سلسلة الفشل الكلوي – (5) مصر Vs الفشل الكلوي

سلسلة_الفشل_الكلوي_-_5

||

«معدة المصريين تهضم الزلط» مثل مصري شهير يصف قوة المصريين وتحمل أجسامهم لأي طعام أو شراب دون أي تأثر، لكن هل هذا صحيح؟ أثبتت الإحصائيات الأخيرة عدم صحة  تلك المقولة بالمرة؛ في ظل اِنتشار عشرات الأمراض المميتة بالمجتمع المصري في الفترة الأخيرة وعلى رأسها السرطان، والتليف الكبدى، والفشل الكلوى. يعد مرض الفشل الكلوى واحد من أكثر الأمراض انِتشارا في مجتمعنا، وذلك بالتزامن مع زيادة تلوث المياه بمخلفات المصانع والحيوانات، وعدم تنقيتها بصورة صحيحة فى بعض المحافظات النائية، بالإضافة لوجود العديد من العادات الخاطئة كشرب كميات قليلة من المياه التي لا تكفي حاجة الجسد ابدًا.

معدلات الإصابة في مصر:

اِنتشر مرض الفشل الكلوى المزمن حول العالم في السنوات الأخيرة بمعدل يصل إلى 13-15% من إجمالي نسبة سكان العالم [1]، وذلك بالتزامن مع زيادة نسب الإصابة العالمية بداء السكري، واِرتفاع ضغط الدم. وفقًا ل «مركز مكافحة الأمراض واتقائها – Centers For Disease Control and Prevention» فإن الفشل الكلوي يحتل المركز السابع  في القائمة التي تضم أكثر عشرة أمراض قد تؤدي  إلى الوفاة في مصر، وذلك بعد أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان (1, 3).

ترتفع نسب الإصابة بالمراحل النهائية من الفشل الكلوى (ESRD)  في مصر بشكل كبير،  حيث تقدر معدلات الإصابة سنويًا ب74 شخص لكل  مليون نسمة، والعدد الكلي للمرض الذين يخضعون للغسيل الكلوى بمصر هو 264 شخص لكل المليون نسمة. ولا يزال معدل انتشار هذا المرض فى اِرتفاع في معظم دول العالم مثل اليابان والولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الاوروبي (1, 2) . أوضحت إحدى الدراسات أن أكثر من 50% من المرضى يقعوا فى الفئة العمرية من 20-50 عامًا (2)، كما أن ربات البيوت والعاطلين عن العمل هما أكثر فئتين معرضتين للمرض مقارنة بالموظفين (1,3).

شكل توضيحي رقم (1) يوضح نسب حدوث الإصابة في الفئات العمرية المختلفة
شكل توضيحي رقم (1) يوضح نسب حدوث الإصابة في الفئات العمرية المختلفة
شكل توضيحي رقم (2) يوضح نسب حدوث الإصابة بين الفئات العاملة والغير عاملة
شكل توضيحي رقم (2) يوضح نسب حدوث الإصابة بين الفئات العاملة والغير عاملة

تزداد معدلات الإصابة بالمراحل المتأخرة من الفشل الكلوى بمناطق مختلفة في مصر وذلك مع  مرور الوقت. وبالرغم من أن المعدلات المذكورة فى السجلات أقل بكثير من المعدلات الموجودة على أرض الواقع إلا أنها فى كلا الحالتين معدلات مرتفعة نسبيًا. إن العلاج بالغسيل الكلوي متاح الأن بأغلب المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة -لكن- لا زالت تكاليف الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى عائقًا أمام أغلب مرضى المراحل المتأخرة من الفشل الكلوي بمصر. لقد أصبح من الضروري تحويل الطب العلاجى إلى طب وقائى تقليلا للتكاليف. تخطط  وزارة الصحة المصرية حاليًا فكرة إنشاء برنامج للكشف المبكر عن مرض الفشل الكلوي المزمن والوقاية منه. (2)

 الفشل الكلوي والطفولة:

أما الأطفال فلم ينجوا أيضا من مرض الفشل الكلوي المزمن، فبحسب التقارير القليلة المتاحة عن أسباب اِنتشار مرض الفشل الكلوى المزمن بين الأطفال المصريين، وبعد مراجعة سجلات المستشفيات والعيادات الخارجية ووحدات الغسيل الكلوي في أكثر من 11 جامعة خلال عامين تمت على (1018) مريض مصري، تبين أن 56.7% ممن يعانون من مرض الفشل الكلوي المزمن بمتوسط معدل ترسيب يصل إلي 12.5 مل/دقيقة/1.73 م2، هم من  الذكورًا، كما أن متوسط أعمار المصابين كانت بين 1 – 19 عام (4). للأسف فإن تلك التقارير أوضحت أيضا أن هؤلاء المرضى كانوا بالمراحل المتأخرة من المرضى، حيث وجدنا أن الأطفال المصابين فى المرحلة الاولى والثانية يمثلون 4.4% فقط من إجمالي عدد المصابين، بينما مرضى المرحلة الثالثة، والرابعة، والخامسة يمثلوا 19.7% و18.3% و57.6% على التوالي .

 أما عن أكثر أسباب حدوث الفشل الكلوى المزمن  لدى الأطفال ، فنجد أن الاعتلال البولي الانسدادي يقع في المركز الأول بنسبة 21.7%، يليه مرض التهاب كبيبات الكلى بنسبة 15.3%، ثم عدوى المسالك البولية بنسبة 14.6%، ثم العيوب التكوينية عند الولادة بنسبة 9.8%، تليها الأمراض الوراثية والأمراض المتعلقة بالأيض بنسبة 6.8%، بالإضافة لوجود بعض اللأسباب الأخرى المجهولة، والتي تمثل 20.6% من إجمالي نسب الإصابة (4).

نحب أن ننوه في نهاية هذا المقال بضرورة تغيير نمط الحياة التقليدي، والبدأ في عمل الفحوصات والتحاليل اللازمة بصورة دورية؛ وذلك من أجل حياة صحية خالية من الأمراض. كما نحب أن نوضح أهمية  استخدام أجهزة ترشيح وتنقية المياه المنزلية، والتدقيق فى مصادر الأغذية التى تتناولها أسرتك، بالإضافة إلى مراجعة الجرعات الدوائية مع الطبيب المختص أو الصيدلي بشكل عام، كما نحب أن نوضح ضرورة شرب كميات جيدة من المياه النقية يوميًا.


 

إعداد: الاء محمد

مراجعة علمية: محمد جاداللهمحمود أحمد

مراجعة لغوية: محمود أحمد

تحرير: أحمد شلبي

 

المصادر:

1-El-Arbagy. Study of prevalence of end-stage renal disease in Assiut governorate, upper Egypt [Internet]. [cited 2017 Aug 23]. Available from: http://www.mmj.eg.net/article.asp?issn=1110-2098;year=2016;volume=29;issue=2;spage=222;epage=227;aulast=El-Arbagy
2-The growing burden of end-stage renal disease in Egypt. – PubMed – NCBI [Internet]. [cited 2017 Aug 23]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/22260432

3- Centers for Disease Control and Prevention. Global Health – Egypt. 2013; https://www.cdc.gov/globalhealth/countries/egypt/ Accessed August 23, 2017.

4-Safouh H, Fadel F, Essam R, Salah A, Bekhet A. Causes of chronic kidney disease in Egyptian children. Saudi Journal of Kidney Diseases and Transplantation [Internet]. 2015 7–1 [cited 2017 Aug 23];26(4):806. Available from: http://www.sjkdt.org/article.asp?issn=13192442;year=2015;volume=26;issue=4;spage=806;epage=809;aulast=Safouh;type=0

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي