«عزيز نيسين».. مُخرج البسمة من قلب الظلام

عزيز-نيسين

عزيز نيسين|||||

 

عندما نتحدث عن الكوميديا الساخرة في الأدب التُركي، فإن أول ما يخطر في البال هو (محمد نصرت نيسين – Mehmet Nusret Nesin) أو دعنا نقول -كما هو معروف للكثيرين- «عزيز نيسين»، أشهر كاتب تركي يتحدث عن الواقع وتفاصيله بكوميديا ساخرة بائسة، تقرأ أعماله فلا تستطيع تمالك نفسك من الضحك، لكنك في الوقت نفسه تستشعر الواقع المرير بين جوانب الحديث. كيف فعل ذلك؟ كيف يجعل «عزيز نيسين» القارئ يشعر بشعورين مختلفين في نفس الوقت؟! لم تعرف، أليس كذلك! إذن دعنا نبدأ.

عزيز نيسين.. الطفولة والميلاد

«محمد نُصرت نيسين» من مواليد «تُركيا»، وُلد  في 20 ديسمبر عام 1915 في جزيرة بالقرب من مدينة إسطنبول، تقع في بحر مرمرة، لعائلة فقيرة، يقولُ عن ولادته:

 

«لَم يكُن لدي أدنى خيار عندما وُلدت في أكثر الأيام ناريّة ورُبما أكثرها دموية. فالتوقيت كان غير مناسب أبدًا ، حيثُ اندلعت الحرب العالمية الأولى في عام مولدي أيّ 1915. ولسخرية الأقدار أن جاءت ولادتي في مكانِ غير مناسب أيضًا، وذلك على جزيرةِ “Heybeli” التي تقبع بعيدة عن شاطئ اسطنبول والتي كانت المصيف المميز لسكان تركيا الأثرياء».

 

«وبطبيعة الحال الأغنياء لا يَستطيعونَ العيش بدون فقراء، فكَان هذا الاحتياج سببًا عظيمًا كي أعيش وعائلتي على هذه الجزيرة».

 

كانت علاقته بوالده متوترة قليلًا بسبب اختلاف وجهات النظر فـ «عزيز نيسين» يُريد أن يصبح كاتبًا ووالده يُريده عسكريًا ليضمن وظيفته، ويستمرُ الخلاف إلى حين تحقيق كلٍ منهم لرغبته، إلا أنه كان شديد القرب من والدته، كان يُلاحقها في كل شيء، تعلم منها الكثير والكثير لذلك كانت أغلب كتابته تتمحور حولها، كان يراها هالته الملائكية، ملاك من السماء ليس كباقي البشر، وصل حبه لها لدرجة التقديس، فيقولُ عنها:

«أنتِ الأجمل من بين كل الأمهاتِ
أنتِ الأجمل من بين أجمل الأمهاتِ
في الثالثة عشر كان زواجُكِ
في الخامسة عشر كانت أمومتُكِ
في السادسة والعشرين جاءت منيتُكِ
هكذا قبل أن تعيشي
كم أدينُ إليكِ بهذا القلبِ المليء بالحب
فأنا لا أملكُ حتى صورتَكِ
كانت خطيئةً أن تكون لكِ صورةٌ فوتوغرافية
لم تشاهدي الأفلامَ ولا المسرحياتِ
ولم تشهدي الكهرباءَ ولا الغازَ ولا الموقدَ الكهربائي
ولم توجد أغراضُ البيتِ ومستلزماتُه لديكِ
لم تسبحي في البحرِ يومًا
لم تستطيعي القراءةَ ولا الكتابة
ولكن من وراءِ حجابٍ أسوَد
كانت عيناكِ الجميلتان تنظريْن إلى العالم
أتتكِ المنيَّةُ وأنتِ في السادسةِ والعشرين، قبل أن تعيشي
من هُنا أقولُ: لن تموت الأمهاتُ قبل أن يعشن
هذا ما كان عليه الأمر أما الآن فهذا ما يصيرُ إليهِ الأمر»

ارتباط «عزيز نيسين» الوثيق بوالدته كان له أثرٌ كبيرٌ في كتاباتِه، ونضاله نحو مُحاولة تغيير الواقع، وتحسين مصير السيدات اللاتي يعشن نفس حياة والدته الراحلة، التي باغتتها المنيَّة قبل أن تعيشَ حياتها، قبل أن تستمتع وتُجرب كل ما في الحياة، قبل أن تُمنح الحق في أن تكون مماثلة تمامًا لحقوق الرجل؛ لذلك أخذ «عزيز نيسين» على عاتقه مسؤولية كل الأمهات، بل بمعنى أصح كل النساء التُركيات، وحاول في كتاباته السخرية من الواقع المرير الذي يُهمل حقوقَهن، لكن هذا لم يجلب له أي شيء سوى المتاعب.

 

«لكم تمنيت لو أعطي مقابل كلِ قطعةٍ واحدةٍ من تلكَ القطعِ التي طرَّزتها يدا أمي, كلَّ كتبي وكلَّ ما سأكتُبه».

 

عزيز نيسين.. صراع التعليم والكتابة

تعلَّم «عزيز نيسين» تعليمًا عسكريًا منذُ الإعدادية وحتى تخرجه من الجامعة، إلا أنَّه قرر ألا يكون شخصيةً رأسمالية عسكرية مثله كباقي الأفراد في زمانه؛ لذلك منذ سن العاشرة واتخذ قراره بأن يكونَ كاتبًا، حتى وإن خلَت كل عائلته من أي شخص يقرأ أو يكتب، فيقول:

 

«دَخلتُ المدرسة بشغف، وحلم جارف لقلمِ يكون في متناول يدي، إلاّ أنني وجدتهم يَدْفعونَ ببندقيةٍ في يَديَّ بدلًا من القلم».

 

ظن «عزيز نيسين» وهو فتى في العاشرة من عمره أنه يستطيع إقناع والده بالتخلي عن فكرة التعليم العسكري لضمان وظيفة ومُرتب ثابت، أراد أن يُثبت له حبَّه بل عشقَه الشديد للكتابةِ والتدوين، لكن هيهات لذلك، فقد اختار الوالد مستقبلًا عسكريًا، ظن في رأيه أنه أكثر ضمانًا لابنه.

 

كان عِناد «عزيز نيسين» أقوى من قرار والده، فبالرغم من أنه دخل إلى مدرسةٍ عسكريةٍ إلا أنه لم يتخل عن حُلمِه في الكتابة فيقول:

 

«أثناء سنوات عمري الأولى، لم أستطع فعل ما أُريد، وبالمقابل لم أحب ما أعْمل، فقد أردتُ وحلمتُ بأَنْ أكون كاتبًا، إلاّ أنني وجدتُ نفسي جنديًا. ففي ذَلِك الوَقت كان الأطفال تُعساء سيئي الحظ ولا يُمكن لهم دراسة معنى الحُريَّة في مدارس عسكريةَ».

 

ظهور قانون اللقب في تركيا

ظهر في «تركيا» عام 1933 قانون الألقاب الذي ينصُ على: «من حق كل مواطن تُركي اختيار لقب أخير لنفسه». يقولُ «عزيز نيسين» عن هذا:

«ومن خلال هذا القانون اتضح مكنون النفوس الوضيعة فأصبح أشد الناس بُخلًا معروفًا بـ «الكريم»، وأكثر الجبناء اتخذوا لقب «الشجعان»، وأشد الناس كسلًا منحوا أنفسهم لقب «دؤوب». أمّا المُثير للمرارة فقد كان في اختيار أحد مُعلمينا لقبَ «بارع» وهو بالكاد يستطيع توقيع اسمه تحت ذيل رسالته».

 

«لقد أصبح هذا القانون هديةً للتمييز العُنصري الذي انتشر بين الناس من خلال خليط من الألقابِ، التي فقط جعلت منهم أتراك».

 

«دومًا كنت أحل بالمرتبة الأخيرة في أيّ نوع من أنواع الصراعات، فكيف إذن بالألقاب! فقد تخلفتُ أيضًا في معركة الألقاب اللطيفة ولم يتبقى لي أي لقب يُمكنني الزهو والفخر به. لذا اتخذت اسمَ “Nesin” أي «هذا صحيح»، رُبما كان بِدافع التأمُل والتفكير في مسألة ذاتي ما إذا كان هذا صحيحًا!»

بدايات كتابة المسرحية

«فأنا منذُ طفولتي رَغبتُ أنْ أكونَ كاتبًا مسرحيًا. أما في الجيشِ حيثُ كنت أحد مُشاةِ سلاحِ الفرسان ضمن كتيبة الدبابات والمدفعيةِ، تعين عليّ البحث عن مخرج عسكري، فبدأت الكتابة المسرحية في سنة 1944».

 

بداية معرفتي بـ«عزيز نيسين» والأدب الساخر كانت من خلال مسرحية (أنت لست جارا – Sen Gara Değilsin).وهي مسرحية من فصل واحد.

يبدأ المشهد الأول من المسرحية بوجود احتفال كبير بمناسبة إزاحة الستار عن تمثال «جارا» وهو أحد أبناء بلدة «يونتابور»، كُتِبَ على قاعدة التمثال: «البطلُ جارا الذي مات ولكنه يعيشُ في قلوبنا».

 

يُلقي أحد أصدقاء جارا -وهو في الوقت نفسه رئيس بلدية «يونتابور»- خُطبة حزنًا على وفاته، متحدثًا عن شجاعته وجسارته أثناء قتال العدو في الحرب، موضحًا إنجازاته العظيمة التي لم يفعلها أي شخص قبله، ولن يفعلها أحد والتي تجعل «جارا» بطلًا فريدًا من نوعه، تستمر الخطبة إلى أن يتحمس الجمهور ويتعاطف مع «جارا» ويقتنع تمام الاقتناع أن «جارا» كان مُنقذهم وسيظل بطلهم إلى أبد الآبدين.

 

ثم ينفرد «رئيس البلدية» مع صديقٍ له بعد انتهاء الاحتفال بـ «جارا» وتُزاح الغمامة التي ظللت عيوننا كقراء ومُشاهدين للمسرحية عن حقيقة «جارا»، لنكتشف أنه كان أشد الناس جُبنًا في «بلدية يونتابور» أو لنقل «جارابور» كما قرر أهل البلدية تسميتها نسبة لـ «جارا» البطل ــ المزيف ــ. لم يكن جارا بطلًا ولا قوي كما زعم «رئيس البلدية» أمام الناس بل كان هزيلًا ضعيفًا لا يملك من أمره شيء.

 

تتوالى الأحداث حتى يظهر «جارا» من جديد، ويتحدث إلى صديقه «رئيس البلدية» عن ما جرى له في الحرب ــ الحرب التي لم يُحارب فيها قط ــ، مع كل كلمة ينطق بها «جارا» يتضح لك كم هو جبان، أصبح بطلًا على حساب غيره، بضربة حظ لم يكن يتوقع حدوثها، أصبح بطلًا يُمجده الناس في «يونتابور».

 

مسرحية (أنت لست جارا – Sen Gara Değilsin) تُوضح النظام الحاكم الذي يُغيّب أعين الناس عن الحقيقة، الذي يجعل من مجرد شخص جبان، هزيل، ضعيف،سارق، لا قيمة له، بطلًا مقدام شجاع جسور، لا مثيل له، يحكي «رئيس البلدية» حكايتَه بصورة مُضللة للعقل، فيتعاطف الناس معه ويتخذونه قدوة وبطل وهو مجرد شخصٌ عادي لا ذنب له في خيالات الناس عنه وتوقعاتهم منه.

 

في نهاية المسحرية، يُحاول «جارا» المسكين إثبات هويته لـ «رئيس البلدية»، نعم هو يعترف أنه ليس بطل ولا شجاع ولا جسور، هو فقط «جارا» شخص عادي من بلدية «يونتابور»، لكن النظام هو النظام، سيفعل «رئيس البلدية» أي شيء ليحافظ على مركزه ونظام البلدية؛ لذلك قتل جارا بعدما يأس في اقناعه بأن يبتعد عن البلدية وذهب «جارا» المسكين ضحية نظام حاكم لم يكن يُريد أن يُصبح جزءًا منه.

 

«كل ما هنالك أنك تعطي لنفسك مكانةً زائفة، ومن يهتم بك أيها الأحمق؟ كم من أمثالك مرّوا في هذه الدنيا، هيا التفت إلى مصلحتك قليلًا».

أعتقد أن «عزيز نيسين» أخذ بنصيحته لنفسه وعمِل بها، لم ينشغل بالقضايا التي تُرفع عليه، ولا بعدد مرات دخوله السجن بسبب سخريته الواضحة في مؤلفاته من النظام الحاكم، وأن جميع قصصه بمجرد قراءتها يعرف القارئ إلى ماذا تشير على الفور. ولم ينفع معه الاسم المستعار، فمازال يُقبض عليه عند إصدار أي من مؤلفاته، ومن كثرة المطاردات السياسية لـ «عزيز نيسين» قد قرر تنظيم وقته وتحديد جدول أسبوعي لذلك:

  • الإثنين – استجواب في قضية نشر
  • الثلاثاء – تفتيش البيت
  • الأربعاء والخميس – جلسات محاكمة
  • الجمعة والسبت – استيفاء المحاضر
  • الأحد – إجازة

«أما بقية أيام الأسبوع فتخصص للكتابة. (يجب الاستمرار، لا يجوز ترك هذا الجمهور من الناس -الشرطة والمحققون ورؤساء النيابة والقضاة- عاطلون عن العمل، ليس لدي رغبة كبيرة في التفكير في الموت، لكنني أعتقد أنهم سيقولون عني بعد موتي: كان إنسانًا موهوبًا، يُجيدُ استعمالَ قلمه، ولولا كل هذه الاستدعاءات والتفتيشات والاستجوابات والمحاكمات لكان يُمكن أن يكونَ كاتبًا».

 

مفارقات مع استخدام الأسماء المستعارة

يحكي «عزيز نيسين» عن المفارقات التي حدثت عند استخدامه أسماء مستعارة، كل المتاعب والمطاردات السياسية تأتي له، أما عندما يتعلق الأمر بمكافأة وجائزة وتكريم، يذهب الأمر فورًا لغيره، لنقرأ كلامه معًا.

 

«العديد مِنْ المفارقات والفوضى حدثت بسبب هذه الأسماء المستعارة، على سبيل المثال، نَشرتُ كتاب «مناجاة الأطفال» تحت اسمِ “Oya Atesh” وهو اسم ابنتي التي كانت غافلة عن كتابة هذه المناجاة، المفارقة أنه قد تم إدراجها تقريبًا في كل مدرسة ابتدائية في تركيا، إضافة إلى جريدة مساء التسالي. “Oya Atesh” أُدرجَ اسمها كمؤلّفة في Bibliographie ضمن الكاتباتِ التُركياتِ والذي تم نشره لاحقًا».

 

«من المُفارقات الأخرى تلك القصّةُ التي كتبتُها وتمّ نشرها في مجلة تحت اسمٍ فرنسي مستعار، أُدرجت ضمن مُختارات أدبية من المرح العالمي كمثال للأدب الساخر الفرنسي. واحدة من قصصي الأخرى نشرتها باسم مُبدع صيني، نشرتها مجلة على كونها ترجمة مِنْ الأدب الصيني».

 

بدايات عزيز نيسين مع الأدب الساخر

دعنا نقول أن «عزيز نيسين» مُحبٌ للكتابةِ منذُ الصغر هذا مُتفقٌ عليه، لكن معرفته بالأدب الساخر لدرجة أن يصبح من أشهر الكُتاب الأتراك، بل أشهر الكتاب عالميًا في فن الأدب هو محض صدفة! لم تصدق، أليس كذلك؟ إذن دعنا نقرأ كلامه عن هذا:

 

«يومًا ما أخذت قصة كنتُ قد كتبتها عن طفولتي، كان حُلمي دفع الناس للبكاء. ذهبتُ إلى رئيس تحرير إحدى المجلات، متوقعًا أنه سينشج في البكاء بينما يقَرأُ قصّتَي، لكن هذا الرجل عديم الفهم تملَّكَه الضحك بصوت عالي و راح يمسح دموعه قائلًا: برافو، رائع جدًا، اكتبْ المزيد مثل هذه، واجلبْهم إلينا».

 

«كان ذلك أشد ما أثار حيرتي فيما يتعلق بكتابتي، فقرائي يضحكون أكثر ما يُمكن أن يثيرهم البكاء في كتاباتي. وحتى حينما عُرِفتُ ككاتب ساخر، لم أكن أعرف معنى هذا الأدب الذي تعلمته من خلال كتابته. غالبًا ما أُسأل ما هي أسس الأدب الساخر؟ كأن به وصفة أو معادلة، كلُّ ما يُمكِنني قوله : أن الأدب الساخر هو عمل جاد للغاية».

 

بعض من مؤلفاته الأدبية

  • الطريق الوحيد
  • آه منا نحن معشر الحمير
  • مجنون على السطح
  • لن نصبح بشرًا
  • المجنون بمائة ليرة
  • لن نتطور أبدًا
  • يساري أنت أم يميني!
  • أطفال آخر الزمان
  • لا تنزعج
  • دعها إنها راشدة

 

الجوائز التي حصل عليها عزيز نيسين

  • جائزة السعفة الأدبية من إيطاليا
  • جائزة القنفذ الذهبي من بلغاريا
  • جائزة التمساح الأولي من الاتحاد السوفيتي
  • جائزة اللوتس الأولى من اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا
  • جائزة المجتمع اللغوي التركي

 

رحيل عزيز نيسين عن عالمنا

       

«يا خسارة، لن أستطع كتابة كيف مُت، وأكثر ما يُزعجني هو هذا الشيء، فالكاتب حتى لو دوّن كل لحظات حياته إلا أنه سيبقى عاجزًا عن كتابة موته، على الرغم من أن الموت من أهم حوادث الحياة، وها أنذا ذاهبٌ دون تدوين أهم لحظة من لحظات حياتي».

 

تُوفي «عزيز نيسين» 6 يوليو عام 1995 عن عمر يُقارب الثمانين عامًا.

أوصى «عزيز نيسين» قبل وفاته رفاقه وتلاميذه بأن يدفنوه داخل الوقف الذي بناه؛ وذلك لكي يكون قريبًا من الأطفال لكنه في نفس الوقت أوصى بألا يدفنوه في قبر معروف المكان وله شاهد لكي لا يُخيف الأطفال ويُذكرهم بالموت وهم أحوج ما يكونون إلى تذكر الحياة.

تم إحضار عامل دفن من خارج البلدة، لإجراء مراسم الدفن ولم يكن هناك معه إلا صديق «عزيز نيسين» الذي أُؤتمن على سر مكان الدفن. وأوصي نيسين بأن من يُريد زيارة قبره، كل ما عليه فعله فقط هو الوقوف ولو للحظة واحدة أمام الآلة الكاتبة التي قضى معها وقت، أكثر من الذي قضاه في قبره.

 

أنا كيميائي نجحتُ في قلب دموعي إلى ضحكات قدمتُها إلى العالم

رحل «عزيز نيسين» عن عالمنا لكن مؤلفاته لا تزال حيةً إلى الآن، لا يزال قادرًا على رسم البسمة على وجوه القراء، لم يكن «عزيز نيسين» مثل غيره من الكُتاب،فهو لم يتكرر حتى الآن لا في تركيا ولا في أي مكان، استطاع أن يفعل ما لم يفعله غيره، كانت حياته مليئةً بكفاحٍ ومناضلاتٍ طويلة مع النظام الحاكم، لكنها كانت حافلةً بالإنجازات والمؤلفات الأدبية، لا يسعنا إلا أن نقول: «عزيز نيسين، ارقد في سلام».

 

كتابة وإعداد: هند يونس

المصادر:
1. مسرحية أنت لست جارا – عزيز نيسين.
2. قصتي ــ عزيز نيسين.

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي