عند الشروع في اختيار خاتم الزواج الخاص بك. هناك عدة أشياء يفضل معرفتها قبل اقتناء خاتم يظل في يدك مدى الحياة. إذن، من الضروري أن تعرف أنواع المعادن المكونة للخاتم وما هي خصائص هذه المعادن؟ ومدى تأثير تلك الخصائص على متانة وبريق وقيمة الخاتم. وبعدها تستطيع اختيار ما يناسبك من أنواع الخواتم.
هناك مجموعة متاحة من المواد يمكنك اختيار منها خاتم الزواج. توجد أنواعٌ قديمة ومُفضَّلة مثل الفضة والذهب. ثم ظهرت أنواعٌ أحدث من موادٍ أجمل مثل الزركونيوم الأسود وكربيد التنجستين.
من المنظور الكميائي، الأسماء الشائعة المُطلقة على تلك المواد لا تُظهرُ خصائصَ وطبيعة كيميائية أكثر تعقيدًا، فالذهب ليس مُجرَّدَ ذهبٍ، والفضة ليست مُجرَّدَ فضة، حتى كربيد التنجستين لديه مكونات مخبّأة.
المعادن البيضاء
عندما تُذكر المعادن البيضاء في حديث متعلق بالمجوهرات فنقصد بها الفضة والبلاتين والبلاديوم. تعد الفضة أكثرهم شهرةً وأقلهم سعرًا. عادةً، لا تصنع المجوهرات من الصورة النقية للمعدن. فكل عنصر بحاجة إلى إضافات لتحسين خصائصه، حيث تكون الإضافات عبارة عن عنصر أو أكثر يخلط مع المكون الأساسي ويسمى هذا الخليط بالسبيكة. وهذا ما سنعرفه عند فحص المعادن المصنوع منها خواتم الزواج.
يرجع أصل صناعة خواتم الفضة إلى سبيكة الفضة الإسترلينية (بالإنجليزيَّة: Sterling silver). حيث تحتوي هذه السبيكة على الفضة بنسبة (92.5%) كحد أدنى ويمثل النحاس النسبة المتبقية. من الضروري أن تكون السبيكة بهذا الشكل لأن الفضة بمفردها تحتوي على درجة ليونة عالية، ومن السهل أن تتعرض للانحناء عن الشكل المحدد في أي وقت. لذلك إضافة النحاس ترفع من صلابة الفضة وتقلل من قابلية الانحناء.
تعد خواتم البلاتين والبلاديوم الأعلى تكلفة بين خواتم الزفاف. يُشكل نسبة كل معدن منهما في الخاتم (95%)، ويمثل النسبة المتبقية واحدٌ من هذه العناصر: الروثينيوم، أو الروديوم، أو الأيريديوم. ولدى خواتم البلاتين كثافة أعلى من معادن المجوهرات، لذلك عند ارتدائها تعطي شعورًا بثقل الوزن.
معادن الذهب
كما الحال في الفضة، يعتبر الذهب مكون لين بالنسبة لصناعة المجوهرات. يخلط الذهب بمعادن أخرى تحقق الخصائص المطلوبة إلى جانب ألوان متنوعة تعتمد على نوع ونسبة الإصافات.
على الرغم من وجود الفضةِ وكمياتٍ صغيرةٍ من النحاس تُعطي الذهبَ مقدارًا من الصلابة والقدرة على التشكُّل، إلَّا أن الذهب الأصفر يحافظ على لونه الذهبي المميز.
ونجد الذهب الوردي يحتوي أيضًا على الفضة والنحاس ولكن بكميةٍ أعلى قليلًا من النحاس لكي يكتسب اللون النحاسي.
الذهب الأبيض هو سبيكة مكونة من البلاتين والبلاديوم بجانب الذهب. يفوق لونُها الفضي اللامع المظهرَ الذهبي، وذلك يرجع لطلائها بمادة الراديوم مما يضيف الصلابة والرونق عليها.
يُقاسُ نقاء خاتم الذهب بوحدةٍ تُسمَّى القيراط. الذهب عيار 24 قيراط يكون عبارة عن ذهبٍ بنسبة (100%). وهذا لن تجده في خاتم نظرًا لليونة الذهب بمفرده. وفي حالة الذهب عيار 18 قيراط يُمثِّل الذهب (76%)، وهو أكثر شيوعًا. كما نجد أن الذهب من عيار 14 قيراط يكون أقل سعرًا نظرًا لانخفاض نسبة الذهب التي تصل إلى (58%).
أحدث المعادن
توجد مجموعةٌ من المعادن ازداد انتشارها في صناعة خواتم الزفاف مثل: التيتانيوم والزكنيوم والتنجستين والفولاذ. تتميز هذه المعادن بانخفاض سعرها عن الذهب والبلاتين بالإضافة إلى بريقها. وعلى الرغم من الإشارة لتلك المعادن باسم المكوِّن الرئيس، فهي كالباقية؛ عبارةٌ عن خليطٍ من المعادن، فإذا فحصنا كلًّا منها على حدة نجد ذلك.
حيث إن خواتم التيتانيوم تصنع من سيبكة مكونة من التيتانيوم الخاص بالطائرات (بالإنجليزيَّة: Aircraft grade titanium) مع كميةٍ صغيرة من الفانديوم والألمونيوم. هذه الخواتم أقلُّ كثافةً من غيرها من المواد، مما يجعلها خفيفةً مقارنةً بحجمها.
تُصنع خواتم التنجستين من التنجستين كربيد. يُعرف هذا المركب بصلابته، نظرًا لصلابة المكونات الرئيسة مقارنةً بالمواد المعروفة. فإذا كنت تمتلك خاتمًا مصنوعًا من التنجستين كربيد؛ فلا يجب أن تقلق بشأن أن يُخدَش، بل عليك القلق من خدشهِ الأشياءَ الأخرى. ونظرًا لصلابته العالية فهو أكثر عرضةً للانكسار، فتُعتبر صلابة هذه الخواتم عيبًا يحتاج إلى المعالجة، لذلك يضاف إليه الكوبلت لرفع ليونته.
كما توجد أيضًا خواتم من الكوبلت يضاف إليها الكروم.
بالنسبة إلى خواتم الزركونيوم السوداء فإنها تُصنَّع بأكسدة معدن الزركونيوم لإنتاجِ طبقةٍ سوداء من أكسيد الزركونيوم، ثم يُصقَل ليُعطِي سطحًا أسودَ وأملس. تلك المادة تتميز بقلة كثافتها وصلابتها الجيدة، مما يجعلها صعبة الخدش.
أخيرًا، خواتم الفولاذ المقاوم للصدأ (stainless steel) التي تحمل بريقًا منخفضًا، وذات مرونة عالية. تُصنع سبيكة الفولاذ من الحديد والكربون. والفولاذ المقاوم للصدأ يحتوي على ما لا يقل عن نسبة (10.5%) من الكروم.
ماذا عن إمكانية تغيير مقاس الخاتم؟
بعد شراء الخواتم بمدة زمنية، يصبح تغيير المقاس أمرًا محتملًا، ربما لا يحتاج بعضٌ إلى التغيير، لكن بعضًا آخر قد يحتاج إلى هذا الأمر، فيُفضَّل تصغير أو تكبير الخاتم تبعًا للمقاس المناسب أثناء ذلك.
والسؤال هنا، هل تستجيب جميع المعادن للتحكم في حجمها بنفس القابلية عندما نشاء؟
من الطبيعي أن لكل معدنٍ خصائصَ مختلفة عن غيره؛ لذلك تتفاوت درجة الاستجابة.
ومن حسن الحظ أن أغلب الخواتم تصنع من معادن لديها قدر كافٍ من الليونة تساعد في إعادة ضبط حجمها، كالفضة والذهب والبلاتين والبلاديوم. أما عن خواتم الزكونيوم والتنجستين كربيد فهما -كما أشرنا- تتميزان بدرجة صلابة عالية جدًّا؛ لذلك يُعدُّ تغيير حجمهما أمرًا مستحيلًا.
وعلى الرغم من إمكانية تغيير حجم خواتم التيتانيوم والفولاذ المقاوم للصدأ، إلا أن ذلك صعبٌ أيضًا. وإذا أمكن، فيكون التغيير إلي حدٍّ معين؛ لذلك من المهم مراعاة نوع المواد عند شراء الخاتم.
ترجمة: هاجر عبدالعزيز
مراجعة علمية: أحمد فهمي
تدقيق لغوي: رنا السعدني
تحرير: نسمة محمود
