سلسلة السرطان: لمحة تاريخية (الحلقة الأولي)

Cancer-ep1-design

تعددت الامراض فى العصر الحالى وتزايدت الاراء حول السبب المؤكد وراء كل مرض ،، وقف العديد من العلماء مدافعين عن وجهاتهم مؤيدين نظرياتهم بادله وبراهين منها المُقنع ومنها ما يسهل اضحاده ،،ولكن ما الصواب وما الخطأ !! ما السبب وراء واحد من اهم الامراض وثانى اكثر مرض يسبب الوفاه بعد امراض الاوعيه الدمويه والقلب ،المرض الذى لم يترك سن ولا جنس ولا عرق ولا كائن الا ودق بابه المرض الذى لم يصاب به شخص الا ومؤكد وفاته المرض الخبيث صعب العلاج صعب فهم ماهيته وحتى الان لم يُثبت صحة علاج له بل لا يزال رعبا قانتا بين كل دوله قاضيا على الانسجه منتشرا بين الاعضاء .

نتحدث فى تلك الحلقات عن السرطان …

انه لخطأ فادح منًا ان نظن انه مرض حديث العهد وان الثوره الصناعيه والملوثات البيئيه هى السبب المرجح له وان كل ما نحن فيه ما هو الا حصاد ما زرعته يد الانسان الصناعى الحديث هذا ما تؤكده الحقب التاريخيه منذ عهد الديناصورات الى عهدنا هذا

إن تاريخ مرض السرطان موغل فى القدم أكثر مما نتخيل، حتى أنه يعود إلى ما قبل التاريخ، فى عصر سادت فيه الأرض زواحف عملاقة الديناصورات! تخبط “جروجوصورس”- آكل اللحم- كثيرا و أصيب بالعديد من الكسور و الجروح الغائرة المندملة كما كان واضحا على هيكله العظمى البالغ من العمر 72 مليون عام و المكتشف سنة 1997 ، لم يكن ذلك لضعف الجروجوصورس و قلة حيلته بين أقرانه آكلى اللحم ،إنما إصابته بورم ضخم بحجم كرة البيسبول فى المخ أفقده السيطرة على إتزانه و من ثم تعرضه الدائم للإصابات البالغة. لم يكن هذا الإكتشاف الأول و لا الأخير لأورام سرطانية فى الديناصورات .(1)

 وجد دكتور “روتشيلد” أن ظاهرة مرض السرطان فى الديناصورات تستحق بحث موسع و شامل ، فحمل معه جهاز المسح بأشعة أكس و سافر إلى شمال أمريكا بصحبة فريقه البحثى من جامعة أوهايو لإجراء مسوح على 10000 فقرة ظهرية لأكثر من 700 عينة من المتحف لأنواع مختلفة من الديناصورات. و بالفعل كانت نتيجة المسح إكتشاف 29 ورم عظمى من 97 و هو العدد الكلى لعينات ديناصورات “هيدروصوراس” آكلة العشب .(2)

أما الأسباب وراء إصابة الديناصورات بالسرطان فى هذه الحقبة البعيدة من الزمن هو لغز تعددت فيه النظريات ، أكثر هذه النظريات جموحا تلك التى فسرت الوفاه الجماعيه والمفاجأه للديناصورات ، مع دراسة علماء الفلك لعمق كوننا وجدوا ان كوكب الارض قد تعرض لكيات مختلفه من الاشعاع القادم من الفضاء على مدار عمرها وبناء على تلك الملاحظه ، رجحت احدى النظريات المتحمسه أن أوراما سرطانيه سببتها اشعاعات متأينه من الفضاء ربما تكون قد قضت على الديناصورات عن أخرها !!!

 لم تبق تلك النظرية طويلا على الساحة العلمية إذ سقطت سقطة مدوية بدفعة من دراسة حديثة أجراها “روتشيلد”، قارن فيها ما بين معدل حدوث مرض السرطان فى حيوانات العصر الحالى و معدل حدوثه فى العينات الـ 700 التى أجرى عليها دراسته السابقة و كانت النتيجة أن معدل الحدوث واحد تقريبا و لم يختلف من ملايين السنين عن الآن.(3)

  -فى وقت ما منذ ما يقرب من 2250 عام عانى مصرى قديم فى عصر البطالمة نطلق على موميائه اليوم إسم “M1” ، من  مرض مجهول صاحبه ألم شديد فى إسفل الظهر.و مع إنتشار مرضه فى مناطق إخرى من جسده ، اضحت حركته صعبة و مضنية. و بعد وفاته البطيئة متدثرا فى آلامه ، سارع أهله بدفع تكلفة تحنيطه بالرغم من أنه ليس من طبقة الصفوة أو الأغنياء إلا أنهم قد ارتؤوا تجهيزه لكى يبعث في حياة أخرى رغدة سعيدة يعوض فيها ما عاناه فى الدنيا من آلام مريرة.

 أما الرغد و السعادة فقد كانا من نصيب الفريق البحثي القائم على مومياء “M1″، و بعد قرون طويلة مرت على تحنيطه يرسلون بتحياتهم إلى ذويه فى “العالم الآخر” فلولا اتخاذهم قرار تحنيط “M1” لم يكن الباحثون ليتعرفوا على أقدم حالة من سرطان البروستاتا فى مصر القديمة و ثانى أقدم حالة فى التاريخ. سعادة الفريق البحثى كانت لأن إكتشافهم هذا بمثابة الضربة القاضية لدحض النظرية القائلة بأن مرض السرطان من صنع الإنسان الحديث و ما في ذلك من إلقاء باللوم على الثورة الصناعية و تبعاتها .(4)

الحضارات القديمة لم تكن متطورة بالشكل الكافى فى مجال إكتشاف و علاج الأمراض فكان متوسط حياة الفرد آنذاك لا يتعدى 40-50 عام. بالتالي لم يكن مرض السرطان سمة ظاهرة ، حيث أن السرطان مرض مرتبط بالتقدم فى العمر لأن الوقت عامل رئيسى يحتاجه المرض لكى يتكاثر و يثبت دعائمه فى جسم الإنسان لذلك يزداد حدوثه فيما بعد الـ 50 من العمر مع إمكانية حدوثه لمن هم دون هذا السن بالطبع. قُدر عمر مومياء المصرى القديم “M1” عند وفاته بنحو 51 إلى 60 ، لذا فهو قد نجى من الموت فى سن صغيرة لكنه كبر في السن ليواجه الموت بالسرطان. فإذا كانت الفرصة سانحة للإنسان القديم أن يعيش لفترات أطول ، فإن معدل إصابته بمرض السرطان سوف تكون مساوية لقرينه الإنسان الحديث.

إن مرض السرطان قديم قدم الزمان و اكتشاف إصابة مومياء “M1” بسرطان البروستاتا كان بفضل جهاز المسح المقطعي الجديد البالغ الدقة الذى لم يستخدم قبل سنة 2005 ، و هو قادر على كشف أورام بقطر أقل من 1 مليمتر و هذه التقنية لم تكن متوفرة  لعلماء الأمراض القديمة الذين فاتهم اكتشاف الأورام فى المومياوات و بقايا الديناصورات بالرغم من وجودها تحت أنوفهم مباشرة و فى ذلك دحض علمي و مباشر للقائل بأن السرطان مرض حديث من صنع البشر.(4)

-كما اعتدنا وجود الفراعنة فى اى حديث ، فلا يمكنك أن تتحدث عن التاريخ دون أن تذكرهم وخاصة فى الانجازات التى قدموها فى عصرهم المتأخر ومدى إلمامهم بكل العلوم واهمهم الطب وتعلم منهم اليونانيون وتأثروا بتفكيرهم وذلك كما وصف المؤرخ الكبير هيرودوت . لم يستخدم المصريون القدماء كلمة سرطان لكنهم وصفوا حالة يمكن تشخيصها كورم في الثدي وذلك حوالي عام 3000 ق.م. وتم تسجيل هذا فى بردية عرفت باسم بردية إدوين سميث وتُتنسب تلك البرديه الى امحوتب -الطبيب المصري والمهندس المعماري – ، حيث وصفت البردية حالات أورام تم علاجها عن طريق الكي. ايضا فى برديه ايبرس حيث تُعد بردية “إيبرس” (1500 قبل الميلاد) كتابا متكاملا لأنواع الأورام المختلفة وايضا العديد من الامراض الاخرى مع العلاجات الممكنة والتي تتمثل في علاج ميكانيكي او يعتمد على السحر . (7) ,(8)

-نأتي الى حقبه تاريخيه اخرى:-

 فى هذا الوقت  تميز أبقراط المُلقب (بأبو الطب) حيث  كان أول من استخدم كلمتي Carcinos و Carcinoma لوصف الأورام، بعد أن رأى أن الورم ينتشر علي شكل زوائد تشبه الأصابع لتبدو مثل سرطان البحر. ثم جاء الطبيب الروماني سلزس Celsus ليستخدم الكلمة اللاتيني Cancer فيما بعد أضاف الطبيب اليوناني جالينوس كلمة oncos التي تعني ورم باليونانية. حتي اليوم مازال وصف أبقراط للسرطان ساريا بينما صارت الكلمة التي استخدمها جالينوس جزءا لا يتجزأ من اسم أطباء الأورام oncologists

(5)

اعتقد أبقراط أن الجسم يحتوي علي أربعة أنواع من الأخلاط (سوائل الجسم) : الدم والبلغم والعصارة الصفراوية الصفراء والعصارة الصفراوية السوداء. إذا كانت هذه الأخلاط متوازنة، كان الإنسان سليما، أما إذا اضطربت النسب ، أصيب الشخص بالمرض. لم يكتف أبقراط بتطبيق نظريته علي الأمراض العضوية ، لكن فسر الأمراض النفسية كذلك باضطراب الأخلاط

وطبقا لنظرية أبقراط فإن زيادة نسبة العصارة الصفراوية السوداء في الجسم يمكن أن تسبب السرطان. بقيت هذه النظرية صامدة لمدة تصل إلي 1300 سنة نظرا لقبولها وتدريسها من قبل الطبيب الشهير جالينوس والأطباء من بعده . في الوقت ذاته كان التشريح محظورا لأسباب دينية مما حد من تقدم المعرفة الطبية

إحدى النظريات التي حلت محل نظرية الأخلاط كسبب للإصابة بالسرطان، كانت نظرية “الليمف” حيث رجح أصحاب النظرية أن السرطان ينتج عن تخمر و تحلل الأوعية الليمفاوية ومن ثما انتقالها إلي الدم لتنتشر في الجسم. ويعرف الليمف بالسائل  الذي يتكون في السائل البيني بين الأنسجة ويعمل علي نقل الفضلات والبكتيريا للتخلص منها (6).

في القرن السادس عشر لاحظ أطباء هولنديون أن بعض السيدات من أفراد أسرة واحدة قد أصبن بسرطان الثدي. فسر هؤلاء الأطباء هذه الملاحظة بأن السرطان مرض معدي. انتشرت النظرية حتي صار الناس يخشون من مرضي السرطان. نتيجة لهذا الاعتقاد اضطر مستشفى السرطان في فرنسا للانتقال من المدينة في عام 1779 لأن الناس كانوا يخافون العدوي. برغم معرفتنا اليوم أن السرطان في حد ذاته ليس معديا، لكننا نعلم كذلك أن أنواعا معينة من الفيروسات معينة والبكتيريا والطفيليات يمكن أن تزيد من خطر إصابة الشخص ببعض أنواع السرطان (5)

يعرف الأطباء عالم الباثولوجي الألماني الشهير “رودلف فيركو” خاصة حين تذكر عقدة فيركو Virchow node التي تظهر في المصابين بسرطان الجهاز الهضمي وكذلك ثلاثية فيركو Virchow triad المرتبطة بجلطات الأوردة.

لم يكتف فيركو بهذه الإنجازات ، لكنه وضع نظريته الخاصة لحدوث السرطان، كان أستاذه قد توصل إلي أن السرطان يتكون من خلايا حية وليس له علاقة بالليمف، لكنه ظن أن الخلايا التي تكون السرطان نوعية خاصة مختلفة من الخلايا، بعده جاء فيركو ليؤكد أن الخلايا السرطانية هي خلايا عادية لكن أصابتها بعض التغيرات، وأن هذه التغيرات تحدث نتيجة تهيج أو التهاب مزمن يصيب هذه الخلايا. لكنه كان يعتقد أن السرطان يتنشر علي شكل سائل وهو ما ثبت خطؤه فيما بعد(6)

بفضل تطور التكنولوجيا وتوسع المفهوم الجينى وفهم ماهية الخليه والدقه فى تركيبها والتوصل الى الجينات الوراثيه وجهود العالمين واطسون وكريك فى تصور الشكل النموذجى لجزىء الدى ان ايه بل والتوصل لتركيبه من هنا ظهرت نوابض جديده وحقائق مذهله بدات الخيوط المُعقد المتاشبكه فى التحلل وبدات الاستره تُزاح لتظهر معلومات جديه عن السرطان واضحه متجليه لا شك فيها … فى عصرنا هذا بدأ العلماء فى ملاحقة الامراض والكشف عن علاج لكل واحد منها وكان السرطان من اهم تلك الامراض وذلك لخطورته العاليه وتزايد نسب المصابين به بل وتعدد انواعه ومن خلال لمحتنا التاريخيه عن السرطان فى الحلقه الاولى نحدثكم فى الحلقه الثانيه عن مسببات السرطان وماهيته نُظهر لكم مزيد من الحقائق حوله لنتمكن من محاربته وفهمه بصوره علميه غير زائفه او مُحاطه بهوج العلاج الزائف لمن عُلقت اذهانهم بعلاج.

انتظرونا …

 http://goo.gl/0vD3Xq

http://goo.gl/fwQgqH

http://goo.gl/ukhLf0

http://goo.gl/M096MZ

http://goo.gl/3HZQMm

http://goo.gl/54MVRU

http://goo.gl/ZzCtVO

http://goo.gl/fIM3ep

DrMerhan Maged-اعداد:

الباحثون المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي