« الإسعافات النفسية الأولية» (الحلقة الثالثة)

ن3-1

ما قبل الإسعافات الأولية النفسية

قبل استخدام هذا الإجراء، كان المعالجون النفسيون يستخدمون أسلوبا آخر، وهو الـ Debriefing أو العلاج باستثارة الحدث. وفي عام 2002، قامت أبحاث تنقد هذا الإجراء لما سببه من مضاعفة اضطرابات ما بعد الصدمة Traumatic Stress Disorder Post-؛ وقد مُنع استخدامه بعدها، فكان المعالج يقوم بسبع خطوات في جلسة واحدة مع أي شخص تعرض لكارثة، والخطوات هي أن يقوم بالآتي:

أولا: استثارة الحدث وجعل الشخص يتذكر كل شيء عن الحادث.

ثانيا: يقوم بوضع الحقائق وترسيخها في ذهن الشخص.

ثالثا: إظهار معتقدات وانطباعات الشخص.

رابعا: إظهار ردود الفعل العاطفية.

خامسا: تعديل الخلل العاطفي والنفسي.

سادسا: التشجيع للتخطيط للمستقبل.

سابعا: التحرر وفك الارتباط بين المعالج والشخص.

• لماذا فشل إجراء العلاج باستثارة الحدث أو الـ Debriefing؟

وجد الباحثون وعلماء النفس أن هذا الإجراء غير فعال، وذلك لأكثر من سبب:

أولا: ببساطة، جلسة واحدة لا تكفي لعلاج خلل نفسى. ثانياً: أن تعرض الشخص مرة أخرى لتذكر الحادث قد يزيد من الإصابة، وهذا يختلف عن العلاج بالتعرض Exposure therapy الذي هو أحد أساليب العلاج السلوكي والمعرفي، حيث يتأقلم الشخص تدريجيا وببطء مع المؤثرات المشابهة قبل التعرض للحدث الكارثي، وهذا لا يحدث في ال Debriefing. كما أن في الإجراء السابق، كان أي اضطراب نفسي يُفسَّر بأنه خلل غير طبيعي، وأن أي شخص تعرض لصدمة نفسية واختلفت ردود أفعاله عن الردود المعيارية المتفق عليها فهو في حالة مرضية نفسية أو عقلية.

عندما طُبق إجراء الإسعافات النفسية الأولية قامت بحل الكثير من المشاكل التي نتجت من الإجراء السابق، فليس من الضروري أن يخضع جميع الأشخاص المتعرضين لحوادث لهذا الإجراء, بل يخص الذين يحتاجون فعلا للمساعدة، ويتم في جلسات متعددة، ويتدخل بطرق أكثر عملية خاصة في القضايا الحرجة, ويسمح للشخص بالتكيّف بطريقته الخاصة كما يرفع من كفائته الشخصية، وذلك لأن هذا الإجراء مهتم باختلاف الثقافات والرغبات الفردية المتباينة.

*ملحوظة: الإسعافات النفسية الأولية ليست بغرض العلاج أو التشخيص.

• في هذه السلسلة سنلقي الضوء على مبادئ و آليات الإسعافات النفسية الأولية والتي هدفها:

1. تهدئة أي شخص يعاني من محنة نفسية صعبة وجعله يشعر بالاطمئنان.

2. التعرف على احتياجات الشخص في الوقت الحالي.

3. بناء تواصل إنساني وتعاطفي مع الشخص.

4. جعل الشخص يتعرف على نقاط قوته وضعفه، ليعرف كيف سيتأقلم.

5. تقوية إيمان الشخص بقدرته على التأقلم.

6. إعطاء الأمل.

7. اكتشاف الأشخاص المحتاجين لعلاج نفسي متخصص.

8. التقليل من مخاطر الاضطرابات العقلية ما بعد الصدمة، أو Post-Traumatic Stress Disorder.

 

المصدر: http://sc.egyres.com/oM21a

إعداد: Nabila Baghdady

مراجعة: Ali Adham

تصميم : Bothina Mahmoud

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي