استخدام خليط من الأجسام المضادة للقضاء على الإيدز!

No-Aids

||

أمل جديد يهديه العلماء لمرضى متلازمة نقص المناعة المكتسبة؛ كشف العلماء عن إمكانية تثبيط فيروس نقص المناعة البشرية، باستخدام خليط من بعض الأجسام المضادة؛ المجموعة البحثية الخاصة بالبروفيسور فلورين كلين (Florian Klien)، مدير معهد علم الفيروسات بمستشفى كولونيا الجامعي (University Hospital Cologne)، كانت قد تعاونت مع مجموعة علماء من جامعة روكفلر (rockefeller university) بنيويورك، ومستشفى كولونيا الجامعي نفسها، من أجل فحص التأثير الخاص ببعض الأجسام المضادة على المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. وقد قاموا بنشر أبحاثهم في دورية نيتشر العالمية.  

شكل رقم (1) يظهر جسيمات فيروس نقص المناعة البشرية (تم اتخاذ الصورة عبر المجهر الإلكتروني).
Credit: © CDC/A.Harrison; Dr. P. Feorino

تقديم

تعد مضادات الفيروسات القهقرية (Antiretroviral drugs)، واحدة من أهم الأسلحة المستخدمة للتحكم الفعَّال بالعدوى الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية، لكن استخدام أحد تلك الأدوية بمفرده أصبح غير شائع الآن، وذلك بسبب تطوير تلك الفيروسات للعديد من اَليات المقاومة والدفاع. نتيجة لذلك في أغلب الأحيان يتم خلط بعض من تلك المضادات معًا كجرعة واحدة، ويتم استخدامهم مدى الحياة وبصورة يومية. تتميز الأضِدٌّات المُسْتَعْدِلة أو ما يعرف بالأجسام المضادة واسعة المجال (Broadly Neutralizing Antibodies) بطول عمر النصف لديها مقارنةً بمضادات الفيروسات القهقرية، وبالتالي امتلاكها لفترة حياة أطول، بالإضافة إلى استهدافها للفيروس بصورةٍ مباشرة.

التجارب السريرية

وفقًا لبعض التجارب السريرية السابقة التي تم اجراؤها بالمشاركة مع مستشفى جامعة كولونيا، وذلك باستخدام نوعين من الأجسام المضادة وهما (3NBC117)، و(1074- 10)، فقد أظهرت الفحوصات نتائج رائعة مع استخدام تلك الأضِدٌّات بصورة مفردة؛أشارت التجارب إلى انخفاض ملحوظ في الحِمل الفيروسي (Viral Load) داخل الجسم. وبالمثل، فإن استخدام نوع واحد من الأضِدٌّات أظهر نتائج مشابهة للطرق التقليدية في العلاج باستخدام مضادات الفيروسات القهقرية. فقد أشارت التجارب السريرية إلى أن التأثير السابق للأضِدٌّات على الحمل الفيروس عند استخدامها بصورة مفردة كان مؤقت، وسرعان ما كان سيزول، بل وتسبب ذلك النوع من الاسخدام (أي اسخدام هذه الأدوات بصورةٍ مفردة) بزيادة محتملة في المقاومة الفيروسية.

الدراسة الحالية

وفقًا للدراسة الخاصة بهذا المقال، فقد قام العلماء بإعطاء (3NBC117, 10-1074) في تركيبة واحدة معًا لحوالي ثلاثين من مرضى متلازمة نقص المناعة المكتسبة، وقد أعطيت الجرعة في محاليل الحقن لثلاث مرات لكل مريض، وقد أثبتت فعاليتها في كل المرضى المشاركين. لقد تم تقسيم المشاركون إلى مجموعتين:

  1.  المجموعة الأولي: تشمل المرضى الذين لم يُعالجوا من قبل بمضادات الفيروسات القهقرية، وقد استجابوا جميعًا لتركيبة مضادات الأجسام؛ حيث انخفض الحمل الفيروسي بشكل جوهري.
  2. المجموعة الثانية: تشمل المرضى الذين تم إعطائهم مضادات الأجسام بعد إيقافهم العلاج الروتيني باستخدام مضادات الفيروسات القهقرية، والطبيعي في هذه الحالة أن هذا الإيقاف على الأغلب يؤدي إلى ارتفاع الحمل الفيروسي في الدم، لكنه لم يتم الكشف عن أي انتشار للفيروس بالدم في أغلب المشاركين لعدة أشهر بعد حقن آخر جرعة من تركيبة مضادات الأجسام.

يقول الدكتور هيننج جرول، الطبيب المقيم بمعهد علم الفيروسات الخاص بمشفى كولونيا الجامعي:

«لقد سلطت نتائج هذه التجربة السريرية الضوء على إمكانية خلط  تلك الأجسام المضادة معًا؛ للحصول على علاج فعال طويل المدى من أجل السيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية».

ما دلالات هذه النتائج؟

اعتمادًا على تلك النتائج؛ فإن التفكير في وضع منهاج حديث لعلاج عدوى فيروس نقص المناعة البشري، باستخدام الأجسام المضادة كعلاج طويل الأمد بات ضروريًا.

يقول الدكتور فلوريان كلين:

«إن نجاح هذه الدراسات بمشفى كولونيا الجامعي، ما هو إلا نتاج للتعاون الوثيق بين المجموعة البحثية الخاصة بالأمراض المعدية برئاسة البروفيسور جيرد فيتشنهير (Gerd Fätkenheuer)، والعيادة الخارجية الخاصة بالأمراض المعدية برئاسة الدكتور كلارا ليمان (Dr Clara Lehmann)، كما عبَّر عن سعادته المطلقة لتمكنهم من ترجمة التجارب المعملية إلى تجارب سريرية ذات نتائج ملموسة مجددًا».

تُجرى حاليًا العديد من التجارب الإكلينيكية؛ وذلك من أجل البحث عن الطرق الإضافية الممكنة لاستخدام الأجسام المضادة المُسْتَعْدِلة واسعة المجال بشكل أكبر؛ وذلك من أجل مكافحة عدوى فيروس العوز المناعي البشري.

ترجمة: أمل البنا
مراجعة علميّة: محمود أحمد
تدقيق لغوي: أمنية أحمد

المصدر

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي