لتحسين الطاقة المتجددة باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ علينا أولًا محاولة فهم ما هو الذكاء الاصطناعي.
ماذا يعني الذكاء الاصطناعي؟
بالمقارنة مع الذكاء الطبيعي، يُعرف الذكاء الاصطناعي على أنَّه السلوك المستقل تمامًا لأنظمة الكمبيوتر، عن طريق تكنولوجيا الاستشعار اللازمة لتنفيذ المهام التي يجب القيام بها، وتطبيق أي متطلبات صيانة لازمة، وبهذا أصبحت أنظمة الذكاء الصناعي تقنيةً روتينيةً مدمجةً في كل الأجهزة التي نستخدمها يوميًا تقريبًا.
سمحت التطورات الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي بالتعرف على أصواتنا وتوفير مجموعة واسعة من المعلومات على الفور كأنظمة الإدراك الاستثنائي لدى سيري (Siri) وأليكسا (Alexa) ومساعد جوجل (Google Assistant).
الذكاء الاصطناعي في التصنيع
الهدف النهائي للمصانع هو السرعة في إنتاج منتجاتها مع تقليل تكاليف الإنتاج بقدر الإمكان. وقد طبقت الشركات المبتكرة بالفعل أنظمة الذكاء الاصطناعي في مهامها اليومية بعدة الطرق، مما سمح للمصانع بتلبية مطالبها العالمية بمعدل فائدة اقتصادي.
نجحت النظم الآلية المستخدمة في خطوط التجميع بالفعل في منع عدد من الإصابات المتعلقة بالعمل لعمال المصانع، من خلال أداء المهام الثقيلة والمهام الشاقة، بينما زادت أيضًا من فاعلية إنتاجهم مقارنةً بالعمال من البشر.
في أنظمة الذكاء الصناعي، تسمح أجهزة الاستشعار الحساسة بالتعرف على أي مشاكل محتملة في النظام ونقل هذه المعلومات إلى المُشغلين من البشر على الفور، مما يتيح صيانة نظام في أقرب وقت مناسب، وتقلل أيضًا نسب الفحص الدوري لمعدات المصنع من مهندسي الصيانة؛ تكون الشركات بهذا قادرة على تقييم المشكلة في خط الإنتاج قبل حدوثها.
نجاح أنظمة الذكاء الاصطناعي لا يكمن في خفض تكاليف العمالة فحسب، ولكن في فعالية تلك الأنظمة لتشخيص المشكلة قبل حدوثها أيضًا.
الذكاء الاصطناعي للطاقة المتجددة
تعتمد صناعة الطاقة المتجددة بشكلٍ كبير على تكنولوجيا الاستشعار التي يتم دمجها في الخلايا الشمسية وطاقة الرياح لإعلام الأفراد بأي متطلبات صيانة خلال الاستخدام النشط. ومع استمرار تقدم تكنولوجيا أجهزة الاستشعار كل يوم ، يتوقع مصنعو الطاقة المتجددة أن يشهدوا زيادةً في أدوات التعلم الآلي (Machine Learning) المدمجة في هذه الأنظمة لزيادة قدرتهم على مراقبة ومعالجة وتحليل المهام اليومية دون أي تعطيل محتمل للنظام.
التعلم الآلي هو فرع من فروع الذكاء الصناعي؛ يصف قدرة الجهاز على التنظيم الذاتي من أجل تحسين أدائه دون الحاجة إلى توجيه الإنسان أو تدخله داخل النظام للقيام بذلك.
على مدار السنوات القادمة، تتوقع صناعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أن ترى أنظمة الذكاء الاصطناعي مطبقةً بطرق متنوعة؛ بعضها يشمل:
- أنظمة روبوتية للجرد اليومي والصيانة واستكشاف الأخطاء وإصلاحها في المواقع البعيدة.
- الروبوتات التي يمكنها الزحف إلى المواقع التي لا يستطيع البشر الوصول أو الدخول إليها بأمان.
- روبوتات القيادة الذاتية التي تستخدم في مزارع الطاقة الشمسية أو الرياح، القادرة على نقل أنظمة البطاريات الكبيرة إلى الروبوتات الأخرى في المصنع حيث يمكنه معالجة وبناء أنظمة الطاقة لأغراض الإنتاج.
- الحد من إجراءات التخطيط والتحليل التي يقوم بها العاملون البشريون حاليًا لضمان تخزين وإخراج الطاقة اللازمة في هذه الأنظمة.
هذه ليست سوى عدد قليل من المميزات المتوقعة لأنظمة الذكاء الاصطناعي في صناعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيثُ أن التخفيضات النهائية في التكاليف والتحسين في معدلات الإنتاج لا يمكن تصورها.
حتى الآن، لا يزال يتعين تطبيق كل من هذه التطورات المقترحة في أي صناعة؛ بخلاف استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
يأمل الباحثون أنَّ أنظمة الذكاء الاصطناعي لن تؤدي إلى خفض تكاليف الإنتاج فحسب، بل ستحسن أيضًا من موثوقية أنظمة الطاقة، بحيث يصبح استخدامها العالمي تقنيةً أكثر اعتمادية وقابلية للتنفيذ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة: أحمد عبد المقصود
مراجعة علمية: ميادة فخري
تدقيق لغوي: أمنية أحمد
المصدر: https://bit.ly/2PmStcT