برج العروس، هل تدخل العراق صراع أطول مبنى في العالم؟

برج_العروس

خلال الأيام الماضية انتشرت صور وأخبار عن تصميمٍ لبرجٍ سيكون أطول من برج خليفة بدبي وبرج المملكة بجدة -تحت الإنشاء-.

المفاجأة كانت مكان هذا البرج، «البصرة» بالعراق!

أعلنت شركة (AMBS) المعمارية عن المشروع الذي أقرته محافظة البصرة في مخططها لتوسعة المدينة. بحسب الشركة فإن البرج سيصل ارتفاعه إلى 3780 قدمًا أي ما يعادل 1152 مترًا، ويتألف من 241 طابقًا، في حين يبلغ طول برج خليفة في دبي، الذي يُعتبر الأعلى في العالم حاليًا 2722 قدمًا.

اعتدنا أن يَتبع لقب أطول برج في العالم مراكز المال والاقتصاد، حيث حافظت أمريكا على اللقب طويلًا في القرن العشرين، ثم الشرق الأقصى (ماليزيا و تايوان)، وحاليًا الشرق الأوسط (دبي وجدة).

ولكنك عندما تسمع اسم البصرة بالعراق في هذا السباق ستقفز لمخيلتك مشاهد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أو أخبار داعش المنتشرة على كل الشاشات الإخبارية، ولكن واقع الأمر يختلف كثيرًا، فبحسب تعبير جريدة الجارديان فإن البصرة حاليًا أقرب في الشبه للكويت عن بغداد من حيث الازدهار والسلام، مخالب داعش تبعد عن المدينة 600 كيلو مترًا تقريبًا، وأموال البترول تظهر في السيارات الحديثة المنتشرة في الطرقات والفنادق ذات الخمس نجوم، بالإضافة للاستاد الرياضي الجديد الذي تم افتتاحه مؤخرًا. تعمل الحكومة على مخطط جديد للمدينة النامية التي تحمل لقب عروس الخليج، وسيكون برج العروس محور هذا المخطط.

يقول ماركوس دي أندريس –مدير معماري بشركة (AMBS)- أنه بعكس الأبراج التقليدية، فإن برج العروس سيكون مكانًا ليستمتع به الجميع وليس سكانه والعاملين به فقط؛ حيث سيستطيع العامة الاستمتاع بالتمشية بين المتنزهات المترامية على أرض المشروع، بالإضافة إلى تناول وجباتهم أو التسوق في المراكز التجارية، على ارتفاع مئات الأمتار فوق سطح البحر.

الارتفاع ليس هو الهدف فقط؛ فالعروس سيكون أول مدينة رأسية في العالم؛ حيث يتكون من أربعة أبراج منفصلين إنشائيًا ولكن متصلين بجسورٍ سماوية، وتم تصميمه ليكون مدينةً متكاملة بمكاتب وفنادق ومولات تجارية وحدائق ومتنزهات، وأخيرًا شبكة قطارات خاصة. سيفتح البرج آفاقًا جديدة في جميع المجالات الهندسية إنشائيًا ومعماريًا، بالإضافة للمواصلات والخدمات الرأسية.

أفقيًّا، سيُحاط البرج بتغطية زجاجية على مساحة هائلة تقارب 600 كيلو مترًا مربعًا، أسماها المصممون «الحجاب»، ستغطي أغلب واجهة البرج الجنوبي، ثم تمتد أفقيًا لتغطي المباني القصيرة المحيطة والأدوار الأولى من المباني الأعلى.

التحديات التي تواجه المشروع:

من التحديات التي تواجه المشروع، الجانب الأمني. فعلى الرغم من بعدها عن مخاوف داعش، إلَّا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر تُسيطر على مخيلة مصممي أيًّا من تلك الأبراج، فبحسب ماركوس دي أندريس، فإن تفجيرات برجي التجارة كشفت ضعف ناطحة السحاب الأحادية من حيث مخارج الطوارئ عند الكوارث، ولذلك يعتمد تصميم العروس على أربعة أبراج متصلة جزئيًا ليكون أكثر أمانًا واتزانًا إنشائيًا.

العقبة الأخرى التي تواجه المشروع هي البنية التحتية للمدينة، فجريدة «الإيكونوميست» نشرت تقريرًا مُحبِطًا الشهر الماضي عن المدينة، وبحسب التقرير فإن خدمات المدينة أسوء من الموصل التي تقع تحت سيطرة داعش، حيث المياه شديدة الملوحة، والهواء ملوث بسبب البترول،  وشبكات الصرف المُهملة، بالإضافة لانقطاعات الكهرباء التي تدوم أحيانًا لمعظم اليوم، والتي علَّق عليها أحد المواطنين: «نُصدِّر النفط الذي يُمد العالم بالطاقة بينما نعيش نحن في ظلام!»

على الرغم من ذلك، فإن البرج مخطط لأن يكون مستقلًا تمامًا عن شبكة كهرباء المدينة؛ حيث سيعتمد على الطاقة الشمسية بأكثر من طريقة، أحدها هو تغطية «الحجاب» التي ستحتوي على ألواحٍ شمسية.

 

التحدي الأهم الذي سيواجه البرج هو الجدوى الاقتصادية؛ فالبرج الذي لم يُحدَّد موقعه في المدينة بعد، ولا موعد الانتهاء منه سيحتاج لممولين سيغامرون بالاستثمار في ظل انعدام الاستقرار السياسي بالعراق، ولكن لننتظر فالأيام ستظهر مدى جدية المشروع الذي يؤمل أن يكون نقطة الانطلاق لعودة العراق لمكانها ومكانتها الطبيعية.

 

إعداد : Mostafa Mohamed El-Ashmawy

مراجعة علمية: Mahmoud Mohamed Ouf

مراجعة لغوية: Mohamed Sayed Elgohary

المصادر: http://goo.gl/Ovjk7m

http://goo.gl/bbYgLk

http://goo.gl/BI7L7L

http://goo.gl/qnbmDZ

http://goo.gl/QQTJfk

http://goo.gl/DlQYIZ

http://goo.gl/i0aXTN

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي