المرض النفسي.. ملخص لفهم الأعراض والأسباب والوقاية

المرض النفسي: ملخص لفهم الأعراض والأسباب والوقاية.

المرض النفسي

لا يُقصَد بالمرض النفسي (بالإنجليزيَّة: Mental Illness) التقلبات المزاجية التي تحدث من آن لآخر، أو الانطفاء (وهو ما يشيع استخدامه في الآونة الأخيرة بين الأصدقاء) وغيرها من الكلمات التي أصبحت تستخدم للتعبير عن الحزن أو حتى عن المرور بموقف صعب. المرض النفسي هو حالة ذهنيّة تؤثّر على حياة صاحبها وتمنعه من ممارسة أنشطته اليوميّة وعمله بشكل طبيعي، وربما تتطور هذه الحالة إلى الإصابة ببعض المضاعفات والتي قد تظهر في صورة مرض جسدي لا يُمكِن علاجه بالأدوية؛ إذ إن السبب في الأصل نفسي.
قد تنقلب حياة المصاب بأحد الأمراض النفسية رأسًا على عقب حيث إن المرض النفسي يؤثّر على كل شيء بدايةً من العلاقة بالأسرة والأقارب والأصدقاء، وصولًا إلى العلاقة مع زملاء العمل ومديريه. كما يؤثر المرض النفسي على إنتاجية الشخص ونجاحه في تنفيذ أبسط المهام اليومية بسبب تأثيره على العواطف والأفكار والسلوك. ومن حسن الحظ أن أغلب الحالات تتحسن عن طريق اتّباع الأنظمة العلاجية وتناول العقار المناسب وفقًا لما يراه الطبيب النفسي المعالِج.

أعراض المرض النفسي

هذه أعراض عامة قد تظهر على المصاب بالمرض النفسي ولا يشترط أن تجتمع كلها معًا، ولكن من الممكن أن يجتمع بعضٌ منها دون الآخر، حيث السمة المشتركة بينها أنها جميعًا تمثِّل التطرف في المشاعر.

  • الشعور بالحزن والإخفاق.
  • القلق والخوف الشديد.
  • فقدان القدرة على التركيز.
  • التقلبات المزاجية انخفاضًا وارتفاعًا.
  • الرغبة في الانعزال والبعد عن الأصدقاء.
  • عدم القدرة على تحمّل أبسط مشاكل الحياة اليوميّة.
  • التغيير في عادات الطعام.
  • الغضب الشديد والعنف.
  • الأفكار الانتحاريّة.

وربما يتطور الأمر ليظهر في صورة بعض الأعراض الجسدية، مثل: تقلبات المعدة، وتهيج القولون، وآلام العمود الفقري، والصداع.
وينصح بزيارة الطبيب النفسيّ عند ظهور بعض من تلك الأعراض، فالأمراض النفسيّة لا تُعالَج تلقائيًّا، وإنما ينبغي عليك المتابعة مع طبيب مختصّ.

لا يوجد سبب واحد لحدوث المرض النفسي

مع ذلك يمكننا أن نتساءل ما الذي يجعل أعداد المصابين في تزايد عامًا بعد عام ويومًا تلو الآخر؟ في كل يوم نجد الكثير من الضعف يصيب أحد أقاربنا وربما يصيبنا نحن. الأمر أن هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى تطور المرض النفسي. وتلك العوامل يمكن تصنيفها إلى ثلاثة عوامل رئيسية، منها الحالة النفسيّة وما يمر به المرء من مشاعر صعبة، وأخرى جسديّة (ما يصيب الجسد من أمراض) وأخرى اجتماعيّة بيئيّة.

أولًا: العوامل النفسيّة

  • الشعور بالإهمال أو الفقدان المبكر للوالدين أو أحدهما.
  • المرور بالصدمات الحياتيّة المختلفة كالطلاق أو التعرض لحادث.
    وغيرها من تلك الأمور التي قد تُحدِث خللًا في النفس، لا يسلم المرء خلال حياته من التعرض لمثل هذه الأمور والصدمات النفسية التي قد تتطور إلى مرض نفسي نخشى تبعاته.

ثانيًا: العوامل الجسديّة الصحيّة

  • قد تؤدّي بعض المشاكل الصحيّة كالأمراض الجسدية الخطيرة إلى تدهور الحالة النفسيّة لدى الأشخاص المصابين أو ذويهم، لذلك لا بد من توفير الدعم المعنوي لهم.
  • قد يظهر مرض نفسي نتيجة طفرة جينيّة مفاجئة أو نقص معادن وفيتامينات في غذاء المصاب.
  • بالإضافة إلى إدمان المخدرات والكحوليات الذي قد يؤدي إلى كثير من المشاكل النفسيّة كالاضطراب والقلق والاكتئاب.

ثالثًا: العوامل الاجتماعية والبيئية

وهي كل ما يدور حولنا من الأحداث والأشخاص والأماكن التي نعيش فيها. تخيل أنك تعيش في بيئة يغمرها الحب والحنان والتفهم، الكل يقدِّم الدعم إلى المحتاج ويخفف عنه أعباء الحياة، هذه البيئة ستعمل على تحسين مزاجك وحالتك النفسية والتخفيف من حدة ما تتعرض إليه من مشاكل يومية وضغوط نفسية.

كيف نقي أنفسنا من الإصابة بالمرض النفسي؟

يحتاج المرء دومًا إلى البقاء مع أولئك الأشخاص الذين يرتاح بقربهم، قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة والمقربين يجعلنا أفضل ويحسن من حالتنا النفسية.
إن أساليب الوقاية من الأمراض النفسيّة ليست بسهولة غسل يديك بالماء والصابون جيدًا أو ارتداء ملابس صوفيّة تدفئك في ليالي البرد القارس، بل عليك أن تغير من فكرك لتعيش وضعًا نفسيًّا متزنًا وسعيدًا. كما يمكنك استخدام عدد من أساليب علم النفس الإيجابي كالتفاؤل حتى في أسوأ الأيام فما نفكر فيه يحدث لنا، يمكن للتطوع أن يساعدك أيضًا، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية حيث تساعد على إفراز الدوبامين مما يجعلنا أسعد.

«إن السعادة موجودة حتى في أكثر الأوقات ظلامًا»

– ألبوس دمبلدور من فيلم هاري بوتر وسجن أزكابان.

فريق الإعداد
الدورالاسم
ترجمةيوسف فليفل
تحريرمحمد الجوهري
شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي