إلى متى يمكنك البقاء على قيد الحياة دون طعام؟

food

تظل الأبحاث حول المدّة التي يمكن للإنسان أن يعيشها بدون طعام محدودة. فلم يتمكن العلماء من تحديدها بدقَّة؛ لأنهم لم يدرسوا الجوع في التجارب التقليدية فسيكون من غير الأخلاقي أن تطلب من شخص ما عدم تناول الطعام لفترة طويلة وتنتظر النتيجة.

أفضل مؤشر امتلكه الباحثون حول المُدة التي يستطيع الإنسان عيشها بدون طعام تأتي من أولئك الذين أضربوا عنه.

كم المدة التي يستطيع الإنسان العيش خلالها بدون طعام؟

نظرًا لأن العديد من العوامل المختلفة تُؤثر على المدة التي يمكن أن يقضيها الجسد بدون طعام، فإن هذه الفترة تختلف من شخص لأخر.

إن الذكر الذي يتمتع بتغذية جيدة ويزن 70 كيلوجرامًا (154 رطلاً) يمتلك ما يكفي من السُعرات الحرارية المخزَّنة في جسده، من أجل البقاء حيًا لمدة تتراوح بين شهر و ثلاثة أشهر.

ومع ذلك، مات الأشخاص الذين توقفوا عن تناول الطعام برغبتهم عند المشاركة في الإضراب عن الطعام بعد 45-61 يومًا، مما يشير إلى أنه من غير المحتمل أن يبقى الشخص على قيد الحياة لمدة 3 أشهر. ولكن بشكل عام من المحتمل أن يعيش الشخص ما بين شهر إلى شهرين فقط بدون طعام.

ما هي العوامل التي تؤثر على عملية البقاء؟

يحتاج الجسم إلى العناصر الغذائيّة من أجل البقاء، فهو يستخدم البروتين، والكربوهيدرات، والدهون، وكذلك الفيتامينات والمعادن لتجديد الخلايا والقيام بعمليات الجسم الحيويّة. بدون الطعام، يبدأ الجسم في استخدام أنسجته كوقود، لكنه لا يستطيع القيام بذلك لفترة طويلة.

يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على المُدة التي يمكن للشخص أن يمضيها بدون طعام. فيلعب كل من العمر، والجنس، وحجم الجسد، واللياقة البدنيّة، والصحة العامة، ومستوى النشاط دورًا.

كميّة السوائل التي يشربها الشخص عامل مهم أيضًا، يعتقد الخبراء أن شُرب الماء في وقت مُبكِّر من فترة الإضراب عن الطعام قد يُطيل من فترة البقاء.

كيف يؤثر الجوع على الجسد؟

إن الغذاء هو وقود الجسم للقيام بعملياته الحيوية المختلفة، فكل الأجهزة تتأثر بحرمان الجسد من الطعام.

القلب والأوعية الدمويّة

للتعويض عن نقص الطَعام الحاصل، فإن الجسم يكسّر أنسجته الخاصة لاستخدامها كوقود، بما يشمل الأنسجة العضليّة، بما فيها أنسجة عضلة القلب.

يقل كلٌ من ​​النبض وضغط الدم، لأن القلب لا يحتوي على الوقود الذي يحتاجه لضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم بشكل فعَّال كالمعتاد. يمكن أن يؤدي هذا الضخ غير الفعَّال إلى فشل في عضلة القلب.

الجهاز الهضمي

يتعارض الانقطاع عن الطعام مع كيفية عمل المعدة وحركتها. مما يمكن أن يؤدي إلى:

  • الانتفاخ.
  • آلام في المعدة.
  • القيء.
  • الغثيان.
  • تقلبات في مستويات السكر في الدم.
  • التهابات بكتيريّة.

يمكن أن تسبب التغذية غير الكافية على المدى الطويل بالإمساك، لأنها تضعف عضلات الأمعاء. يُعد التهاب البنكرياس هو أحد مُضاعفات المجاعة أيضًا، والذي يسبب الألم والغثيان والقيء.

الجهاز العصبي المركزي

يمكن أن يُؤثر الجوع على الدماغ، والذي يستهلك ما يصل إلى خُمس طاقة الشخص في العادة. يمكن أن يؤدي هذا الحرمان إلى صعوبة في التركيز ومشاكل في النوم.

الغُدد الصمَّاء

تحتاج الغُدد الصمَّاء إلى الدهون والكوليسترول لصنع الهرمونات، كهرمون الاستروجين والتستوستيرون وهرمونات الغدة الدرقية. بدونهم:

  • يمكن أن يصبح الطمث غير منتظم أو يتوقف تمامًا.
  • يمكن أن تصبح العظام أضعف مما كانت عليه.
  • يمكن أن ينخفض ​​معدل التمثيل الغذائي.
  • يمكن أن تنخفض درجة حرارة الجسم.

قد تشمل الأعراض أيَضًا جفاف الجلد، وتقصُّف الشعر أوفقدانه.
خلال فترات المجاعة، يحاول الجسم الحفاظ على الدفء من خلال إنبات طبقة ناعمة من الشعر تسمى الزغب (بالإنجليزية: Lanugo).

كم من الوقت يمكنك البقاء بدون ماء؟

كما هو الحال مع الطعام من الصعب تحديد المُدة التي يمكن للشخص العَيش خلالها بدون ماء.

تختلف المُدّة التي يمكن أن يعيشها شخص ما بدون ماء وذلك يرجع إلى الاختلافات الفرديّة بين أجساد البشر.
في حين أن الشخص البالغ قد يعيش لبضعة أيام، فإن الطفل الذي تركه أحد الوالدين في سيارة ساخنة قد يعاني من الجَفاف ويمُوت في غضون ساعات.

يحتاج الجسم إلى إمدادات مستمرة من المياه لإصلاح الخلايا التالفة والقيام بالعمليات الأساسيّة.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) ويختصر (CDC)، فإن أعراض الجفاف هي:

  • جفاف الفم واللسان.
  • الأرق والتهيّج.
  • العيون الغائرة.
  • الشعور بالعطش.
  • قلة التبوُّل.

يمكن أن يؤدي الجفاف الشديد إلى:

  • الخمول.
  • فقدان الوعي.
  • ضعف النبض.
  • جفاف الفم واللسان.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • قلة التبول أو عدمه.

إن الجفاف الشديد يهدد الحياة.

 

تحذير

إن الامتناع عن الطعام ليس طريقة جيِّدة لفقدان الوزن فهو خطير للغاية.

ينخفض ​​مُعدَّل التمثيل الغذائيّ عند الامتناع عن الطعام، مما يعني أنه يحرق سعرات حراريّة أقل. كما يمكن أن يؤدي سوء التغذية بسبب الجوع إلى العديد من المشكلات الصحيّة.

يمكن للشخص التحدث إلى الطبيب حول طرق أكثر فعالية لفقدان الوزن، إذا كان هذا ما يرغبه، عادةً ما تتضمن خُطَّة النظام الغذائي الفعَّال تناول طعام مُغذي وممارسة الرياضة بانتظام.

شارك المقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي