«جزء من المعابد قد يُكتشف تحت الوحل ومياه البحر بالقرب من بيميني»
إدجار كايس – 1938
بيميني
(بيميني) هي إحدى جزر البهاما، وهي جزء من سلسلة من الجزر على بعد (50) ميلاً شرق ميامي، فلوريدا. على بعد (20) قدمًا في المياه الزرقاء قبالة الساحل، تَمكن العثور على مسار حجري من الصخور المسطحة الكبيرة المقطوعة بزاوية قائمة، والتي يبدو أنها وُضعت قصدًا في خطوطٍ مستقيمة، يمتد هذا التشكيل المثير لنصف ميل على طول ساحل الجزيرة، مع خطافٍ واضح في نهاية واحدة، ويمكن أنْ يصلَ طول الحجارة إلى (13) قدمًا / (4) أمتار.
زار الباحثون والچيولوچيون وعلماء الآثار والعلماء على السواء الحجارة المسطحة الضخمة قبالة سواحل بيميني المعروفة باسم طريق بيميني ودرسوها، وحاولوا لسنوات أن يميزوا ما إذا كانت كتل الحجر الجيري ظاهرة چيولوچية طبيعية، أم دليلًا على حضارة قديمة ضائعة.
الفراعنة مرّوا من هنا!
أصل كلمة بيميني (bimini) غير معروف. ومع ذلك، يظهر هذا الاسم في الحضارة المصرية القديمة بوضوح غريب!، (biminini) والذي يعني (الإجلال لروْح مين)، وكان (مين) إلهًا في الميثولوچيا المصرية القديمة. وهنا تستطيع التوصل إلى النفوذ المصري الممتد إلى جزر الباهاما!
كما ظهرت أدلة مادية تدعم الوجود المصري في ذلك المكان، أو على أي حال، وجود شبيه بالمصريين في غرب المحيط الأطلسي في أواخر الثلاثينيات، عندما رأى (جيمس لوكوود جونيور) -عالم الآثار الأمريكي في (هايتي)- تمثالًا حجريًا للإله المصري القديم، أنوبيس، الذي اُكتشِف في جزيرة قبالة الشاطئ.
هل يقود طريق بيميني إلى حضارة أطلنتس المفقودة؟
قبالة ساحل بيميني يَكمن الغموض في تشكيلات الحجر القديم المغمورة تحت المياه الزرقاء الكريستالية، فالطريق الغامض يجعل الكثير يتساءل عمَّا إذا كانت هذه بقايا الأراضي المفقودة من أطلنتس الأسطورية.
في عام 1968، واجه عالم الآثار الغارقة (جوزيف ماسون فالنتين) وزملاء الغطس؛ الطريق (المُعبّد)، الذي يُدعى الآن (طريق بيميني) أو (جدار بيميني) بعد اكتشافهم المبدئيّ، زار الموقع عددٌ لا يحصى من الغواصين والباحثين والعلماء، مما أدى إلى كشف وجود ملامح بارزة، عبارة عن خطين إضافيين متوازيين تقريبًا مع المسار الغامض.
يتكون طريق بيميني من كتل من الحجر الجيري، معظمها قطع في شكل مستطيل. يبدو أن معظمها كان قد قُطّع أصلاً بزوايا قائمة، رغم أن الوقت تحت الماء قد نحرها إلى شكل مستدير، يتراوح طول كل الكتل على الطريق الرئيسي بين (10) إلى (13) قدمًا، ويبلغ عرضهم من (7) إلى (10) أقدام، في حين يكون للطريقين الجانبيين منفذان صغيران. وتظهر الكتل الكبيرة في صف مع بعضها بعضًا، وقد يُرتب الحجم، ويبدو أيضًا أنَّ بعضها مكدّسٌ، كما لو كان مدعومًا عمدًا.
وفقًا للأسطورة اليونانية، تبدو المدينة المفقودة الشهيرة في أول ظهور لها، في ملحمتيّ (تيمايوس) و(كريتياس) لأفلاطون، وتذهب القصة إلى معركة لا مثيل لها من قبل، انتهت بهزيمة (الأطلنطيين) على يد (الأثينيين)، مما أدى إلى غرق (أطلنتس) في البحر إلى الأبد في يوم واحد، مما يزيل وجودها عن الأرض قبل (11000) سنة. ومنذ ذلك الوقت، قام العلماء، الباحثون عن الكنوز والفلاسفة، بتفتيش لا نهائيّ للعثور على أثر للعالم المفقود، الذي يقال إنه كان في مكان ما تحت أمواج المحيط.
إن وجود (أطلنتس المدفونة) ممكن، وقد يصرُّ البعض على أنه من المحتمل تواجدها. على مر التاريخ عانى الناس والحضارات في جميع أنحاء العالم من كوارث شديدة، مثل: التسونامي، والانفجارات البركانية، والزلازل وغيرها من الكوارث، واختفت من صفحات التاريخ حتى أُعيد اكتشافها بعد قرون. هل عانت (أطلنتس) من مصيرٍ مماثل؟
ظاهرة چيولوچية!
لا يعتقد المشككون ذلك، ويرفضون العلاقة بين طريق بيميني وأطلنتس. الإجماع بين الچيولوچيين الذين قاموا بحفر عينات أساسية من صخور بيميني هو أنها ظاهرة طبيعية. يشرح الباحثون أن الكتل الصخرية قد تعرَّضت للتعرية، وامتد المد والجزر إلى الخطوط والحافات في الحجر الجيري على طول المفاصل الطبيعية، كما هو الحال في أماكن أخرى حول العالم. وعلاوة على ذلك، فإنهم يقترحون أن أي علامات لأدوات موجودة في الموقع ليست دليلًا على الأعمال الحجرية القديمة، وإنما هي نتيجة للسياح والمحققين الذين يقطعون الحجارة لأجل الهدايا التذكارية أو الأبحاث.
لم يَرضَ الجميع عن النظريات السائدة، وقد نُظمت حملات استكشافية لحل لغز طريق بيميني.
والجدير بالذكر أيضًا أن تأريخ الكربون وتحليل الكتل أدى إلى الاستنتاج بأن الطرق كانت مصنوعة بشكل طبيعيّ من خلال القوى الچيولوچية. لم يتم العثور على علامات أداة على الكتل، ولم يكن هناك أي دليل على أن الكتل قد تم تكديسها لبناء هيكل. على الرغم من أنه لا يزال هناك بعض التكهنات والأبحاث على بيميني اليوم، فمن المتفق عليه عموما أن كتل الحجر الجيري تشكلت من التآكل، تاركةً لغز أطلنتس بدون حل.
حققت قناة (Sci Fi) تحقيقًا وثائقيًا حول التشكيل تحت الماء في عام 2006. تلاحظ (ويكيبيديا) أن: (Quest for Atlantis Startling New Secrets) يركز على أسطورة (Atlantis)، مما يبرز طريق (Bimini). قام فريق من الباحثين بالتنقيب في خليج بيميني، وأفادوا باكتشاف (طبقة ثانية كاملة من الصخور المقطوعة بأبعاد مماثلة أسفل الأحجار). وقد اقترح هذا احتمالية أن (الطريق) ربما كان جزءًا من جدار أكبر أو رصيف المياه.
ووفقًا لبعض الباحثين، فإن الموقع متطابق تمامًا في التصميم مع ميناء معروف ومنشآت غارقة في البحر المتوسط، مما يشير إلى أنها بُنيت في الفترة نفسها من قبل نفس الأشخاص الملاحين. وهو موقع شهير للغوص يمكن الوصول إليه عن طريق القوارب فقط.
أَتمَّ وضعُ الأحجار بعناية وقصد من قبل حضارة متطورة غارقة في غموضها، أم هل تآكلت الصخور إلى أشكال مثالية من خلال تصرفات الزمن والبحر؟ مثل الطريق بيميني، يبقى الغموض.
إعداد: عبدالرحمن قاسم
مراجعة علمية: أحمد فكرى
تدقيق لغويّ: Mahmoud Khalifa
تحرير: نسمة محمود
المراجع