اضطراب الشخصية الحدي

اضطراب-الشخصية-الحدي

اضطراب الشخصية الحدي أو (Borderline personality disorder – BPD) هو مرض نفسي يتميز بعدم اتزان في العلاقات مع الأشخاص، وعدم الاستقرار النفسي، والتصرفات الاندفاعية بالإضافة إلى الحساسية العاطفية المفرطة، كما يُعاني المصابون بهذا المرض من الشعور بالعار الشديد بالإضافة إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض النفسية الأخرى كالاكتئاب الحاد والقلق والأمراض المتعلقة بالصدمة.

تصل معدلات انتشارهذا المرض إلى 5.9%، وتزيد هذه المعدلات بشكل جوهري في الأماكن اللي تقدم خدمات الرعاية الصحية حيث يصل معدل انتشاره إلى 15-28% في عيادات ومستشفيات الأمراض النفسية، ويصل إلى 6% في مراكز الرعاية الصحية الأوليّة، وتبلغ نسبة انتشاره 10-15% في غرف الطوارئ بالمستشفيات.

إذًا ما السبب وراء حدوث اضطراب الشخصية الحدي؟!

ينشأ هذا المرض نتيجة للتفاعل بين عوامل جينية وأخرى بيئية تؤديان إلى تغييرات في تطور الدماغ، وتتداخل وتتشابه الجينات المسببة لهذا الاضطراب مع الجينات المسببة لأمراض أُخرى كالاكتئاب الشديد والاضطراب ثنائي القطب والاِنفصام، أما عوامل الخطر البيئية فهي تشمل الصدمة في فترة الطفولة أو سوء المعاملة، أو الارتباط الشديد بمقدمي الرعاية -كالمربيات على سبيل المثال- أو الاضطرابات النفسية لدى الأطفال والمراهقين.

ويتكهن العلماء أن السبب وراء هذا التغييرات السلوكية والنفسية سببه تغييرات في الدوائر العصبية بالدماغ، وتشمل مناطق الدماغ المتأثرة بتلك التغييرات: المناطق المسؤولة عن معالجة وفهم الحالة النفسية للآخرين وللشخص نفسه، والشبكات العصبية المسؤولة عن الألم، والشبكة المسؤولة عن المكافأة بالإضافة إلى الجهاز الحوفي (limbic system) الذي يلعب دورًا في تنظيم المشاعر والتحكم بالتصرفات.

ما هي أعراض الإصابة باضطراب الشخصية الحدي؟

تُصنف أعراض اضطراب الشخصية الحدي إلى 4 أنماط رئيسية:

  1. الاضطراب الإدراكي و/أو النفسي: ومنها اضطرابات الهوية (مثلما شاهدنا في فيلم split) والتفكير بشكل بارانويدي (Paranoid ideation)؛ حيث يشعر المصاب أنه دائمًا يعامل بشكل غير عادل أو يتم مضايقته دائمًا، وأخيرًا بعض الأعراض الانفصامية.
  2. الاضطراب الوجداني أو العاطفي: الغضب و التغييرات المزاجية والشعور بالفراغ الداخلي.
  3. الاضطراب السلوكي:  الاندفاع في اتخاذ القرارات والتصرفات والسلوكيات الانتحارية أو أذية النفس.
  1. عدم الاستقرار في العلاقات مع الآخرين: العلاقات الغير مستقرة أو العلاقات الشديدة مع الأفراد و تجنب الهجر من قبل الآخرين.

يعاني المصابون بهذا الاضطراب من قصور وظيفي شديد خصوصًا فيما يتعلق بالأداء الاجتماعي والمهني، ولكن على أي حال فإن هذا القصور ليس دائمًا أو مستقرًا ويمكن تحسينه بتخفيف أعراض المرض وعلاجه…في دراسة من الدراسات المنشورة كانت النتائج أن 85% من المرضى تم تخفيف الأعراض لديهم بشكل كبير لمدة تزيد عن السنة في خلال 10 أعوام من العلاج، ومن بين العوامل التي تساعد على التخلص من أعراض هذا الاضطراب صغر السن، والأعراض الأقل حدة وغياب سوء المعاملة أو الاستغلال أثناء فترة الطفولة.

على الرغم من الأبحاث التي تهتم بهذا المرض تمثل 1% من ميزانية المعهد القومي للصحة العقلية في الولايات المتحدة، إلا أنه يبقى مشلكة صحية ضخمة  تقتصر بعد إلى الاهتمام والأبحاث الكافيين؛ ولذلك فإنه من المهم رفع الوعي لدى الناس حول هذا المرض وزيادة تمويل الأبحاث لدراسته.

 

ترجمة: أحمد شلبي.

تدقيق لغوي: محمود الدعوشي.

مراجعة علمية: ماريا عبد المسيح.

المصدر: http://sc.egyres.com/r87

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي