مع الاكتشاف العلمي العظيم لموجات الجاذبية، تم تأكيد إحدى أغرب نظريات أينشتاين. وقد كان هذا تأكيدًا أكبر علي عبقريته.

ولكن عبقرية هذا العالم الذي توفي عام 1955م لم تمنعه من الوقوع في بعض الأخطاء. بعض تلك الأخطاء حدثت عندما رفض تطبيقات بعض من نظرياته!

أخبرنا الفيزيائي المعروف “Lawrence M. Krauss” عالم الفيزياء النظرية في جامعة ولاية “أريزونا” ببعض تلك الأخطاء.

التشابك الكمي. Quantum Entanglement
وقد أشار “أينشتاين” إلى هذه الظاهرة باسم “عمل مريب عن بعد” “Spooky action at a distance” وهذه الظاهرة تلمح إلى انه يمكن لأغراض على مسافات بعيدة ان تؤثر علي بعضها البعض. رفض “أينشتاين” ان يصدق انه يمكن لأغراض أن تؤثر على بعضها البعض بغض النظر عن المسافة.

“قال Krauss”: لم يظن “أينشتاين” انه سيتم في يومٍ من الأيام إثبات تلك النظرية، لكنه قد كان”. وقدم “أينشتاين” هذا كمثال لكيفية خطأ ميكانيكا الكم. لكنها كانت صحيحة.

وقد أظهر بعض العلماء ان النظرية صحيحة باستخدام بعض التجارب التي تم استخدامها في السبعينيات والتي أثبتت النظرية مرة اخري ولمحت إلى أن “أينشتاين” كان “رافضًا” لها.

عدسة الجاذبية. Gravitational Lensing
في عام 1936، نشر “أينشتاين” مقالة في مجلة “Physical Review”، واصفًا ما أسماه “انحراف الضوء من نجم في مجال الجاذبية” أو في وصف أبسط. فكرة أنه يمكن لأجسام في الفضاء أن تحرف الضوء عن مساره.

وكتب ” لا يوجد أي أمل في مراقبة هذه الظاهرة مباشرة” ولكن قال “Krauss” ان ” أينشتاين” فكر فحسب في النجوم ولم يفكر في المجرات. لم يكن شخص فلكي.

أصبح الأن استخدام عدسة الجاذبية واحدًا من أنسب الطرق المستخدمة من قبل العلماء لرسم خريطة للكون.

الثابت الكوني. Cosmological Constant
في محاولة منه لاستخدام النسبية على الكون، أضاف “أينشتاين” ثابتًا إلى معادلته وأسماه ال “ثابت الكوني” ظنًا منه انه يحتاج إلى قوة نافرة كي تعادل القوة الجاذبة للجاذبية كي يظهر الكون في حالة ثبات وسكون.

بعد عدة سنوات تم اكتشاف أن الكون في حالة توسع، أزال “أينشتاين” هذا الحد من المعادلة.

قال “Krauss” انه لا يجب نقد آينشتاين لمحاولته تعديل المعادلة كي يصبح الكون ساكنًا. وجود الكون في حالة سكون كان مسلمًا به في تلك الفترة. ولكن هذا لا يعفي “أينشتاين” من المسئولية.

النزاع الرياضي في المعادلة هو أن ال “ثابت الكوني” لا يجعل الكون ساكنًا. بل أنه يرسل الكون في توسع أسرع فأسرع، وهذا ما نراه الأن.

(وقد اتضح ان ال “ثابت الكوني” قد لا يكون خاطئًا تمامًا بعد كل هذا الوقت. قد صرح علماء في NASAان المصطلح يحسن كثيرًا من تناسب النظرية والملاحظات علي أرض الواقع. قال دكتور “Krauss” انه من الممكن ان تكون الطاقة الداكنة “Dark Energy”هي بالضبط ما يرمز إليه المصطلح)

الموجات الثقالية. Gravitational Waves
أثار خبر رصد الموجات اسم “أينشتاين” مرة أخرى على الساحة العلمية، نظرًا لأنه توقع وجودها منذ قرن. لهذا من المضحك معرفة أنه قد غير رأيه بعد 20 سنة من اقتراحه لوجود الموجات.

“قال دكتور “Krauss” كتب “أينشتاين” بحثًا انه لا وجود للموجات، وتراجع عن الفكرة. واتضح أنه كان يوجد خطأ حسابي تم اكتشافه قبل نشره البحث “التراجع” بوقت قليل.

كانت قد رفضت مجلة “Physical Review” نشر البحث بعد ان وجد عالم الفيزياء والرياضيات ” Howard P. Robertson” الخطأ الحسابي.

غاضبًا على مراجعة بحثه، قام “أينشتاين” بالتخطيط لنشر البحث في مجلة أخرى، لكنه تمكن من العثور على الخطأ بنفسه قبل النشر وصححه.

قال دكتور “Krauss” “كان يريد التراجع عن نفس الشيء الذي وجدناه نحن هذا العام” “أظن أن هذا بيت شعر جميل”

ترجمة: Mohamed S. El-Barbary
تصميم: Ahmaad M. Hanafi

المصدر:

Bromwich J. When Einstein Was Wrong. The New York Times [Internet]. 2016 Feb 12 [cited 2016 Feb 22]; Available from: http://sc.egyres.com/EOFOs1.