تقول التقارير العلمية أنه عند تحوّر الخلايا، ظهر جين جديد عُرِف بقدرته على إصلاح أخطاء الحمض النووي، ولكنه أظَهر القُدْرة على إحداث الإصابة بسرطان الثدي.
قالت الدكتورة (لان كو- Lan Ko)، وهي عَالِمة بأحياء السرطان في قسم علم الأمراض (كلية طب بجورجيا في جامعة أوغستا وفي مركز جورجيا للسرطان – Medical College of Georgia at Augusta University and at the Georgia Cancer Center at AU)، «إن جين GT198, سواء تحوّرت الخلايا بعوامل وراثية أو حتى عوامل بيئية، لديه القدرة الفائقة للتشخيص المُبكر لسرطان الثدي وأيضًا كهدف جديد للعلاج».
ومن المعروف أن الطفرَات أو تحوّر الجينات دلالة أساسية لوجود كُلًا مِن سرطان الثدي والمبيض. وأوضح العلماء أنه حتى الخلايا الجذعية والأولية المُكوّنة للأنسجة الصحية في الثدي من الممكن أن تحتوي أيضًا على طفرات في جين GT198 التي تحثُها لتكوين بيئة مُناسبة جدًا لنمو سرطان الثدي.
ونُشِرت دراسَتهم في المجلة الأمريكية لعلم الأمراض، حيث أُخِذَت عينات على مستوى العالم من 254 حالة إصابة بسرطان الثدي لدى النساء قبل وبعد سن اليأس.
«هذا التحور الجيني يمكن أن يكون في كُلًا من الدم والأنسجة السرطانية للمرضى، والنسبة الأعلى تكون في الأنسجة.» كما قالت (كو-Ko)، مُؤلفة الدراسة. «نعتقد أنه بمجرد أن يتم تَحوّر هذا الجين، يُحَث الورم على النمو».
وقالت (كو-Ko) أن جين GT198 يُعدْ مُنشّط لمستقبلات هرمونات الستيرويد مثل هرمون الاستروجين، والذي يُنظِمه عادًة، ولكن بمجرد تحوّر الجين يُصبح لديه القُدرة لتعزيز نمو الأورام بدون الأخذ في الاعتبار دوره في تنظيم هرمون الإستروجين. «بغض النظر عن مُعدل هرمون الإستروجين لديك، فنمو الخلايا السرطانية خارج نطاق السيطرة.» وأضافت كو أنها نتيجة طبيعية للنمو السريع للخلايا السرطانية.
وفي سرطان الثدي، تمثلت مشاكل العلماء في اختلاف مكونات نسيج الثدي ولكنهم مازالوا عاجزين عن تفسير لماذا يحدث ذلك كُليًا. وتلك الأنسجة، والتي تُسمى (ستروما- stroma)، تَشمل الخلايا الدُهنية أو الخلايا المسؤلة عن تخزين الدهون، والتى تُوَفِر البطانة، والخلايا الليفية، التى تُكوّن الإطار العام للأنسجة، وهُناك أيضًا الخلايا القابلة للانقباض تلتف حول خلايا البطانة من الشعيرات الدموية والأوردة في جميع أنحاء الجسم وتعمل على تنظيم ضغط الدم، بالإضافة إلى نوع آخر من الخلايا وهي الخلايا الطلائية، وتشمل النظام القَنَوي الذي يتم تَدفُّق الحليب من خلاله.
دراسة جديدة مُسبقة أظّهَرت أن تحوُّر جين GT198 يُؤثِّر أيضًا تأثيرًا مُباشرًا وسلبيًا على الخلايا الجذعية بالأوعية الدموية والتى تُكوِّنْ تلك الاختلافات في أنسجة الثدي
«إنه هدف جديد في السرطان، وأمر مُثير للغاية» تقول الدكتورة (نيتا ميهلى- Nita Maihle)، العالمة بأحياء السرطان ومساعد مُدير مركز للتعليم في مركز الجامعة للسرطان والباحثة المشاركة في الدراسة.
«وهذا يُشير إلى أن جميع الأنواع المختلفة من الخلايا السدوية (ستروما) في أنسجة الثدي تتأثر بحدوث طفرة جين GT198 لأنها كلها تنتمي إلى خلية أولية مُشتركة».
إن الأثر الصافي هو بيئة مُكونة للأورام مليئة بما تُطلق عليه كو نسل غير مناسب. «هنا توجد علاقة السبب بالنتيجة» كما قالت أيضًا دكتورة نيتا ميهلى.
في المراحل العلاجية المُقبلة، والتى تشمل الأجسام المضادة والأدوية المستخلصة من الأعشاب، تستهدف الخلايا الأولية الخاطئة بدلًا من استهداف فقط أنسجة الثدي السرطانية.
تقول (كو-Ko) :«نعتقد أن الطريق لعلاج سرطان الثدي هو استهداف الخلايا الأولية. لأنها الخلايا المُغذية لأنسجة الورم بدلًا من القضاء على الخلايا السرطانية، والذى يكون أقل فاعلية».
بدراسة عام 2013 في مجلة الكيمياء البيولوجية، أوضحت كو وزملاؤها خلايا سرطانية تحتوي على طفرات أو تَحوّر في GT198 protein في الستروما (Stroma) وذلك في أنواع مختلفة من سرطان المبيض؛ مما يدل على أن الجين يُمكن أن يكون مصدرًا للإصابة بسرطان المبيض.
كانت (كو-Ko) أول من استنسخ GT198 gene وذلك خلال زمالة ما بعد الدكتوراه في (كلية الطب جامعة هارفارد-Harvard Medical School)، والدراسات اللاحقة لها والتي أظهرت أن لديها أدوار مُتعددة والتي تشمل تنظيم الخلايا الجذعية وانتحار الخلايا ودراسة نشاط الجينات الأخرى ومنعها.
كل الخلايا تحتوي على gene GT198، ولكن معظم الخلايا البالغة لا تُعبِّر عنه. في الثدي، على سبيل المثال، قد يتم التعبير عنه بشكل بسيط في المرأة الحامل التى تستعد للرضاعة، وربما في حالة إصابة الثدي. ويتم التعبير عنه عند الذكور في الخصيتين.
الاصابة بسرطان الثدي داخل القنوات، والتي ينتقل بداخلها الحليب، هو النوع الأكثر انتشارًا لسرطان الثدي، بجانب السرطان الذي يحدث داخل الغدد المنتجة للحليب وهو النوع الثاني الأكثر انتشارًا، فمعظم سرطان الثدي يحدُث في الخلايا التي تُبطّن تلك القنوات، كما أضافت (ميهلى-Maihle).
يُفتَرض بجينات البروتينات الخاصة BRCA1 و2 أن تعمل على قَمع الورم وأيضًا إصلاح عيوب الحمض النووي DNA، فقد كانت من أول عوامل الخطر المعروفة لسرطان الثدي وكذلك سرطانات المبيض وغيرها. قالت كو أن نحو %4 من حالات سرطان الثدي العائلية تشمل الطفرات جين GT198، الذي يُعتبر أيضًا الجين المُسبب للمرض في حالات فردية موروثة.
ترجمة: نسمه جبريل
تصميم: wael yassir
مراجعة: Mohammed Ashraf
#الباحثون_المصريون
المصدر: https://goo.gl/T8wi5v