حافظ على مسافتك لتبقى آمنًا!

social-distancing_tcm7-270267

مع ازدياد حالات الكورونا بشكل يومي، يعرض الخبراء النفسيين أفكارًا للحفاظ على مسافة آمنة، مع الحصول -في نفس الوقت- على الدعم الاجتماعي الذي تحتاجه.

تُطالب السلطات -في جميع أنحاء العالم- مواطنيها بالتزام إجراءات العزل والحجز الصحي، والبُعد الاجتماعي لأولئك الذين تعرَّضوا أو اختلطوا بالمصابين بفيروس كورونا المستجد؛ وذلك للحد من انتشار الفيروس.

  • البعد الاجتماعي: هو الإبقاء على مسافة آمنة (6 أقدام تقريبًا) من الآخرين، وتجنُّب التجمعات كالمدارس، والكنائس، وصالات الاحتفالات، والمواصلات العامة.
  • الحجر الصحي: هو تجنب الاختلاط بالآخرين إذا تعرض الشخص للإصابة، للتأكد من إصابته بالمرض من عدمها.
  • العزل الصحي: هو فصل الشخص المصاب عن الآخرين للحد من العدوى وانتقال المرض.

وبالطبع، فإن البقاء في المنزل لأيام أو أسابيع بموارد محدودة وتفاعل اجتماعي أقل؛ له تأثير غير محبَّب على الصحة العقلية.

وبالرغم من عدم وجود أبحاث كافية بخصوص ما يجب فعله في تلك الظروف، إلا أن الخبراء النفسيين قد زوَّدونا بعدة وسائل للتعامل مع هذه التحديات، وإليك المخلص:

ما الذي يجب عليك توقعه؟

قد يضطر الأشخاص المْصابون، أوالذين تعرضوا للمرض، أو المجتمعات ذات معدل انتشار سريع للمرض من الانقطاع عن نشاطاتهم اليومية على الأقل لمدة أسبوعين، وهي فترة الحضانة المقدرة للفيروس. ويعد انخفاض تلك الأنشطة من مسببات الضغط؛ مما يؤدي إلى عدم القدرة على إنجاز الأعمال مع انعدام وسائل التأقلم الطبيعية، كالذهاب إلى الصالات الرياضية، ودور العبادة.

وقد قدَّر الخبراء أنه أثناء تلك الفترة من الممكن الشعور بـ:

  • الخوف والقلق: يمكن الشعور بالخوف على نفسك، أو أفراد عائلتك من الإصابة بالمرض، أو نقله للآخرين، أو القلق بشأن الحصول على الغذاء ومتطلبات المعيشة، أو القدرة على أخذ إجازة من العمل، أو إشباع رغبات العائلة. كما يمكن لبعض الأفراد التعرض لمشاكل خاصة بالنوم والتركيز على المهام اليومية.
  • الاكتئاب والملل: وجود فجوة من العمل والأنشطة المفيدة قد تقاطع روتينك اليومي، وتشعرك بالحزن والملل، كما أن البقاء بالمنزل لفترة طويلة يسبب الشعور بالوَحْدَة.
  • التعب والإحباط والانزعاج: فقدان الشعور بالانتاجية وتقييد الحرية المرتبطة بالعزل والحجر الصحي غالبًا ما ترتبط بالإحباط، كما من الممكن أن تشعر بالغضب تجاه مَن فرَضُوا الحجر، أو إذا كنت تشعر أن تعرضك للإصابة كان بسبب إهمال أحدهم.
  • الوَصْم: إذا كنت مصابًا بالمرض أو تعرضت لأحد المصابين من الممكن أن تشعر بالوصم من خلال الآخرين الذين يخافون التعرض للإصابة عند التعامل معك.

أشخاص أكثر عرضة للتأثر:

يْمكن لكبار السن أو مَن يعانون مْسبقًا مِن مشاكل نفسية، أو العاملين في تقديم الخدمة الصحية أن يكونوا أكثر عُرضة لتلك الضغوط النفسية عند تطبيق إجراءات الحجر الصحي.

كيفية التأقلم:

لحسن الحظ توجد الكثير من الإجراءات التي تقدمها الأبحاث النفسية للتعامل مع هذه الأوضاع الصعبة.

يمكنك أن تخطط مسبقًا كيفية قضاء فترة الحجر الصحي قبل تنفيذه، وتحديد مَن يمكنك الاتصال به للحصول على الدعم النفسي، وطرق التعامل مع أي مشاكل صحية، أو نفسية قد تطرأ لك أو لأفراد عائلتك.

  1. احصل على معلوماتك من مصادر موثوقة فقط: من المهم الحصول على المعلومات التي تخص فيروس كورونا المستجد من مصادر موثوقة وحَسْب. ولكن متابعة الأخبار بشكل مبالَغ فيه قد يؤدي إلى زيادة الذعر والقلق؛ لِذَا ينصح الخبراء النفسيون بخلق التوازن بين متابعة الأخبار والأنشطة الآخرى غير المتعلقة بالحَجر كالقراءة، أو سَماع الموسيقى، أو تعلم لغة جديدة.ومن ضمن المصادر الموثوقة الممتازة: المراكز الأمريكية لمكافحة ومنع الأمراض، إدارة خدمات تعاطي المخدرات والصحة العقلية الأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية. 
  2. خطط والتزم بنظام يومي: الالتزام بنظام يومي يمكن أن يساعد كل من الكبار والأطفال على الشعور بالجدوى في حياتهم بالرغم من شعور الحجر غير المألوف. جرّب أنشطة يومية كالعمل أو الرياضة أو التعلم حتى إذا كان عن بعد، كما يمكنك إضافة أي وسائل تسلية أخرى حسب الحاجة. ومن ضمن المصادر الموثوقة الممتازة: المراكز الأمريكية لمكافحة ومنع الأمراض، و«إدارة خدمات تعاطي المخدرات والصحة العقلية الأمريكية»، و«منظمة الصحة العالمية».
  3. ابق على اتصال بالآخرين: قد يجب الحد من التعامل وجهًا لوجه، لكن يقترح الخبراء النفسيون البقاء على الاتصال عبر الهاتف، أو الرسائل النصية، أو مكالمات الفيديو، وغيرها من وسائل الاتصال الاجتماعي، فإذا شعرت بالحزن أو القلق؛ استخدم هذه الوسائل في التعبير عن مشاعرك، وحاول الوصول إلى أولئك الذين يمرُّون بنفس الظروف، وبالفعل هناك بعض المجموعات على (فيس بوك) قد أُنشئت للتواصل والدعم بين مَن فُرض عليهم الحجر الصحي، كذلك الاعتماد على الحيوانات الأليفة هي طريقة أخرى في للتواصل، ولكن مع ذلك تطالب مراكز مكافحة ومنع الأمراض الأمريكية الحد من التعامل مع الحيوانات حتى يتم دراسة طرق الانتقال بين الحيوانات والبشر بطريقة أفضل.
  4. الحفاظ على أسلوب حياة صحي: احصل على قدر كافٍ من النوم، وكُل جيدًا، ومارس الرياضة في المنزل إذا أمكنك ذلك، وحاول البعد عن الكحول والمخدرات كوسيلة للتعامل مع الضغط الناتج عن العزل أو الحجر، وإذا احتجت؛ يمكنك استخدام الدعم عبر الهاتف للعلاج للنفسي، أو إن كان لديك طبيب نفسي بالفعل، يمكنك سؤاله مسبقًا عن إمكانية إكمال الجلسات خلال فترة الحجر عبر الهاتف أو الانترنت.
  5. استخدم استراتيجيات نفسية للتعامل مع الضغط، والبقاء إيجابيًّا فكِّر جيدًا في أسباب قلقك، وكُن واقعيًّا حتى يمكنك معرفة كيفية التعامل والتخلص من تلك الأسباب، وابتعد عن التهويل وركز -بدلًا من ذلك- على تقبُّل ما لا يمكنك تغييره، وكطريقة لذلك يمكنك عمل مذكرات يومية، كما يمكنك أيضًا استخدام تطبيقات على الهاتف لتساعدك على عمل تمارين التأمل والاسترخاء؛ فعلَى سبيل المثال: (PTSD Coach) هو تطبيق طوَّره المركز الوطني لاضطرابات ما بعد الصدمة التابع لوزارة شؤون المحاربين القدامى بـ«الولايات المتحدة»، و«المركز الوطني للخدمات الصحية عن بعد»، والتكنولوجيا التابع لـ«وزارة الدفاع»، ويحتوي على مصادر عدة للتعامل مع الضغط كتمارين التنفس العميق، واسترخاء العضلات وغيرهم، كذلك التفكير في أسباب الإيثار المرتبطة بالعزل والحجر الصحي قد يساعد أيضًا على الهروب من الضغوط النفسية فعليك أن تتذكر أن اتخاذ تلك الإجراءات يساعد على الحد من انتشار العدوى وحماية الأكثر عرضة للخطر.

ما الذي سيحدث لاحقًا؟

بعد انتهاء فترة الحجر الصحي قد تختبر بعض المشاعر المختلطة، كالارتياح، والامتنان، أو الغضب والإحباط تجاه الأشخاص القلقين من التعامل معك؛ خوفًا من الإصابة بالمرض، أو حتى الشعور بالنمو النفسي والروحانية، أيضًا الشعور بالقلق طبيعي، ولكن إذا زاد للحد الذي يمنعك من النوم أو القيام بالأنشطة اليومية، أو زيادة استهلاك الكحول والأدوية؛ فيجب عليك الاتصال بأقرب مقدم للخدمة الصحية والحصول على المساعدة.

 

المصدر

شارك المقال:
0 0 votes
Article Rating
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي