كيف تساعدنا الفلسفة الرِوَاقِيَّة على التعايش مع جائحة كورونا؟

Marcus Aurelius by DEA/G DAagli Orti/De Agostini via Getty Images

عندما يُفكِّر معظم الناس في الفلسفة، فإنَّ أعينهم تنقلب زجاجًا. إنَّه آخر شيء يرغبون فيه، ناهيكَ عن كونه آخر شيء يحتاجون إليه. لكنَّ هذا _كما تعلم مسبقًا_ هو شيء سخيف وساذج. الفلسفة لا تتمحور فقط حول الحديث أو المحاضرة عن موضوع ما أو حتى قراءة كتبٍ دسمةٍ طويلةٍ. في واقع الأمر، الفلسفة أمرٌ يستخدمه -وسبق أن استخدمه- رجالٌ ونساءٌ في مواقع مسئولية؛ من أجل حلِّ مشاكلهم وتحقيق أعظم انتصاراتهم. لم يحدث هذا في قاعات التدريس، بل حدث في ساحات معارك ومنابر وقاعات محاكم. [3]

يمتلك الجميع فلسفةً ما سواء جعلوها واضحة أو لا، ويجدر بالفرد أن يستكشف فلسفته. وإذا كان المرء يعاني؛ فسيكون من المفيد النَّظر في فلسفاتٍ بديلة. [1] واحدةٌ من الفلسفات التي قد تساعد في تجاوز الصعاب الحالية التي يواجهها العالم بأسره، نتيجة لفيروس كورونا، هي الفلسفة الرِوَاقِيَّة.

ما هي الرِوَاقِيَّة؟

لقد كانت الفلسفة مُسطَّرة ومُمارَسة بواسطة العبيد والشعراء والأباطرة والسّياسيين والجنود، بالإضافة إلى العامة؛ لمساعدتهم في مشاكلهم الخاصَّة ومشاكل أصدقائهم وأقربائهم وأتباعهم. هذه الحكمة مازالت موجودة ومُتاحة لنا. ما أتحدثُ عنه هنا على وجه التحديد هو الرِوَاقِيَّة، والتي هي -من وجهة نظري- أكثر الفلسفات عمليَّةً على الإطلاق. [3]

نبذة مختصرةٌ عن هذه المدرسة المُتفرِّعة من الفلسفة الهلينستيّة: وُجِدت الرواقية في أثينا على يد زينو سيتيوم (Zeno of Citium) في بداية القرن الثالث قبل الميلاد، بيد أنَّ أشهر ممارسيها هم أمثال إبكتيتوس (Epictetus) و كاتو (Cato) وسينيكا (Seneca) وماركوس أوريليوس (Marcus Aurelius). تؤكِّد هذه الفلسفة على أنَّ الفضيلة (مثل الحكمة) هي السعادة، وأن الحكم ينبغي أن يُبنَى على الأفعال بدلًا من الأقوال؛ وعلى أنَّنا ليس بوسعنا التحكُّم أو الاعتماد على الأحداث الخارجيّة، ما يُمكِنُنا التَّحكُّم فيه هو فقط أنفسُنا وردود أفعالنا. في جذور هذا التفكير تكمن طريقة حياة سهلة ممتنعة: تَلَقَّ العراقيلَ التي تُواجِهك في حياتك وحوِّلْها إلى مصلحتك، وتحكَّمْ فيما يُمكنك التَّحكٌّم فيه وتقبَّل ما ليس كذلك.

عبَّر عن ذلك إبكتيتس في قوله:

«مُهمّتنا الأولى في الحياة هي تقسيم وتفريق الأشياء إلى صنفين: الأشياء الخارجيّة التي ليس بوسعي التحكُّم فيها، لكن خياراتي التي أصنعها حيال تلك الأشياء، هذه بوسعي التَّحكُّم فيها. أين سأجد الجيد والسيء؟ في نفسي وفي خياراتي». [3]

ولأنَّ الرواقيين يؤمنون أنَّ صلاحنا الحقيقيّ يستقرُّ في شخصيّتنا وأفعالنا؛ فإنَّهم يُذكِّرون أنفسهم دومًا بالتفرقة بين ما يعودُ التصرُّف فيه إلينا وبين ما ليس كذلك. يميلُ الرواقيون المعاصرون إلى تسمية هذا «ثنائيّة التحكُّم»، ويجد الكثيرُ من الناس هذه التفرقة وحدها مفيدةً في تسكين القلق. ما يحدثُ لي لا يكون أبدًا تحت تصرُّفي مباشرةً ولا يعود التصرُّف فيه إليَّ، لكنَّ أفكاري وتصرُّفاتي -على الأقل الطَّوعيّة منها- يعودُ إلي التصرُّف فيها. الجائحة ليست حقًا تحت سيطرتي لكنَّ طريقةَ ردَّةِ فعلي تحت سيطرتي. معظم تفكيرنا -إن لم يكن كلّه- يعود إلينا؛ لهذا «ليست الأحداث هي ما يزعجنا بل رأيُنا حيالها». على وجه التحديد، حُكمُنا أنَّ شيئًا ما سيّءٌ أو بشعٌ أو حتَّى كارثيٌّ، هو ما يسبب شقاءنا.

هذه واحدة من المبادئ النفسيّة الأساسيّة للرِوَاقِيَّة، وهي أيضًا الافتراض الأساسيّ للعلاج السلوكيّ الإدراكيّ الحديث، الذي يُعَدُّ بدوره الأسلوب الرياديّ المبنيّ على دلائلَ في العلاج النفسيّ. رائدا العلاج السلوكيّ الإدراكيّ ألبرت أليس (Albert Elis) وآرون بيك (Aaron Beck) يصفان الرِوَاقِيَّة بأنَّها مصدرُ الإلهام الفلسفيّ لمقاربتهما. بتطبيق هذا المنظور على وضعنا الحاليّ، فليس الفيروس هو ما يجعلنا خائفين، بل هو رأيُنا فيه. ليست أيضًا أفعالُ الآخرين غيرُ المُراعية -من تجاهُلٍ لتوصيات التباعد الاجتماعيّ- هي ما يجعلُنا غاضبين، بقدر رأينا حيالهم. [2]

 

رواقيون مشاهير

يُعرِّف الكاتب والفيلسوف المُعاصِر نسيم نيكولاس طالب الرِوَاقِيَّ على أنَّه «شخص يُحوِّل الخوف إلى احتراز، والألم إلى تحوُّل، والأخطاء إلى استهلال، والرغبة إلى بدء».

باستخدام هذا التعريف كنموذج يصبح بمقدورنا أن نرى أنَّه _وعبر القرون_ صارت الرِوَاقِيَّة نسقًا شائعًا بين بعض من أعظم قادة التاريخ. لقد مارس الرِوَاقِيَّة ملوكٌ ورؤساء وفنانون وكتاب ورواد أعمال. النماذج التاريخية والمعاصرة كلاهما يوضحان الرِوَاقِيَّة كطريقة حياة.

نظريات الاقتصادي آدم سميث (Adam Smith) عن اتصال العالم والرأسمالية تأثَّرت بشكلٍ ملحوظ بالرِوَاقِيَّة الَّتي دَرَسها وهو صبيٌّ في المدرسة على يد مُعلِّمٍ ترجم أعمال ماركوس أوريليوس. الآباء المؤسّسون أيضًا أُلهموا بالفلسفة. تعرَّف جورج واشنطن (George Washington) بالرِوَاقِيَّة من خلال جيرانه في عمر السابعة عشر، وبعد ذلك تقمَّص مسرحيةً عن كاتو ليُلهِم رجاله في الشتاء المظلم في وادي فورج، بينما امتلك توماس جيفرسون (Thomas Jefferson) نسخةً من سينيكا على الطاولة بجانب سريره عندما مات، بينما كتب المُفكِّر السياسي جون ستيوارت ميل (John Stuart Mill) عن ماركوس أوريليوس والرِوَاقِيَّة في عمله الشهير «أطروحات عن الحرية»، وقد نَعَتَ الرِوَاقِيَّة بأنَّها «أرقى مُنتَجٍ أخلاقيّ للعقل القديم». [3]

 

تأمُّلات أوريليوس آخر الفلاسفة الرِوَاقِيّين

كان الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس أنطونيوس آخر الفلاسفة الرِوَاقِيّين المشاهير في العصر القديم. خلال الأربع عشرة سنة الأخيرة في حياته، واجه ماركوس واحدًا من أسوأ الجوائح في التاريخ الأوروبي. الجائحة الأنطوانيّة -التي سٌمِّيتْ تيمُّنًا به- سبَّبَها على الأرجح سلالةٌ من فيروس الجدري. يُقدَّر أنَّ هذا الفيروس قد قتل ما يقرب من خمسة ملايين شخص، بما فيهم ماركوس نفسه.

ما بين عامي 166-180 ميلاديًا، وقعتْ حالات تفشٍّ مُتكرِّرة في أنحاء العالم، وعلى حدِّ وصف المُؤرِّخين فإنَّ الجحافل تدمَّرت، ومدن وقرى كاملة خسرتْ سُكّانها وصارتْ أنقاضًا. روما ذاتها تأثَّرت تحديدًا بشكلٍ سيء؛ حيث كانتْ العرباتُ تغادر المدينةَ كل يومٍ مُحمَّلةً بأكوام من الجثت.

في وسط هذه الجائحة، كتب ماركوس كتابًا يٌعرَف باسم «التأمُّلات»، والذي يُسجِّل النصيحة النفسيّة والأخلاقيّة التي منحها ماركوس لنفسه في هذا الوقت. كان ماركوس يُطبِّق الفلسفة الرِوَاقِيَّة مرارًا على تحدّيات التعايش مع الألم والمرض والقلق والخسارة. لن تكونَ مبالغةً خياليّةً اعتبارُ «التأمُّلات» دليلًا لتطوير مهارات المقاومة النفسيّة اللازمة للتعايُش مع جائحة.

يُفاجَأ كثير من الناس عند قراءتهم للتأمُّلات بحقيقة افتتاحيّة الكتاب بفصلٍ يسرد فيه ماركوس الصفات الأكثر إثارة للإعجاب من وجهة نظره في الأفراد، وهم سبعة عشر صديقًا بالإضافة إلى أفراد من أسرته ومعلمين. يُعدُّ هذا مثالًا مُوسَّعًا لواحدةٍ من المُمارسات المحوريّة للرِوَاقِيَّة.

يُحبّ ماركوس أن يسألَ نفسَه: «ما الفضيلة التي منحتني إيّاها الحياة للتعامُل مع هذا الموقف؟» وهذا يقود بطبيعةِ الحال إلى السؤال: «كيف يتعايش الآخرون مع تحدّياتٍ مشابهة؟». يتأمَّل الرِوَاقِيٌّون في نقاط القوة الشخصيّة مثل الحكمة والصبر والانضباط؛ تلك الصفات الَّتي على الأرجح تجعلهم أكثر مرونة في وجه المحنة. إنَّهم يحاولون أن يكونوا نموذجًا لهذه الفضائل وأن يستخدموها ليتحمَّلوا المصاعب التي يواجهونها في الحياة اليوميّة خلال أزمة مثل الوباء، ويتعلَّمون من كيفيّة تعايُش الآخرين. حتى الشخصيات التاريخية أو الخياليَّة يمكنها أن تصبحَ قدوة.

مع وضع كل هذا في الاعتبار، يكون من الأسهل فهمُ شعارٍ شائعٍ آخر للرِواقِيَّة: «الخوف يؤذينا أكثر مما نخاف منه». ينطبق هذا على المشاعر غير الصحيَّة بشكلٍ عام، والتي يُسمِّيها الرِوَاقِيُّون (عواطف– pathos) المُشتقَّة من العطف والتي هي مصدر كلمة (باثولوجي- pathological) . هذا الشعار صحيحٌ مبدئيًّا بشكلٍ سطحيّ؛ من حيث إنَّه حتى إذا كانت فُرصك في النجاة من الجائحة 99% أو أكثر، فإنَّ القلق والتخوُّف قد يُدمِّر حياتك ويقودك للجنون. في حالات مُتطرِّفة قد يصل البعض إلى إنهاء حياتهم بأنفسهم.

بهذه الطريقة من السهل رؤية كيف يمكن للخوف أن يؤذينا أكثر مما نخاف منه؛ لأنَّ بوسعه الاعتداء على صحتنا الجسدية وجودة حياتنا. على الرغم من ذلك، فإنَّ هذا الشعار له معنى أعمق للرِوَاقِيِّين. يُمكن للفيروس أن يؤذي جسدك فقط، وأسوأ ما يمكنه فعله هو قتلك؛ بينما ما يفعله الخوف هو أنَّه يخترق الجوهر الأخلاقيّ لوجودنا. بالنسبة للرِوَاقِيِّين، هذا مصيرٌ أسوأُ من الموت.

أخيرًا، في خلال جائحة ما فربما تضطرُّ إلى مواجهة خطر واحتمالية موتك. لطالما كان هذا احتمالًا منذ يوم ولادتك. بالنسبة لمعظمنا فمن الأسهل دفن رؤوسنا في الرمال؛ التجنُّب هو استراتيجيّة التعايش الأكثر شيوعًا في العالم. إنَّنا نعيشُ في إنكارٍ للحقيقة البديهيّة أنَّنا جميعًا نموت في النهاية. يؤمن الرِوَاقِيُّون أنَّنا حينما نٌواجَه بوفيّاتنا ونستوعب تبعاتها، يصبح حينها بإمكاننا تغيير نظرتنا للحياة تغييرًا جذريًّا. قد يموت أيٌّ منّا في أيّ لحظة، لا تستمر الحياة للأبد.

خُبِّرنا أنَّ هذا ما كان يُفكِّر فيه ماركوس على فراش موته. طِبقًا لأحد المُؤرِّخين، كانت دائرة أصدقائه في حالة اضطراب، فسألهم ماركوس بهدوء عن سبب نحيبهم عليه بينما كان يجب عليهم في واقع الأمر تقبُّلُ أنَّ كلًّا من المرض والموت لا يمكن الهروب منهما؛ وأنَّ كليهما جزءٌ من الطبيعة والقدر المُشترَك للبشريّة. يَعرُج ماركوس على هذه المسألة مرّاتٍ كثيرة في كتابه «التأمُّلات».

«كل هذا سوف يمرُّ»، يُحدِّث ماركوس نفسَه، حتى المرض والموت يجب أن يكونا «مألوفَين كما الزهرة في الربيع والفاكهة في الخريف». عبر عقود من التدريب على الرِوَاقِيَّة، علَّم ماركوس أوريليوس نفسه مواجهةَ الموت بهدوءٍ ثابتٍ لشخصٍ قد فعل ذلك مرّات عدّة في الماضي. [2]

حتميَّة الموت الَّتي تحدَّث عنها أوريليوس لا تعني العيش بلا اكتراثٍ للحياة على اعتبار أنَّها ستنتهي على أيّة حال، بل العكس من ذلك. في هذا الصدد، يتحدَّث أحد الأطباء عن تجربته مع مرض السرطان، وكيف أنّه -وخلال رحلته للتعافي- قُوبِل بحقيقةِ حتميَّة المرض والموت في الحياة. يستطرد الطبيب بقوله أنَّ تلك المواجهة جعلته أكثر سعادةً ممّا كان عليه؛ ذلك لأنَّ إدراكه وتقبُّله لحتميّة الموت جعله واعيًا أنَّه يجدر به عيش حياته للحدِّ الأقصى، وأن يعيشَ حياته واضحًا مع نفسه. بهذه الطريقة، يكون أفضل شيءٍ نفعله لتقدير الحياة هو إبقاء حتميَّة الموت نُصب أعيننا دائمًا. [4]

كما ترى، الرِوَاقِيَّة والفلسفة ليسا مجالَين للأساتذة الكُسالى. إنَّهما إعانةٌ للناجحين، وللرجال والسيدات المسؤولين عن التصرُّف. كما قال ثورو:

«أن تصبحَ فيلسوفًا لا يعني فقط أن تمتلكَ أفكارًا حاذقة، ولا حتى أن تجد مدرسة… بل يعني حلَّ بعضٍ من مشاكل الحياة، ليس فقط نظريًّا بل أيضًا عمليًّا».  [3]

ليست المشكلة في الفلسفة، بل المشكلة هي أنَّك تقبَّلت فلسفتك على أنَّها الحقيقة ونمط الحياة وكيفيّة عمل العالم، لقد استقرَّت عميقًا في نفسك. نتيجةً لهذا، لن يكونَ من السهل تغييرُها، ولكن يمكن تغييرها بجهدٍ واعٍ. الخطوة الأولى هي استكشافُ فلسفاتٍ ومناظيرُ أخرى للعالم. الخطوة الثانية هي البدءُ بمُمارستِها. رسائل التذكير بالنسبة لكثيرين شديدة الإفادة. على سبيل المثال: متابعة صفحات تدعم فلسفتك الجديدة على موقعَيّ فيسبوك (Facebook) وانستجرام (Instagram). القراءة عن تلك الفلسفة والبحث عن مقالات أو كتب أو حتى فيديوهات تُعمِّق إيمانَك هو أيضًا مفيد. يصبح الأمرُ عمليّةً مؤبَّدة، لكن الحياةَ هي عمليّةٌ مؤبَّدةٌ على أيّة حال. لماذا لا نحاول جعلها أفضلَ عبر تغيير فلسفتنا حيالها؟  [1]

 

المصادر

[1] Berry, W. (2018). Change Your Philosophy. Retrieved from https://www.psychologytoday.com/us/blog/the-second-noble-truth/201809/change-your-philosophy

[2] Robertson, D. (2020). Stoicism in a time of pandemic: how Marcus Aurelius can help. Retrieved from https://www.theguardian.com/books/2020/apr/25/stoicism-in-a-time-of-pandemic-coronavirus-marcus-aurelius-the-meditations?fbclid=IwAR0RUkE0Ckrb3qsDrC0QTJmAbbfCERmj_4N32x-e2_7s4WV1-KetQBh_Jss

[3] Holiday, R. (2014). Actionable Philosophy. Retrieved from https://classicalwisdom.com/philosophy/actionable-philosophy/

[4] Ward, W. (2020). Sooner or later we all face death. Will a sense of meaning help us? – Warren Ward | Aeon Ideas. Retrieved from https://aeon.co/ideas/sooner-or-later-we-all-face-death-will-a-sense-of-meaning-help-us

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي