الناس كما الحيوانات، يفضلون العيش في جماعات، فالإنسان يحتاج إلى الأصدقاء ليحيا، وليشاركهم الأوقات السعيدة، ويحصل على دعمهم في الأوقات العصيبة. والصداقات الجيدة تُطيل العمر؛ فقد أشارات دراسة أسترالية استمرت لعشرة سنوات، أن المشاركين الذين لديهم صداقات قوية، كانوا فرصتهم أكبر لحياة أطول بنسبة (22%). لكن مع الأسف، للصديق السيئ تأثير معاكس تمامًا، حيث تزيد معه فرصة الإصابة بأمراض الضغط العصبي؛ كارتفاع ضغط الدم، والقولون العصبي، وهبوط المناعة، ومرض السكر، والقلق، وغيرها.

كيف لك أن تعرف أنك في علاقة تؤثر على صحتك وتتسبب في قتل روحك؟

ملحوظة: (العلامات والأمثلة الثمانية التالية تنطبق على صديقك إن كان ذكرًا)

دائمًا ما تجدين نفسك في مقارنة مع أصدقائها الآخرين

هل يُقدم لها أصدقائها الآخرين أكثر مما تقدمينه، ويقومون بأشياء مرحة لا تقومين أنتِ بها، ولديهم أشياء مشتركة لا تحبينها، لكن لماذا تعرفين أخبار أصدقائها الآخرين على أية حال؟

عدم توازن في وقت الحديث؛ الكثير للآخرين ولا شيء لكِ

تتصلين بها لتبدأ بالحديث عن يومها؛ كم كان جيدًا أو سيئًا. وما تبدأين أنتِ بالكلام عما يحدث معك حتى تبدأ بالاعتذار وأن عليها إنهاء المكالمة لأن لديها الكثير لتفعله. ولكن الحقيقة أنها رحلت فقط دون أن تستمتع إلى أخبارك الجيدة أو حتى همومك ومخاوفك.

صديقتكِ تنتقدكِ بالكثير من الاعتداد بالنفس

الصراحة هي جزء أساسي في جميع العلاقات، ولكن ماذا عن الطيبة، لما أصبحت الحقيقة القاسية شيئًا يسعى الجميع إليه، بينما ما زالت قاسية ومدمرة. تخبرك: «هل تعلمين أنكِ شديدة الاحتياج، وأجدك تسعين خلفي دائمًا كالمطاردين.» لا عجب أنكِ تشعرين بالفظاعة. ولكن عليك إدراك أن ما تتحدث عنه هو فقط إسقاط نفسي لما تشعر هي به، وليس له علاقة بما أنتِ عليه.

من يتصل بمن؟

هل تحاولين دائمًا الاتصال بها أكثر مما تفعل هي؟ هل تشعرين أنك أكثر اهتمامًا بمقابلتها والحديث معها؟
تتحول العلاقات إلى علاقات سامة حين يبذل أحد الطرفين مجهودًا أكبر من الآخر، والعكس، حين تشعرين أن صديقتك تصر على طلب الاهتمام منك ومطاردتك، من الممكن أن يصبح هذا الأمر مزعجًا.

تخبركِ صديقتكِ أنكِ بحاجة إلى التغيير

ولكن ماذا عنها؟ لا ترى أنها بحاجة إلى أن تنظر لعيوبها، ولا تهتم حتى بإصلاحها، وكل المشكلة لديك. ستصبح الأمور بخير فقط حين تتغيرين أنتِ، ولا تهتم بما تقدمه هي، تهتم فقط بإلاشارة إليك بأصابع الاتهام.

تبدأين في التصرف معها بحذر

في البداية، قضاء الوقت معها كان أمرًا ممتعًا. ضحكتم معًا، دعمتم بعضكم البعض. كانت رابطة جميلة.
ولكن شيئًا ما تغير، تحولت، أصبح من السهل الوقوع معها بمشكلة، ورأيتِ أنه من الأفضل أن تكوني حذرةً معها، وتتصرفين بحرصٍ زائد حتى لا تقولي أو تفعلي أي شيء خاطىء.

تشعرين أنك في قطار سريع من التقلب المزاجي وصديقتك هي المتحكمة في عجلة القيادة

كانت في البداية صداقة رائعة، شعرتِ معها برابطة قوية، ولكن الآن لا يمكنك توقع أي شيء. دائمًا ما تخافين من ردة فعلها معكِ، أو من أن تغضب منك أو تقوم بتصرف سلبي.
حين تسير الأمور بسلاسة، لا مشكلة، ولكن فجأة، تجدين نفسكِ على قائمة أعدائها، وتتساءلين ما الذي سيحدث.
تشعرين بالقلق، وبالخوف، وبالارتباك وعدم الاتزان. تشعرين بنظرتها الدونية لكِ، وحين يحدث شيئًا جيدًا مرة أخرى، تُشعركِ فجأةً بالتقدير وأن كل شيء بخير، وأنه ليس لديك ما تقلقي بشأنه. وفي اليوم التالي، لا يمكنك الوصول إليها.
عدم القدرة على التنبؤ يحطمك ويجعلك تشكين في كل شيء، ويجعل ثقتك بنفسك تنخفض بشكلٍ مخيف.

يبدأ القلق والضغط بالتأثير على جسدِك

تشكين من أعراض، ويبدأ الشعور بالمرض في غزو جسدِك. آلام في الظهر، آلام في الرقبة (ربما هي من تقف بحلقك).
بدلًا من أن تعزز هذه الصداقة منك، فإنها تصيبك بالضعف، ويستمر جسدك برد الفعل.
قلق، وصداع، واضطراب المعدة، حتى النهوض من السرير يصبح أمرًا شاقًا.

الصداقة القوية تُقّوي مناعتكِ، في حين تصيبكِ الصداقات السامة بالمرض. وكل العلاقات تحتوي على أوقات جيدة وأخري عصيبة، ولكن حين تمثل هذه الصداقة رحلةً خطيرةً، يجب عليكِ النزول منها قبل فوات الأوان.
على الأصدقاء أن يضيفوا إلى حياتك، لا أن يأخذوا منها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة: ضحى إبراهيم
مراجعة علمية: ماريا عبد المسيح
مراجعة لغوية: أمنية أحمد عبد العليم
المصدر: https://bit.ly/2vpSNij