المدارس والاختلاط بين البنين والبنات

acoso

المدارس والاختلاط بين البنين والبنات

هل سبق أن شَغَل تفكيرك أسئلةٌ تتعلق بالاختلاط في المدارس؟ أيهما أفضل، المدارس المختلطة أم المنفصلة؟
حين يتعلق الأمر بمدارس الأطفال فحتمًا سيشغل تفكيرك، خاصةً مع انتشار الجهل والضغط المجتمعي لذا دعنا نتطرق إليه الآن.

بناءً على تنبيهات رئيسة سابقة لجمعية علم النفس الأمريكية فإن المبادئ التي يعتمد عليها البعض للترويج من أجل المدارس المنفصلة بحاجة إلى إعادة النظر حيث إنه لا يوجد بحثٌ يدعم وجود الاختلافات بين البنين والبنات في التعلم.

وأكّدت على ذلك بالاستناد إلى تحليل (184) دراسةً على (1.6) مليونَ طالبٍ من فئات عمريّة مختلفة و(21) جنسيّة فشل جميعهم في التوصل إلى أفضليّة في المدارس المنفصلة، وأن الفروقات الضئيلة التي قد يلاحظها البعض تكون عادةً نتيجةَ اختلاف الخلفيّة الاجتماعيّة للطلبة وقيامهم بأنشطة خارج الإطار الدراسي، بل إن الوضع قد يكون له مساوئ على المدى البعيد سنتطرق إليها لاحقًا.

وأكدت مديرة مدرسة أسترالية أن المدارس المنفصلة أفضل من أجل الفتيات حيث إنها استندت إلى ورقة بحثية قدمها باحث في جامعة ملبورن توضح أن الفتيات اللاتي يدرسنَ في مدارسَ منفصلةٍ يكن أكثر ثقة في أنفسهن في الرياضيات، والعلوم. وأعقبت أنّ المقياس الوحيد لنجاح العملية التعليمية بالنسبة للفتيات ليس النجاح الأكاديمي؛ بل الثقة بالنفس، والسعي من أجل الفرص، واختيار قدوة حسنة، وأن الأمر في النهاية يُعد تفضيلًا شخصيًا، حيث تفضلُ بعض الفتيات المدارس المنفصلة في حين أن البعض الآخر يفضل المدارس المختلطة.

أما في إنجلترا فلقد قام مدير مدرسة برايتون بالتعليق قائلًا:

«يواجه خريجو المدارس المنفصلة أحيانًا مشكلة في التواصل مع أقرانهم من الجنس الآخر».

ويرى البعض أن المدارس المنفصلة أفضل من المختلطة، ويدعمون رأيهم بأن هنالك فروقًا بين البنين والبنات في سرعة استيعابهم للمعلومات، وطرق فهمهم، ويضيفون أيضًا أنه هكذا لن يصاب الطلاب بالحرج بأن يطرحوا الأسئلة، ولكن طبقًا للعديد من العلماء والأبحاث التي أجروها؛ نُفي وجود اختلافٍ بين قدرة البنين والبنات على التعلم وأن هذا ليس له أساسٌ من الصحة، بل إن بعض العلماء قاموا بإجراء اختبارات لطلبة من المدارس المنفصلة وفشلوا في إيجاد أي نقاط قوة تميّزهم عن أقرانهم في المدارس المختلطة، وأعقبوا أنه على عكس المتوقع قد يكون للمدارس المنفصلة نتائج سلبيّة على الأطفال والمجتمع!

هل سبق لك وأن عملت في شركة كل موظفيها من الذكور فقط أو الإناث فقط؟
ليس لدينا أماكن عمل منفصلة فلماذا يكون لدينا أماكن دراسة منفصلة؟
ألا تحتك بالجنس الآخر أثناء أنشطتك اليومية؟
كيف ستجيد التعامل مع الجنس الآخر؟

بعد حفل التخرج كلنا سنعمل مع زملاءَ ذكورًا كانوا أم إناثًا، وسنحتاج لمجموعة من المهارات الاجتماعيّة، الذوق العام، والاحترام المتبادل، وهنا تكمن المشكلة فكيف تتوقع من شاب/فتاة نشأ في عزلة عن الجنس الآخر أن يجيدوا التعامل؟
سينتابهم القلق والخوف بل إن الأمر قد يصبح أكثر سوءًا وينتشر التمييز والعنصرية بناءً على الجنس مما قد يعود بضرر جسيم على المجتمع وبلا شك سيكون أكبر من منفعة المدارس المنفصلة.

يخاف البعض على أطفالهم من الاختلاط ومن المؤكد أنه لابد أن يتم تحت إشراف وتوجيه من الأهل والمعلمين ليناسب عادات مجتمعنا وينتج جيلًا سويًا مؤهلًا للتعامل مع الجنس الآخر ويحد من العنصريّة والتمييز.

المصادر:

Hunt E. Single-sex schools offer no advantages and feed stereotypes, psychologists told. The Guardian [Internet]. 2016 Sep 14; Available from: https://www.theguardian.com/australia-news/2016/sep/14/single-sex-schools-offer-no-advantages-and-feed-stereotypes-psychologists-told

ترجمة: كريم عياد
مراجعة علمية: حسناء الدباوي
مراجعة لغوية: حمزة مطالقة
تحرير: نسمة محمود

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي