عزيزي المُربِّي، إن الإيذاء العاطفي أو النفسيّ لا يقلُّ ضررًا عن الإيذاء الجسدي والجنسي للأطفال كما تُشير آخر الدراسات، ولعل معرفة أن الجروح والإيذاء الجنسي قد يُسبب ويترك أثرًا بالغًا في الطفل وهي من أدنى درجات الإنسانية التي قد يتحلَّى بها الشخص.
وعليه تَأكَّد تمامًا أن الصُراخ والإهمال أو التلفُّظ بألفاظٍ بذيئة أو القسوة المُفرطة في مُعاملة طفلك لا تقل خطرًا بل وتكافئ تمامًا الاعتداء الجسديّ أو الجنسي عليه، قد يدفعك ذلك للتفكير مرارًا قبل فعل ذلك.
من النادر الحديث عن الإيذاء النفسيّ والعاطفي للأطفال، وعلى غير الشائع فأنه لا توجد قوانين أو لائحات للحماية ضدّه، ولكن تُشير الأكاديمية الأمريكية للأطفال أنّه من أكثر الأنواع تحديًا وانتشارًا أيضًا.
فلماذا لا يتم مُناقشة تلك المُشكلة وتسليط الضوء عليها كما هو الحال في أنواعِ الاعتداء الأخرى؟
لعل جُزءًا كبيرًا من المُشكلة يَكمُن في قلة الوعيّ، فالعديد من الدراسات المطروحة تُشير الى الآثار طويلة المدى للعُنف الجسدي والجنسي ضد الاطفال، وبناءً على آخر الدراسات التي أشارت إلى أن الأطفال اللذين تعرَّضوا للإيذاء النفسيّ قد يعانون من نفس الأعراض تمامًا بل وأكثر من أولئك أصحاب أنواع الاعتداء الأخرى.
تم تحليل البيانات من 5.616 طفل تم الاعتداء عليهم جسديًا أو جنسيًا أو نفسيًا، أو كلاهما في نفس التوقيت، شملت الاعتداءات النفسية: سوء المُعاملة، الإهمال، الإرهاب، التسلُّط، العزل، والألفاظ الحادة أيضًا.
ولعل النصيب الأكبر من النسبة قد يذهب لسوء المُعاملة النفسيّ فقد أشارت الدراسة لوجود 62% من الحالات التي تُعاني من تلك المُشكلة، وأشارت أيضًا أن ضحايا سوء المُعاملة النفسيّة يعانون من القلق، الاكتئاب، عدم تقدير واحترام الذات، اضطراب ما بعد الصدمة (Post Traumatic Disorder) والميول الانتحارية أيضًا، بنفس المُعدّلات في الضحايا التي تم الاعتداء عليها جسديًا أو جنسيًا، بل أكثر في بعض الحالات.
ومما يُثير القلق أن من بين أنواع الاعتداء الثلاثة، أن الاعتداء النفسي كان مُرتبطًا بشكلٍ كبير بالاكتئاب والقلق وتعاطي المُخدرات.
كما أشارت مُنظمة (US Childern’sBureau) أن ثلاثة ملايين شخص هُم ضحايا لذلك الاعتداء سنويًا، وأشار(جوزيف سبينازولا-Joseph Spinazzola) قائد الدراسة على عدم وجود أي جروح جسدية مرُتبطة بحالات الاعتداء النفسيّ مما يُصعِّب من اكتشاف الأمر، وأوضح أيضًا أنه يعمل على زيادة الوعي للحد من تلك المُشكلة، ولعل مُعالجة تلك المُشكلة أو أسبابها من البداية هيّ أحد الحلول للرُقي والنهوض بالمجتمع .
المصدر: http://sc.egyres.com/TGIFF
ترجمة: Sarah Abdallah
مراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
تصميم: Bothaina Mahmoud
#الباحثون_المصريون