سلسلة الفشل الكلوي – (4)الفشل الكلوي المزمن

سلسلة_الفشل_الكلوي_-_4

|صورة (1) العوامل المؤدية للإصابة بمرض الفشل الكلوش المُزمن

الفشل الكلوي المُزمن

من المعروف طبيًا أنه كلما تمكنّا من اكتشاف المرض مُبكرًا والشروع في العلاج؛ كلما كانت فرصة النجاة من المرض بأقل الخسائر موجودة؛ كذلك هو الحال مع الفشل الكلوي. تحدثنا في الأجزاء السابقة من السلسلة عن الفشل الكُلوي، أسبابه وبعض الأرقام المُتعلقة به وأخيرًا علاجه، سنتناول في هذا الجزء كل ما هو مُتعلق بالمرحلة المُتطورة من الفشل الكلوي، وهي مرحلة «الفشل الكلوي المُزمن – Chronic renal failure»، وهي المرحلة الأشد خطورة والتي قد تُودِي بالحياة.

أرقام وحقائق:

نتيجة للاهمال الطبي؛ عدد مرضى الفشل الكلوي الذين يصلون للمرحلة الأخيرة في تزايدٍ مستمر عالميًا، ويُعتبر مرض السُكري ومرض اِرتفاع ضغط الدم هما السببان الأكثر شيوعًا للوصول لتلك المرحلة، بينما تُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية الأكثر تسبُبًا في الوفاة (1). أشارت بعض الإحصائيات في الفترة ما بين 1980-2001 إلى ارتفع معدل الإصابة بمرض الفشل الكلوي في مراحله الأخيرة بشكل مطرد حتى استقر المعدل في السنوات المتتالية عند 800 شحص مُصاب من بين كل مليون نسمة، وتعتبر الهند من أكثر البلدان اصابةً بالمرض حيث يبلغ عدد مصابيها حوالي العشرين ألف لكل مليون نسمة.

في الولايات المُتحدة الأمريكية يُعد الفشل الكلوي المزمن هو تاسع الأسباب المؤدية للوفاة، وطبقا لما ذكره المعهد الوطني للوقاية من الأمراض، فإن معدل الإصابة بالفشل الكلوي المزمن  لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 64 عامًا في الولايات المتحدة ارتفع قليلا فقط من 2000 إلى 2008، ولا يزال أقل من 0.5 في المائة. (2)

لكن على النقيض من ذلك، تضاعفت نسبة الإصابة لدى الأشخاص البالغين من العمر 65 عاما أو أكثر بين عامي 2000 و 2008، من حوالي 1.8٪ إلى حوالي 4.3% خلال تلك الفترة فقط، وقبل عام 2001 كانت النسبة المئوية للمرضى الأكبر سنًا من منتصف الستينات كانت أكثر القطاعات نموًا سريعًا من السكان بعد أن زادت من 5٪ إلى 37٪.

ما هو الفشل الكلوي المُزمن؟!

الفشل الكلوي المزمن عبارة عن فقدان تدريجي- على مدار خمس مراحل-  لقدرة الكلية على أداء وظائفها المُختلفة على المدى البعيد، والذي بدوره يؤدي إلى تراكم الكثير من المُخلفات كاليوريا (المركبات النيتروجينية) وغيرها في الدم؛ مُسببةً الكثير من أمراض الدم: كالأنيميا (فقر الدم) وارتفاع ضغط الدم، وأيضًا تُسبب ضعف العظام وتلف الأعصاب، وتزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (3,4).

وهناك تعريف آخر للفشل الكُلوي المزمن، وهو أن يكون «مُعدل الترشيح الكُبيبي- Glomerular filtration rate» أقل من 60 مللي في الدقيقة الواحدة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر أو أكثر.

ما هي أعراض الفشل الكلوي المُزمن؟! (3,4,5)

نتيجة للفقدان التدريجي لوظائف الكلية، يُمكننا ملاحظة الكثير من الأعراض التي قد تظهر على المريض مثل:

  • الميل المُستمر للقيء والغثيان
  • فُقدان الشهية
  • الإرهاق المُستمر
  • الكثير من المشاكل المُتعلقة بالنوم
  • انخفاض في القدرة العقلية والتفكير
  • تورم الكاحلين والقدم
  • استمرار الكحة لفتراتٍ طويلة
  • عدم انتظام معدلات البول التي يُخرجها الجسم في اليوم
  • ضيق في التنفس (في حالة تراكمت السوائل في الصدر)
  • ألم في الصدر
  • ارتفاع ضغط الدم
  • رائحة النفس الكريهة
  • تقلصات العضلات
  • وغز في أصابع اليد والقدم

ما هي العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكُلوي المُزمن؟! (4,5)

هناك العديد من العوامل التي تؤدي لزيادة الفرص المُحتملة للإصابة بالفشل المزمن، من بين تلك العوامل:

  • التدخين
  • ارتفاع ضغط الدم
  • السِمنة
  • مرض السكري
  • التاريخ العائلي (إذا كان أحد الأقارب أُصيب بالفشل الكلوي)
  • كِبر السن
  • أمراض القلب والأوعية الدموية
  • الأصول العرقية (تزداد فرص الإصابة عند الأمريكيين من أصولٍ أفريقية)
  • خلل في بناء وتركيب الكلية
صورة (1) العوامل المؤدية للإصابة بمرض الفشل الكلوش المُزمن
صورة (1) العوامل المؤدية للإصابة بمرض الفشل الكلوش المُزمن

هل للفشل الكلوي المزمن مضاعفات؟! (4)

بالتأكيد توجد العديد من المُضاعفات التي قد يؤدي بعضها إلى الوفاة، الفشل الكلوي المزمن يؤثر في أغلب أعضاء الجسم مما يجعل المُضاعفات في غاية الخطورة، من تلك المُضاعفات:

  • ضعف العظام مما يجعلها عرضة للكسر بسهولة
  • تورم الذراعين والساقين نتيجة لتراكم السوائل
  • فرط بوتاسيوم الدم (زيادة نسبة البوتاسيوم في الدم والتي بدورها تُضعِف من أداء القلب)
  • فقر الدم
  • انخفاض الخصوبة، وضعف انتصاب العضو الذكري
  • انخفاض الإستجابة المناعية مما يجعل الشخص مُعرض أكثر للأنواع المُختلفة من العدوى
  • التهاب التامور (التامور: هو غشاء يحيط بالقلب لحمايته)
  • مشاكل خطيرة للحوامل تؤثر على صحتهم وصحة الأجنة
  • أمراض في الجهاز العصبي المركزي كصعوبة التركيز

مراحل الفشل الكلوي المزمن:  (1,2)

للفشل الكلوي عدة مراحل، وكُلٌ منها يختلف من حيث الخطورة وخُطة العلاج، ويحدد الخمس مراحل المختلفة من الفشل الكلوي «مُعدل الترشيح الكُبيبي- Glomerular filtration rate».

  • المرحلة الأولى: لا تُعتبر مؤشر على المرض، وفيها يكون معدل الترشيح الكبيبي 90 مللي في الدقيقة أو أكثر، وهناك مراجع عدة تعتبر هذه المرحلة هي الحالة الطبيعية للكلية، ففي بعض الأوقات يصل المعدل لحوالي 100 مللي في الدقيقة.
  • المرحلة الثانية: هي المرحلة التمهيدية للمرض أو بداية مراحل المرض الفعلية، وفيها يقل معدل الترشيح الكبيبي بنسبة تتراوح ما بين 89 إلى 60 مللي في الدقيقة.
  • المرحلة الثالثة: وتنقسم إلى مرحلتين (A,B)، وهي المرحلة الوسطى للمرض، وفيها يقل معدل الترشيح الكبيبي بنسبة تتراوح ما بين 59 إلى 45 في الدقيقة في المرحلة الفرعية A؛ بينما في المرحلة الفرعية B تكون النسبة ما بين 44 إلى 30 في الدقيقة.
  • المرحلة الرابعة: وفيها يقل معدل الترشيح الكبيبي بشكلٍ حاد ليتراوح ما بين 29 إلى 15 مللي في الدقيقة.
  • المرحلة الخامسة: وهي المرحلة الأخطر والتي يصاب فيها الشخص بالمرض، ويقل معدل الترشيح الكبيبي ليصل إلى نسبة تقل عن 15 مللي في الدقيقة.

أسباب الفشل الكلوي المزمن(2,3,4)

للفشل الكلوي المزمن أسباب كثيرة تؤدي إلى تدهور حالة الكلية واخلال عام بوظائفها، من تلك الأسباب:

  • مرض الكلى السكري
  • ارتفاع ضغط الدم
  • التهاب كُبيبات الكلى- Glomerulonephritis
  • مرض الكلى متعدد الكيسات – Polycystic kidney disease
  • انسداد المسالك البولية
  • تكرار الإصابة بأمراض الكلى
  • العيوب الخِلقية سواء في المثانة أو الكلى
  • التهاب الكلي الخلالي- interstitial nephritis (التهاب أنابيب الكلى)
  • التهاب الكلى الحاد غير المُكتشَف

تشخيص الفشل الكلوي المزمن: (4)

كخطوة أولى من أجل تشخيص المرض يّشرع الطبيب في أسئلة حول تاريخك العائلي المرضي، وأسئلة حول إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية كارتفاع ضغط الدم أو لا، ويسألك أيضًا حول الأدوية التي تتناولها لعلاج أمراضٍ أخرى فرُبما أحد تلك الأدوية هو سبب الإصابة.

بعد التشخيص المبدئي للحالة، يتم اجراء الكثير من التحاليل والإختبارات للتأكد من الإصابة بالفشل الكلوي من عدمه، من بين تلك الإختبارات:

  1. تحاليل الدم: كتحليل وظائف الكلى، والهدف منها هو معرفة مستويات بعد النواتج كاليوريا، والكيرياتينين في الدم.
  2. تحاليل البول: تحليل عينة من البول يُساهم في معرفة سبب المرض، وما إذا كان هناك أي شيء غير طبيعي.
  3. الأشعة: يعتمد الطبيب هنا على التقاط صورة للعضو (الكلى) بالموجات فوق الصوتية لمعرفة ما إذا كان الشكل والحجم كما هو مُفترض أم هناك تغيرُات، ويتم الإستعانة أيضًا ببعض الأشعة الأخرى.
  4. أخذ عينة أو خزعة من النسيج الكلوي لتحليلها: أحيانًا يُوصِي الطبيب بأخذ عينة من الكلية نفسها، ويتم ذلك بإستخدام إبرة طويلة بعد تخدير المريض، ويتم استئصال جزء صغير يُرسل فيما بعد إلى المُختبر لإجراء مزيد من التحاليل والإختبارات عليه للمساعدة في تقييم حالة الكلى، ومعرفة سبب المشكلة إن وُجِد.

إعداد: علي صلاح

مراجعة: نسمة المحمدي – محمود أحمد

تحرير: أحمد شلبي

المصادر:

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي