عشرة أشياء على الأرجح لا تعرفها عن الرومان (ج2)

2016spring_roman-empire-reconsidered_1920x1080
||

الكثير من الرومان لا يُحبّون الفلسفة

نبَغ العديد من الفلاسفة الرومان في عهد الإمبراطورية وكان لهم آراءٌ فلسفيةٌ عديدة، مثل لوكيوس سينيكا وماركوس أوريليوس، ورغم ذلك كان الكثير من الرومان مُعادين للفلسفة استنادًا إلى سببين هما: أنّ الفلسفة تُمثّل اختراعًا يونانيًا في الوقت الذي كانت فيه العلاقة بين الرومان واليونان لا تسير على وتيرةٍ واحدةٍ من صفاء العلاقات وتوترها بين الحين والآخر، لذا نكَرها بعض الرومان، والسبب الثاني أنّ الهدف من الفلسفة في الأساس كان مخاطبة المكنونات الداخلية للإنسان، ومن وجهة نظر الرومان لا يناسب هذا الهدف طبيعة الرومانيّ الأصيل الذي يحيا فقط لأجل أُمّته ووطنه والالتزام بحياةٍ لا تعرف سوى تحقيق هذا الهدف، وقد ظلّت تلك النظرة الرومانية إلى الفلسفة وقتًا طويلًا، حتى أنّ طبيب الإمبراطورية الرومانية جالين لاحظ أنّ قيمة الفلسفة عند الرومان تقلّ أهميةً عن حفر ثقوبٍ صغيرةٍ في الأرض لبذر الحبوب بداخلها.

الفيلسوف الروماني ماركوس أوريليوس

القيود الرومانية على العلاقات الجنسيّة

قال الباحث الفرنسيّ الكبير “بول فاين” أنّ الرومان كانوا عاجزين عن أداء مهامهم الجنسية بالشكل الطبيعي، ورغم استبعاد أَخذ هذه الفكرة عن الرومان أجمع، وحسَب المصادر الاجتماعية؛ كانت هناك قيودٌ صارمةٌ على ذلك السلوك الاجتماعي المرتبط بفكرة القيام بالجنس، فعلى سبيل المثال؛ كان على الزوجة التي تتمتع بقدرٍ كبيرٍ من الحياء والتواضع ألّا تسمح لزوجها أن يراها دون ملابس بعد ليلة الزفاف، لذا لم يكن من المثير للدهشة أنّ عدد المواطنين الرومان الذين اعتنقوا آراء بعض الفلاسفة التي تُجبر الرجل على عدم ممارسة الجنس مع أي امرأةٍ أخرى باستثناء زوجته وحتى جواريه كانوا قليلي العدد جدًا.

نادرًا ما اشترك جنرالات الرومان في القتال

على الرغم من حِرص كبار قُوّاد الرومان على تصوير أنفسهم في مواقفَ بطوليةٍ وعسكريةٍ مهيبة؛ إلا أنّهم في الحقيقة كانوا مخططي الحرب وليسوا محارِبين بشكلٍ فِعلي، وفي حالاتٍ استثنائيةٍ قليلةٍ كانت تُجبرهم المعركة على النزول إلى ساحة الحرب واستلال سيوفهم، كعدم سيطرة جيشه على مجريات المعركة أو لهدفٍ شخصيٍّ ذاتيّ، يَكمن في ذلك الشرف الذي سينوله إذا مات على يد عدوّه، وحتى “ماكسيمينوس ثراكس” الإمبراطور المشهور بحملاته العسكرية (حكم بين عامي 225- 238م) لم يكن دائمًا مشترِكًا على الخطّ الأول في المعركة كمُحارب.


ماكسيمينوس ثراكس

اعتاد الأباطرة الرومان تناولَ السمِّ يوميًا

منذ نهاية القرن الأول الميلادي، تبنّى الأباطرة الرومان عادةً يوميّةً بتناول كميّةٍ صغيرةٍ من أنواعٍ معروفةٍ من السموم لمحاولة كسب المناعة، ومن هذه السموم خلطةٌ عُرفت باسم “Mithridatium” نسبةً إلى الملك ميثراداتس السادس أو العظيم ملك البنطس (حكم بين عامي 120- 65 ق.م)، وهي عبارةٌ عن خليطٍ من قرن الخيل أو الحمير ذات القرن الواحد يوضع في وعاءٍ واحد، وكانت تلك الخلطة تمثّل ترياقًا لبعض السموم القاتلة.

رأي الرومان أنّ هناك أسبابًا وجيهة لاضطهادهم للمسيحيين

اعتقد الرومان أنّ إمبراطوريتهم وعلاقتهم بالمسيحيين استندت إلى فكرةٍ تدعى بـ”Pax Deorum”، وتتلخص في أنّ الآلهة الوثنية تساعد روما على تحقيق قوتها ما دام الرومان يعملون تحت إمرتها بشكلٍ صحيح، وعلى الجانب الآخر، لم يعترف المسيحيون بتلك الآلهة أو نعتوها بالشياطين الشريرة، لذلك اعتقد الرومان أنّهم إذا سمحوا للمسيحيين بأداء شعائرهم أو نشر عقيدتهم فإنّ آلهتهم الوثنية ستصبّ غضبها عليهم وعلى روما التي ستفشل في تحقيق مصالحها نتيجة هذا الغضب، وفي بعض الأحيان اعتاد بعض الرومان أثناء اضطهادهم للمسيحيين أن يعطوهم فرصةً أخيرةً للإعتراف بسلطة تلك الآلهة التقليدية قبل وفاتهم، إلا أنّ المسيحيّ الملتزم لم يكن على استعدادٍ للإعتراف بتلك الآلهة وتفضيلها على عقيدته، أو حتى مجرد التنازل بتلاوة بعض الطقوس الوثنية.

ترجمة: عُمر بكر محمد
تدقيق لغوي: هاجر زكريا
تحرير: نسمة محمود

رابط الجزء الأول

مصدر المقال

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي