فأر سمين يحل لغز سرطان القولون!

Fat_mouse_cancer

الفئران السمينة تشبه الأشخاص الممتلئين  في أنهم معرضون أكثر للإصابة بسرطان القولون، الثاني من مارس عام 2016 صدرت دراسة في صحيفة ( البيئة –The Nature ) أوضحت أن الفئران الممتلئة التي تعتمد على نظام غذائى دسم بالدهون تٌظهر زيادة فى الخلايا الجذعية الخاصة بالأمعاء وكان السبب نشاط أحد البروتينات المسمى (PPAR-δ) والذي يتحكم فى عملية التمثيل الغذائى ( عميلة تختص بالهضم والامتصاص ودورة المدخلات إلى الجسم حتى تصل إلى الدم ).

لو كانت النتائج مماثلة على البشر، فسيتم تفسير ظاهرة نراها فى الدراسات الوبائية «إلى حد ما كان هناك فهم أن السمنة تؤدي إلى زيادة السرطان في الكثير من الأنسجة» قالها (عمر يلماز -Ömer Yilmaz ) عالم الأحياء بمعهد كوخ التاكاملى لأبحاث السرطان فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في كامبردج، وواحد من رؤساء البحث. «نحن بالفعل نسعى جاهدين لمعرفة الآلية التي يعمل بها هذا النوع من السرطان».

تلك التفاصيل الجزيئية من الممكن أن تكون ذات قيمة، قالها عالم الأحياء (بولين كاي لوند -P. Kay Lund) والذي يعمل فى جامعة شمال كارولينا في تلال تشابل والمعاهد الوطنية للصحة في بيثيسدا،ماريلاند.

عينات الأنسجة التى أُخذت من الأشخاص الذين أُجريَ عليهم فحص القولون بالمنظار من الممكن أن تٌفحص لرؤية إذا كان حقًا كلًا من الفئران والبشر لديهم نفس الآلية، في النهاية، إثبات أن الزيادة في نشاط بروتين (PPAR-δ  ) يعتبر مؤشر قوي على معدل إصابة أعلى للإصابة بالسرطان «هذا قد يوفر الفرصة لإعطاء هؤلاء المرضى العلاج مبكرًا» قالها ( لوند – Lund ( والذي لم يشارك في بحث السمنة. 

  • سلوك النموذج

كون يلماز فريق مع ( ديفيد ساباتينى – David Sabatini (  والذي درس التمثيل الغذائي في معهد وايتهيد، وأيضًا في كامبريج، ليتعلم أكثر عن الرابط بين السرطان والسمنة . قام فريقهم  بإطعام الفئران طعامًا عالي الدهون والسعرات الحرارية لمدة عام، و بعد ذلك قاما باختبار تأثير النظام الغذائي على عدد و وظائف الخلايا الجذعية في الأمعاء.

اكتشفوا أن النظام الغذائي المحتوي على 60 % دهون، لم يؤد فقط إلى دفع الفئران لالتهام المزيد من الطعام والزيادة في الوزن، وإنما  تم تنشيط أيضًا البروتين (PPAR-δ ) وأثار الخلايا الجذعية لتتضاعف. وعند معالجة الفئران بعقار يعمل على تنشيط البرويتن (PPAR-δ ) وجد أن له نفس الآثار على الخلايا من تضاعف، يعتقد أن الخلايا الجذعية أكثر عرضة للإصابة بالأورام عن باقي الخلايا .

حتى الآن، ليس واضحًا إن كانت التغيرات التى تطرأ على الفئران بسبب إزدياد الوزن والتغيرات الداخلية المصاحبة له،  أم بسبب النظام الغذائي المعتمد على الدهون؟ اختبر الفريق أيضًا آثار النظام الغذائي عالي الدهون على خلايا جذعية تم زراعتها في وسط ثلاثي الأبعاد سُمي (organoids )، ووجد أن تلك الخلايا أيضًا قد نشّطت الـ (PPAR-δ)، تاركة احتمال أن يكون للأحماض الدهنية دورًا مباشرًا على الخلايا لتجعلها ترد بتلك الطريقة مفعلة تلك البروتينات.

وإن كان ذلك صحيحًا، من الممكن أن لا يكون وجود لتلك الآلية التىي يبحث عنها فى البشر كما يحذر ( والتر واليت – Walter Willett )، الذي درس التغذية في مدرسة (هارفارد للصحة العامة في بوستن)، وقال أيضًا « كلما زادت كمية الدهون في جسم الإنسان كلما زادت فرصة إصابته بمرض السرطان» مكملًا حديثه بأنه لا دليل على وجود علاقة بين النظام الغذائي الدهني والسرطان في الإنسان إلا إن وجدت دراسة مكثفة.

لكن يلماز أوضح أن الدراسات الوبائية من الممكن أن تُشوش بالتغيرات المربكة قائلًا «إن البيانات التي تربط النظام الغذائي الدهني بحدوث السرطان تعتبر حقيبة متنوعة».

فريق يلماز يأمل أن يستكشف دور الأحماض الدهنية في إعلاء فرصة الإصابة بالسرطان عن طريق إجراء دراسات على فئران ذات حجم طبيعى ولكن بجعل تلك الفئران تتبع نظام غذائي يعتمد على الدهون ومتابعتهم دوريًا.

المصدر : http://sc.egyres.com/zjJlJ
إعداد: Muhannad Mostafa
مراجعة: Sherif M.Qamar
تصميم: Mohamed Qamar-Eddine

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي