
المصدر الأول
المصدر الثاني 
المصدر الثالث
المصدر الرابع 
المصدر الخامس
المصدر السادس 
المصدر السابع 
المصدر الثامن 
المصدر التاسع 
المصدر العاشر

إعداد: محمد النيل
تدقيق: وائل ياسر